من الخميس إلى الخميس .. مشاكل الغيل .. هي مشاكل السطح

من الخميس إلى الخميس

مشاكل الغيل .. هي مشاكل السطح

مقالة تم نشرها في صحيفة الطليعة الحضرمية

العدد (77)، 12 جمادى الثانية 1380 هـ

20 أكتوبر 1960م

1 ديسمبر 1960م

ساعة كاملة، قضيتها في الأسبوع الماضي، مع الشيخ بدر أحمد الكسادي (نائب لواء المكلا) في حديث شيق ممتع، عن الغيل ومشاكل الغيل !!

ولقد ظللت أستمع إلى محدثي وأنا أشعر في قرارة نفسي أن الحديث عن إصلاح الغيل وعن مشاكل الغيل يحتاج إلى جهد جهيد وإلى عمل وإخلاص متفانيين، وأنا لم أشك مطلقا في أن محدثي يملك منها ما يكفي لحل الكثير من المشاكل الأكثر تعقيدا. غير أن مشاكل الغيل بدع في ذاتها، لأنها ليست مشاكل بالمعنى المألوف، أعني أن لها جذورا أو أسبابا يمكن الاهتداء إليها أو التعرف عليها!!

إنها مشاكل السطح - إذا جازت هذه التسمية - لأنها نشأت من السطح فإذا التمست لهذه المشاكل حلولا من العقل أو المنطق أعوزك الحل لأنك لن تنتهي إلى قرار، و إنما ستجد نفسك تدور في حلقة مفرغة!!

ومشاكل السطح دائما غاية في الغرابة والتعقيد، يرى كل طرف أنه المصيب وحده، وغيره المخطئ، وهكذا لن تتقدم إلى الأمام خطوة واحدة إلا لكي تعود إلى الوراء خطوات.

ولقد قررنا - طوال الأزمة التي عاشتها الغيل - أن نلتزم الصمت ألا نبدي رأيا في مشاكلها، لأننا نعرف أن أي رأي سيرى فيه أحد الأطراف تحيزا أو ميلا إلى الطرف الآخر. على أن تلك المشاكل كما أسلفنا سطحية، تقوم على الأهواء الشخصية وحدها، والأهواء دائما تقود إلى ارتكاب مزيد من الحماقات وعديد من التصرفات الهوجاء!!

هكذا كنت أشعر في قرارة نفسي وأنا استمع إلى حديث النائب عن الغيل ومشاكل الغيل .. كنت من جهة أشعر بالتفاؤل نحو حل هذه المشاكل لأن النائب لمس حقيقة تلك المشاكل وعرف مؤثراتها. فهو قد أعد العدة ليقطع على تلك المشاكل خط الرجعة - كما يقول العسكريون - ومن جهة أخرى، كنت أشعر بالرثاء والشفقة لأن هذه المشاكل من العفونة بحيث لا يجدي معها علاج غير البتر والاستئصال، وأحسب أن النائب آخذ بهذا العلاج فهو وحده الكفيل بالقضاء على الفساد والمفسدين.

وفي نهاية الحديث الشيق الممتع عن الغيل ومشاكل الغيل، قلت للنائب: إنني أتمنى لك مخلصا التوفيق في مسعاك، أتمنى خلاص الغيل من لاعنيها - كما يقول الإنجيل - ليعود الصفاء ويعم الرخاء كل المواطنين.

أما حديث النائب فلنا إليه عودة في مقال آخر وما هذه الكلمات سوی مقدمة للحديث الشيق، الممتع !!

فإلى لقاء آخر مع الغيل .. ومشاكل الغيل!!

هل نحن نتقدم أم نتأخر؟

أحيانا يشعر الواحد منا أن عجلة التقدم تسير بنا إلى الخلف بدلا من أن تنطلق إلى الأمام، وأن العالم من حولنا يحرز كل يوم نصرا جديدا، فيثري به الحضارة الإنسانية. أما نحن فاليوم والشهر والسنة لا يعني لدينا شيئا.

إننا نقف حيث يتحرك الناس ونصمت حيث يثور الناس ونخلد إلى السكينة حيث يكون العمل لا بديل سواه.

هكذا نحن دائما لا نريد أن نفتح عيوننا على ما يجري حولنا، ولا نريد أن نتعلم من عبر التاريخ، فهل ننتظر من يفتح لنا عيوننا، ليطلعنا على هذه الحقيقة أو يبعث إلينا من يعلمنا!!

دعونا نسير ولو بخطوات وئيدة أما الوقوف أكثر من هذا، فلم يعد أحد يطيقه أو يرضاه سوى أولئك الذين يرون في تقدمنا تضييق الخناقهم، وتعجيلا بنهايتهم!!

  • أنا أقول إن شبابنا لم يكتمل له نضجه، وإلا لما كنا نعيش هذا الفراغ الحياتي الممل. انتظروا حتى يتحقق لشبابنا النضج فعندها لن نشكو هذه الحيرة ولن نستجدي أحدا، للحصول على حقوقنا.
التعليقات (0)