من الخميس إلى الخميس
مقترحات إلى المسئولين عن مؤتمر المساعدين الصحيين
مقالة تم نشرها في صحيفة الطليعة الحضرمية
العدد (31)، 01 رجب 1379 هـ
31 ديسمبر 1959م
يعقد يوم الأحد القادم مؤتمر يضم المساعدين الصحيين من جميع السلطنات الشرقية ويعرف هذا المؤتمر (بمؤتمر تجديد المعلومات للمساعدين الصحيين). وفي هذا المؤتمر يتلقى المساعدون الصحيون معلومات جديدة يقوم بتوصيلها الأطباء المحليون. کما يناقش المؤتمر كذلك المشاكل من الناحية الإدارية .
ونحن إذ نرحب بانعقاد هذا المؤتمر وكل المؤتمرات التي تعقد بغرض تبادل المعلومات والتعرف على المشاكل وطرق معالجتها، فإننا ننتهز هذه المناسبة لنتقدم ببعض الملاحظات والمقترحات لنضعها أمام المسئولين عن هذا المؤتمر لعلهم يجدون الوقت الكافي لدراستها واتخاذ ما يرونه مناسبا بشأنها.
وإننا لفي غني عن القول بأن الخدمات الصحية في هذه البلاد آخذة في التحسن وأنها قد قطعت شوطا في مدارج التطور، ومع ذلك فإن هناك قضايا على جانب كبير من الأهمية تستحق عناية والتفات المسئولين.
وأول هذه القضايا أهمية وخطورة هو تزايد المصابين بداء السل (التدرن الرئوي) ومعظم المصابين بهذا الداء يسكنون مع عائلاتهم وقد لا يتوفر لهؤلاء العلاج الكافي إما السوء ظروفهم المالية أو لعدم وجود المكان الصحي الملائم لقضاء فترة العلاج.
والمؤلم في هذا حقا، هو أن المجالس البلدية والقروية لا تقدم المساعدات المثمرة لهؤلاء المصابين، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى وقوع الوفيات وإلى زيادة مطردة بين المصابين.
وقضية السل لم تجد من المسئولين - مع الأسف - العناية الكافية، والقسم الوحيد المرضى السل التابع حاليا للمستشفى الحكومي بالمكلا موضع شكوى الكثيرين، فبالإضافة إلى أن موقع هذا القسم داخل المستشفى غير ملائم من الناحية الصحية فإن الطلبات الكثيرة من المرضى للحصول على سرر في هذا القسم جعل الفائض من هؤلاء المرضى يتخذون مواقعهم على (الفرندات). هذا في حالة وجود مثل هذه المواقع، أما إذا كانت مشغولة فإن على المريض أن يتقبل ما نزل به بصدر رحب وامتنان عظيم.
لهذا فإن بناء مصحة جديدة لمرضى السل في موقع ملائم هو في الوقت الحاضر حاجة ملحة ينبغي التفكير فيها جديا ويجب ألا يتعذر في هذا بعدم توفر المال المطلوب لهذا الغرض، فإنه بشيء من الاهتمام والتدبير يمكن الوصول إلى نتائج طيبة. وحتى يتم بناء هذه المصحة وافتتاحها نرجو زيادة العناية بهؤلاء المرضى وتقديم المساعدات للفقراء منهم ويجب أن يساهم في هذا كل القادرين سواء أكان هؤلاء من المسئولين في الدولة أم الجمعيات الخيرية أم المجالس البلدية والقروية أم الأغنياء من المواطنين.
والقضية الثانية التي نضعها أمام المسئولين هي أنه نظرا للعدد الضئيل من الأطباء الموجودين في المكلا فقد أصبح من المتعذر القيام بزيارات للمدن والقرى التي لا يوجد بها أطباء.
ولهذا فإن القيام بمثل هذه الزيارات بين وقت وآخر ضرورة لازمة لأن كثيرا من المواطنين يضطرون إلى الذهاب إلى المراكز التي يوجد بها الأطباء وينفقون في سبيل ذلك مبالغ يتكلفونها ومعظمهم لا يستطيع القيام بهذه الزيارة فيسقط صريع المرض الذي يعانيه !!
هذا ما يحضرنا من ملاحظات بهذه المناسبة، مناسبة انعقاد مؤتمر المساعدين الصحيين يوم الأحد القادم، نرجو أن تنال ما تستحقه من الاهتمام والعناية وربما عدنا إلى تقديم ملاحظات أخرى غيرها في مناسبة أخرى.
تمانينا الطيبة بنجاح المؤتمر والتوفيق في أعماله.