هل سمعتم بمعركة عقرباء؟
- إعداد الدكتور سليمان عباس البياضي
- باحث في التاريخ والحضارة
- عضو اتحاد المؤرخين العرب
- عضو اتحاد المؤرخين الدولي
- عضو الجمعية المصرية التاريخية
- كاتب وروائي وإعلامي
- محاضر في جامعة العريش
قليل من سمع فيها، بسبب ماذا؟ الغزو التاريخي الذي الحق بأمتنا من قبل بنو جلدتنا ادوات الغرب، اليكم هذا.
معركة عقرباء
وجه أبو بكر الصديق عكرمة بن أبي جهل لقتال جيش مسيلمة الكذاب ولكنه لم يستطع الصمود وتراجع.
لما بلغت أنباء تراجع عكرمة لشرحبيل بن حسنة، آثر الانتظار حتى يصله المدد من خليفة المسلمين، وظل في مكانه حتى أتاه خالد بن الوليد في جيش جمع عددا من كبار الصحابة والقراء.
لما سمع مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء فاستنفر الناس فجعلوا يخرجون إليه حتي بلغوا 40.000 رجل تبعه أكثرهم عصبية، حتى أن بعضهم كان يشهد أن مسيلمة كذاب وأن محمداً رسول الله لكنه يقول: "كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر".
وفي الطريق إلى اليمامة، التقى خالد وجيشه بفرقة من جيش اليمامة، خرجت للثأر لبني عامر وبني تميم.
عثر المسلمون عليهم وهم في ثنية اليمامة نائمون، فسألهم عن مسيلمة، فردوا "منكم نبي ومنا نبي" فأمر خالد بقتلهم جميعاً عدا مجاعة بن مرارة لعله يستفيد من خبرته ومكانته في قومه.
كانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة وراية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس والعرب على راياتها.
فكان بينهم وبين المسلمين يوم شديد الهول ثبت فيه بنو حنيفة وقاتلوا عن أنفسهم وأحسابهم قتالاً شديداً، حتي انكشف المسلمون وكادت الهزيمة تلحقهم لولا رجال من ذوي الدين والحمية الدينية الذين ثبتوا وصرخوا في الناس:"يا أصحاب سورة البقرة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال " .. "وامحمداه .. وامحمداه"
وقال سالم مولى أبي حذيفة: "بئس حامل القرآن أنا إذا لم أثبت".
وأمرهم خالد بأن يمتازوا حتي يعلم من أين يُؤتوا. فأثارت هذه الصيحات روح الاستشهاد في نفوس المسلمين، فحملوا على جيش مسيلمة حملة استطاعوا أن يزحزحوا جيوشه عن موقفهم الأول. ثم شد المسلمون حتي فر بنو حنيفة إلي الحديقة التي تسمي "حديقة الرحمن" وكانت منيعة الجدران فتحصنوا بها إلا أن المسلمين استطاعوا أن يقتحموها بفضل البراء بن مالك الذي طلب منهم أن يرفعوه فوق الجحف برماحهم ويلقوه بالداخل وحده واستطاع فتح باب الحديقة ودخل المسلمون وهم يكبرون.
فقتل فيها مسيلمة وكان قاتله هو وحشي بن حرب.
كانت المعركة فاصلة ففيها انتصر المسلمون وهزم اعداؤهم بعد معركة من اعنف المعارك وأهمها وأخطرها علي الإطلاق قتل فيها مسيلمة وأربعة عشر ألفاً من أتباعه (سبعة آلاف خارج عقرباء وسبعة آلاف في الحديقة) والتي سميت بعد ذلك بحديقة الموت.
وقد استشهد في اليمامة ألف ومائتا شهيد منهم زيد بن الخطاب والطفيل بن عمرو وأبو دجانة وسالم مولى أبي حذيفة وابي حذيفة وعبد الله بن سهيل، وغيرهم كثير من كبار الصحابة.