من الخميس إلى الخميس .. من مرضى السل .. إلى السينما!!

من الخميس إلى الخميس

من مرضى السل .. إلى السينما!!

مقالة تم نشرها في صحيفة الطليعة الحضرمية

العدد (71)، 29 ربيع الثاني 1380 هـ

20 أكتوبر 1960م

العنابر المخصصة داخل المستشفى لمرضى السل، تصلح لأي غرض آخر عدا مرضى السل. ويذكر القراء أننا طالبنا منذ ما يقرب من عام، ببناء مصحة خاصة بمرضى السل، كما نادينا بتوفير العناية لهؤلاء المرضى.

وانتظرنا طوال هذه الفترة.. نرقب ماذا سيفعل المسئولون لضحايا السل الذين تقول الإحصائيات إن عددهم يزداد، وإنهم يفتقدون العناية الصحية الكاملة. ولقد طال انتظارنا.. وقد يطول أكثر فأكثر، ولن تكون هناك نتيجة ولن يكون هناك عمل على الإطلاق.

ومرة أخرى: نكرر مطالبتنا بإنشاء هذه المصحة في موقع ملائم، إذ إن وجود هذه العنابر داخل المستشفى لا يساعد على انتشار العدوى فحسب بل يقلل من فرص الشفاء للمرضى لأن تلك العنابر الضيقة والمتسخة تعوقان تقدم المريض نحو الشفاء.

وأمر هام آخر، نرجو أن يكون موضع اهتمام المسئولين في المستشفى، وهو أن يعاد النظر في الغذاء الذي يقدم لهؤلاء المرضى. فإن الوجبات اليومية تفتقد أهم المواد اللازم توفرها للمريض کیا یلاحظ أن النظافة في السر والملابس هي الأخرى تحتاج إلى مزيد من العناية .

إن إنشاء مصحة لمرضى السل .. فكرة جديرة بأن تبحث، وتستطيع الدولة أن تعتمد في ذلك على مساعدة المواطنين الذين لن يتوانوا عن تقديم المساعدة الصادقة للمشروع إذا وضع موضع التنفيذ.

لم يحدث في فترة ما أن انعدم النشاط الثقافي والأدبي في العاصمة كما هو حاصل الآن.. فلقد كانت في الماضي، تقام المحاضرات وتعقد الاجتماعات في المناسبات العديدة فيحصل بذلك الالتقاء بين المتعلمين والمتأدبين، وينشأ الوعي السياسي والاجتماعي، ويحدث الاحتكاك في الأفكار ومختلف الآراء والاتجاهات.

والذين قدر لهم أن يشهدوا ما حدث في الماضي وما يحدث الآن لا يكادون يصدقون أننا نسير إلى الوراء بدلا من أن نتقدم إلى الأمام وأن الأمس خير من اليوم.

ونحن لا نريد أن ندخل في جدل حول الأسباب التي أدت إلى هذا الركود الذهني، ولكننا نسأل لماذا لا نسعى إلى تكتيل الجهود من أجل بعث تلك الحياة النشيطة المترعة بالفكر والأدب.

لماذا لا ننشئ منتدى أدبيا .. يضم الصفوة المتعلمة من شباب هذا الجيل، فيلتقون حول موائد الفكر والثقافة بعيدا عن الحزازات والخلافات الشخصية الطائفية .

إننا في مثل هذه الظروف التي نشعر فيها بالضياع والفرقة بحاجة إلى مثل هذا الالتقاء الأخوي لنوحد به فكرنا، وننواجه مشاكلنا ومتطلباتنا ولنشحن طاقاتنا، ولنذيب السكون الحمل الذي يملأ حياتنا.

سؤال .. مجرد سؤال أطرحه للمناقشة والبحث الخالص !!

هل صحيح أن لجنة الشئون الدينية ستظل تصر على مقاومة الطلبات المقدمة بفتح دور للسينما في هذه البلاد؟! وإلى أي مدى ستظل هذه المقاومة ذات فعالية؟

إن الذي نفهمه .. هو أن السينما لیست عملا شیطانيا خالصا و كذلك لیست عملا فاضلا محضا. لهذا فإن فرض الرقابة على الأفلام ضرورة لازمة لا يجادل فيها اثنان. أما الاستمرار في الرفض بدعوى أن فتح الباب بسوق إلى فتح أبواب أخرى فتلك حجة واهية.

إن الدنيا بخير، ونحن اليوم في عصر الصواريخ والتلفزيون فلا معنى هذا التحرج والتشدد في أبسط الأمور وإلا فإن رد الفعل سيكون قاسياً.

التعليقات (0)