ماذا تعرف عن إقليم خوارزم
- إعداد الدكتور سليمان عباس البياضي
- باحث في التاريخ والحضارة
- عضو اتحاد المؤرخين العرب
- عضو اتحاد المؤرخين الدولي
- عضو الجمعية المصرية التاريخية
- كاتب وروائي وإعلامي
- محاضر في جامعة العريش
خـوارِزم هو الاسم القديم لمدينة خيوة التي كانت تابعة لإقليم خراسان الإسلامي.
خوارزم من أقدم مدن آسيا الوسطى، تقع عند المجرى الأدنى لنهر جيحون و يحدها من الشرق صحراء "قزيل قوم"، التي تفصلها عن "ما وراء النهر" وتفصلها من الغرب صحراء قراقوم عن خراسان وتتلاقى في جنوبها الصحراوان حيث ينفذ نهر جيحون وتقف حدودها الشمالية عند شواطئ بحر خوارزم (آرال) وتقع اليوم في غرب أوزبكستان.
وتلقت خوارزم تأثيراً حضارياً في العصر الحجري القديم، من بلاد البحر المتوسط عبر إيران وقد اكتشفت في المنطقة بقايا حضارة يرجع تاريخها إلى ما بين 5000-4000ق.م.
وقد عاصرت مدينة خوارزم على مر التاريخ عدد من المماليك والإمبراطوريات بداية من العصر الحجري القديم، وحتى العصر الإسلامي.
خلال الفترة التاريخية ما بين القرن السادس والقرن الرابع قبل الميلاد قد فرضت الإمبراطورية الأخمينية الفارسية حكمها على المدينة، وكان اسمها تشور اسمي.
وفي القرن السابع الميلادي فتحها المسلمين ومعها جميع مناطق ما وراء البحر عن طريق القائد المسلم قتيبة بن مسلم الباهلي.
دخول الإسلام في خوارزم:
وصلت جيوش الفتح العربي الإسلامي إليها (93هـ/712م) في العصر الأموي.
فقد وصل الإسلام إلى خوارزم منذ القرن الأول الهجري / السابع الميلادي.
وفقد فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي سنة 88هـ/ 706م من ضمن ما فتحه من أقاليم ما وراء النهر مثل: بيكند وبخارى وسمرقند ونسف والشاش وفرغانة والصغد.
وقد قام المغول بتدميرها سنة 617هـ/1220م، وطمسوا معالمها، وقتلوا الكثير من أهلها.
ووقعت خوارزم تحت حكم الشيبانيين، ثم الفرس، ومنذ سنة 966هـ/1558م عرفت عاصمتها باسم "قيات أو كادث"، كاث "أوركنج"، ثم "خيوة"، إلى أن ألحقت بالاتحاد السوفيتي، ووزعت بين جمهوريتين هما: أوزباكستان وتركمانستان، وذلك بعد هجوم الروس عليها، وخلعهم لخان خيوة "السيد عبد الله خان بهادر" في سنة 1343هـ/1924م.
تقع على حدودها قلعة إيجان والتي أدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وأيضاً تم إدراجها ضمن مناطق الاتّحاد السوفييتي عام 1924م، ثم بعدها أصبحت ضمن جمهورية الأوزبك الاشتراكية السوفيتية "أوزبكستان".
قالوا عن خوارزم:
قال عنها ياقوت الحموي: "وما ظننت أن في الدنيا بقعة سعتها سعة خوارزم وأكثر من أهلها مع أنهم قد مرنوا على ضيق العيش والقناعة بالشيء اليسير، وأكثر ضياع خوارزم مدن ذات أسواق وخيرات ودكاكين، وفي النادر أن يكون قرية لا سوق فيها مع أمن شامل وطمأنينة تامة".
وعندما زارها ابن بطوطة قال عنها: "هي من أكبر مدن الأتراك وأعظمها وأجملها وأضخمها، لها أسواق مليحة، وشوارع فسيحة، والعمارة الكثيرة، والمحاسن الأثيرة، وهي ترتج بسكانها لكثرتهم وتموج بهم موج البحر.. ولم أر في بلاد الدنيا أحسن أخلاقًا من أهل خوارزم، ولا أكرم نفوسًا، ولا أحب في الغرباء، ينتشر في أنحائها الزوايا والمساجد والمدارس والمدرسون الذين يعملون فيها، وكذلك المؤذنون والوعاظ والمذكرون، وكذلك الفقهاء والقضاة الذين يحكمون في القضايا الشرعية، وما كان من سواها حكم فيها الأمراء، وأحكامهم مضبوطة عادلة؛ لأنهم لا يتهمون بميل، ولا يقبلون رشوة".
أهم آثار خوارزم ومعالمها:
تحتوي مدينة خوارزم القديمة على أكثر من خمسين أثر تاريخي والذي يعود معظمها إلى القرن الثامن عشر والتاسع عشر ومن أهمها قلعة أيجن والمسجد الجامع ومئذنة كونلغ تيمور وجامع خيوة الرئيس ومئذنة مدرسة اسلام خوجة.
مئذنة كونلغ تيمور: وهي أعلى مئذنة في منطقة وسط آسيا، وتمثل أقدم الآثار التي تعود إلى أيام المغول.
جامع خيوة الرئيس: ويرجع تاريخ تأسيس هذا الجامع إلى آخر القرن الثامن عشر الميلادي.
مدرسة إسلام خوجة: ويعود تاريخها إلى ما بين سنتي (1908م) و(1910م)، وتشتهر المدرسة بمئذنتها ذات الزخرفة الدقيقة.
من علماء مدينة خوارزم:
محمد بن موسى الخوارزمي مؤسس علم الجبر.
داوود بن رشيد أبو الفضل الخوارزمي راوي الحديث.