من الخميس إلى الخميس
قاسم العراق .. وأبطال ثورة تموز الخالدة
مقالة تم نشرها في صحيفة الطليعة الحضرمية
العدد (17)، 21 ربيع الأول 1379هـ
24 سبتمبر 1959م
هذا الذي يحدث في العراق الشقيق هذه الأيام لم يكن له نظائر في تاريخ الغزاة السفاحين أمثال هولاكو وجنكيز خان. لقد تجاوز حكام العراق كل حد في امتهانهم للكرامة الإنسانية والقيم الأخلاقية.
إن المحاكم تعقد لمحاكمة المتآمرين على حريات الشعوب فأصبحت - في عهد قاسم العراق - تعقد لمحاكمة أبطال ثورة تموز الخالدة. وأمام من كان يمثل أولئك الأبطال؟
الذين استمعوا إلى محكمة المهداوي يعلمون ماذا كان يجري داخل تلك المحكمة من مهازل. كان - المهداوي - يصرخ بين آونة وأخرى وكأنه على خشبة المسرح وليس على كرسي العدالة. كانت کلماته سبابا على الجمهورية العربية المتحدة.
كان لا ينسى أن يدل على نفسه وعلى سادته الذين جاءوا به إلى المحكمة ليقلب الحقائق ويهزأ بالقيم والمثل !! وأمس فقط ختم المهداوي محاكاته أو على الأصح تمثيلياته .. ختمها بإصدار حكم الإعدام على أبطال ثورة تموز الخالدة.
وكأن - المهداوي - خشي غضبة شعب العراق عليه فذهب صبيحة إنفاذ حکم الإعدام في الطبقجلي وصحبه - ذهب إلى بكين إلى سادته الشيوعيين ولسان حاله يقول لهم: لقد نفذنا الأوامر .. مهدنا الطريق أمام الحزب الشيوعي ليحكم فوق أشلاء الضحايا .. ضحايا الشعب العربي الأبي في العراق !!
ولكن نسي قاسم والذين يختفون وراءه .. نسوا أن العراق سيظل عربيا إلى الأبد، لن يكون فيه مكان لعميل من الشرق أو الغرب. وكما ذهب نوري السعيد وطغمته من العملاء سيذهب قاسم ورفاقه من مصاصي الدماء الذين باعوا أنفسهم للأجنبي وارتضوا أن يسيروا في ركابه .. خدما وأجراء !!
(ربيع عوض مقرم) من جدة بعث إلي بمقال كله شتم وسباب يرد به على ما كتبته في عدد سابق حول المفهوم التحرري أو القومي للدعوة الانفصالية!! و(مقرم) هذا يطلب مني أن أقوم بنشر هذا السباب وإلا فإنه سوف يتهمني بالجبن وعدم المعرفة بالنشر وشئون الصحافة رغم أني احمل دبلوما – أو كما قال !!
ولست أود هنا أن أناقش السيد (مقرم) في شتائمه لأن هذا المقرم ربما يكون هو الآخر (قفازا) لغيره وإلا فما الذي يحمل هذا المقدم على أن يصب جام حقده علي .. أنا الذي لم آت عملا شائنا حتى أستحق بعض ما تفضل به (المقرم) من سباب!! هل أنا الذي استعبدت طبقته وحددت له مهنته؟!
لماذا يا مقرم یا(وطني) لم تتوجه ببعض شتائمك إلى أولئك الذين أقاموا بينك وبينهم سدا لا تتجاوزه. لقد أحتملت كل ما ورد في رسالتك من هراء وضعة، ولكن الذي لم أستطع احتياله ولا أسمح لك بتكراره مرة أخرى هو أن تنصب من نفسك أنت - یا مقرم - هاديا يوقظ ضميري ويقودني إلى طريق الصواب!
بعضهم يقول لنا: لماذا لا تطرقون موضوع كذا وقضية كذا. وإننا نقول لهؤلاء: إننا لا نطرق موضوعات مطروحة على الرف. إننا من خلال المشاكل اليومية الجارية نستمد مادة كتاباتنا. ونحن لا نحمل في نفوسنا حقدا لأحد. حتى تلك الأخطاء هي في الواقع لیست من فعل شخص أو أشخاص، إنها من فعل المجتمع كله.
لهذا فالإصلاح يجب أن يتخذ طابع الشمول لا طابع الفردية.
هل يفهم هؤلاء الناس عنا هذا الكلام؟
أغلب الظن أن الذين يثيرون هذه التساؤلات لا تنطوي نفوسهم على شيء من حسن النية.
إنهم يتساءلون ليغطوا ما يحسون به في نفوسهم من الكراهية والحقد الأسود!!