من الخميس إلى الخميس
مشكلة تسويق التمباك .. من الذي سيحلها؟؟
مقالة تم نشرها في صحيفة الطليعة الحضرمية
العدد (25)، 18 جمادى الأولى 1379
19 نوفمبر 1959م
تدخل مشكلة تسويق التمباك الحمي في مرحلة خطيرة تهدد المزارعين الذين يشتغلون بهذه الزراعة بالإفلاس. ورغم الصيحات التي ارتفعت محذرة من النتائج السيئة المقبلة فإن أحدا سواء كان من المعنيين أو المسئولين فكر في إيجاد حل لهذه المشكلة أو على الأقل أظهر اهتماما بها.
ونحن لا يمكن أن ننتظر حتى تقع الكارثة ويحل القضاء المحتوم ثم بعد ذلك نتحرك وقد فات الأوان، لأنه ما لم نعمل - مسبقا - لتجنب النتائج السيئة فإن أي إجراء يأتي متأخرا لن يجدي ولن تكون له فائدة كبيرة!!
إن هناك كثيرا من الأدلة تثبت أننا لا نواجه المشاكل في مراحلها الأولى - حيث يمكن التغلب عليها - وإنما نترك لها المجال حتى تتطور وتأخذ شكل الكارثة أو النكبة!! ولست أريد هنا أن أقدم الأمثلة على صدق هذا القول فالأمثلة كثيرة لا تتطلب كبير عناء ومشكلة تسويق التمباك مثل واضح على أننا لا نعمل شيئا لتجنب ما سيقع حتى إذا وقع تحركنا في بطء لنقدم الحلول المرتجلة التي لا تلبث أن تنهار بمجرد الانتهاء منها!!
لقد بلغ إلى علمنا أن المجلس البلدي بالغيل ينوي رفع عريضة إلى الرئيس جمال عبدالناصر يشرح له فيها تفاصيل المشكلة ويطلب من سيادته أن يتدخل لإنقاذ المزارعين مما حل بهم وسيحل مستقبلا بسبب قيود الاستيراد في الإقليم الجنوبي من الجمهورية العربية المتحدة.
ولا أدري ما الذي يمنع هذا المجلس من أن يحيل هذه النية إلى عمل حقيقي فيرفع هذه العريضة فورا وإذا استدعى الحال إيفاد ممثلين للمزارعين إلى الجمهورية العربية المتحدة فإن هذا من شأنه أن يأتي بالنتائج العاجلة.
إن الرئيس جمال عبد الناصر لاشك أنه سيولي هذه المسألة اهتمامه وسيتصرف تجاهها بما يحقق مصلحة إخوانه المزارعين العرب في حضرموت.
وسيعمل المسئولون في حكومتنا على تقديم كل مساعدة ممكنة سواء في حالة تقديم العريضة، أو في حالة سفر وفد المزارعين.
وعلى المجلس البلدي بالغيل أن يتحرك، فإن الأمر بالنسبة له خطير وخطير جدا.
هذا العمر .. ليس بالقصير!!
احتفلنا في الأسبوع الماضي بمرور ستة شهور على ميلاد هذه الصحيفة .. وقد يكون هذا العمر بالنسبة للصحافة في البلاد الأخرى قصيرا جدا إلا أنه بالنظر إلى أوضاعنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتخلفة يعتبر عمرا طويلا.
وعندما نراجع حساب الشهور الستة الماضية نشعر أننا قد حققنا - والحمد لله - نصرا كبيرا، ليس لأننا قد حققنا مكاسب سياسية معينة – فمثل هذه المكاسب لا تتحقق في شهور - وإنها لأننا قد أثبتنا أننا لا نعمل لفترة قصيرة ثم نتوقف عن هذا العمل لسبب أو لآخر. ولكننا و قد صممنا على السير، أمامنا أهداف إذا كانت تتراءى للبعض بعيدة فإنها تغدو بالعزيمة الصادقة والصبر ونكران الذات قريبة المنال.
ولم يكن طريقنا طوال الستة الشهور الماضية مفروشة بالورود والرياحين، فقد كانت هناك أكاذيب وأحقاد ومتاعب كان علينا أن نتجاوزها وأن نتخطاها ومازلنا حتى هذه اللحظات نواجه موجات منها ولكنها كانت دائما تتكسر على صخور تصميمنا القوي بضرب المثل بالاستقامة والإيمان الراسخ والتضحية.
ولقد كان الموقف التأييد والتشجيع من إخواننا المواطنين في كل مكان أعظم الأثر فيما حققناه من نجاح وتوفيق حتى الآن.
وإننا نعاهدهم عهدا أمينا أننا سنكون أبدا مخلصين لوطننا باذلين كل جهدنا في الوصول به إلى ما يتمناه له كل وطني مخلص شريف.
وفقنا الله لعمل الصالحات.