من الخميس إلى الخميس .. الإفلاس يتهدد مزارعي التمباك هذا العام !!

من الخميس إلى الخميس

الإفلاس يتهدد مزارعي التمباك هذا العام !!

مقالة تم نشرها في صحيفة الطليعة الحضرمية

العدد (19)، 5 ربيع الثاني 1379هـ

8 أكتوبر 1959م

تسير تجارة بيع التمباك الحضرمي من سيئ إلى أسوأ. ويتحمل المزارع الفقير في (غيل باوزير) نتائج تدهور هذه التجارة.

هبطت قيمة البهار (التمباك) من ۷۰۰ شلن إلى 400 شلن خلال الشهور القليلة الماضية. أخذ المزارعون في زراعة المحصول الجديد للتمباك في الوقت الذي لا يزال فيه محصول العام الماضي مخزونا دون تصريف.

يتوقع الخبراء في الزراعة أن تتكرر مأساة عام 1940م بالنسبة للمزارعين الصغار حيث اضطروا إلى بيع بيوت سكناهم لسداد الديون التي عليهم.

ولنبدأ القصة من بدايتها:

لقد كان المزارعون الصغار يبيعون محصولهم السنوي من التمباك للتجار الذين يقومون بدورهم بتصديره إلى الإقليم الجنوبي من الجمهورية العربية المتحدة وهي السوق الرئيسية التصدير التمباك الحضرمي. ثم وقع العدوان الثلاثي المشؤوم على مصر في أكتوبر 1940م. وأصيبت العلاقات المصرية - البريطانية منذ ذلك التاريخ بضربة قاضية.

وكان لما أصاب العلاقات الاقتصادية المصرية - البريطانية بوجه خاص من التدهور أثر كبير على تجارة تصدير التمباك إلى الجمهورية العربية المتحدة. وقد جرت اتصالات في الفترة الأخيرة وفهم أنه لا توجد قيود مصرفية على مصر وأنه ليس هناك مانع على التجار الحضارم من أن يستغلوا أثمان مبيعاتهم من التمباك في مصر في شراء البضائع من تلك البلاد.

إلا أن التجار الحضارم - كما يبدو - لا يريدون استغلال أثمان مبيعاتهم في شراء البضائع المصرية ويطلبون استرجاع أثمانها بالنقد. ومازالت هذه الاتصالات جارية بواسطة وكلاء تجار التمباك في القاهرة.

وحتى تحل مشكلة تصدير التمباك إلى الجمهورية العربية المتحدة فإن هناك مشكلة المزارعين الصغار الذين يقع عليهم وحدهم مركز الثقل في المشكلة.

ويؤكد خبراء الزراعة أنه إذا سارت الأحوال على هذا النحو هذا العام فإن المزارعين سيقعون فريسة الإفلاس ويتكرر ما حدث في أعوام الحرب العالمية الثانية عندما قامت صعوبات المواصلات في وجه تصدير التمباك.

وحتى لا تقع هذه الكارثة فإن على المسئولين في الحكومة أن يوجدوا أسواقا جديدة التصدير التمباك أو يقوموا بشراء محاصيل التمباك من المزارعين وتصديرها إلى الجمهورية واستيراد بضائع مصرية بما يوازي أثان المبيعات .

إننا نضع هذه الحقائق أمام المسئولين في الحكومة ليقوموا بعمل عاجل وسريع لإنقاذ المزارعين مما يتهددهم من أخطار ونكبات توشك أن تلحقهم إذا لم نعمل على إنقاذهم !!

من قرارات المؤتمر الشعبي المنعقد في سيئون في أغسطس الماضي تمسكه بوجوب إحضار مستشار عربي يختار بواسطة الجامعة العربية عند وضع اتفاقية البترول.

ترى ما هو رأي المؤتمر الشعبي في القرار السلطاني الكثيري باستدعاء الخبير الأمريكي؟!

ولماذا لا يرتفع للمؤتمر الشعبي صوت جديد منذ انعقاده في أغسطس الماضي؟!

التعليقات (0)