خصوصية العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر (647 ـ 694هـ) (1)

خصوصية العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر (647 ـ 694هـ)

 د / محمد منصور علي بلعيد

 أستاذ مشارك / كلية التربية ـ زنجبار

 د / محمد عبدالله سعيد الميسري

 أستاذ مشارك / كلية التربية ـ زنجبار

ملخص البحث

يتناول هذا البحث العلاقة التي جمعت الأمراء الحاتميين وعلى رأسهم في ذلك الحين الأمير بدر الدين محمد بن حاتم بالدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر (647 ـ 694هـ) التي اتخذت أشكالًا وصورًا عديدة، وتميزت بالخصوصية عن باقي علاقات الملك المظفر الأخرى.

ومن أشكال هذه الخصوصية وصورها، ما أُسند إليهم من مهام دلت في مجملها على الثقة المطلقة والاحترام المتبادل والتحالف الصادق الذي وصل في بعض مراحله إلى حد التضحية بالنفس والمال في سبيل خدمة هذا الملك ودولته الرسولية، ومن أبرز هذه المهام: حماية حدود الدولة الرسولية من الاعتداءات الزيدية، والتنسيق مع القبائل في مناطق اليمن الأعلى للانضمام للدولة الرسولية، وزرع بذور الخلاف بين أعدائها من الأشراف الزيديين وغيرهم، وتمثيل الملك المظفر فيما يرجو فعله وتنفيذ أوامره على أكمل وجه. ولعل طريقة تعامل الملك المظفر مع هؤلاء الأمراء وما أبداه من رفعة وتكريم لهم، دليل على عرفانه بالجميل لتضحياتهم، وانعكاس لخصوصية التعامل معهم.

 ABSTRACT

  This research deals with the relationship between Al Hatimeens princes, headed by Prince Badr al-Din Muhammad ibn Hatim in the apostolic state during the reign of King Muzaffar Yusuf bin Omar (647-694 AH), which took many forms and images, which were distinguished from the rest of the other Muzaffar relations.

 The forms and images of this particularity, which were entrusted to them in terms of total confidence and mutual respect and sincere alliance, which reached at some stages to the extent of self-sacrifice and money for the service of this king and his apostolic state, the most important of these functions: protection of the borders of the Apostolic State of The Zaydi attacks, coordination with the tribes in Yemen's highest regions to join the apostolic state, sowing the seeds of disagreement between its enemies of Zaydis and others, and representing the Muzaffar king in what he hoped to do and execute his orders to the fullest. The dealing way of Muzaffar with these princes, and valorization and the honor shown by them, is a sign of gratitude for their sacrifices and a reflection of the specificity of dealing with them.

 المقدمـة:

تُعد الدولة الرسولية من أبرز الدول المستقلة في اليمن من حيث الازدهار والعمر، كما يُعد عهد الملك المظفر يوسف بن عمر، أطول عهود الملوك الرسوليين كافة. ونظرًا لما أسلفنا، كان على الطائفة الإسماعيلية عامة، وقبيلة همدان على وجه الخصوص، أن تمد جسور التواصل مع هذا الملك بعد توليه الحكم في الدولة الرسولية في سنة 647هـ، بوصفه الملاذ الآمن، والقادر على حمايتها من التسلط الزيدي القادم من الشمـال صوب مناطق تواجدها في صنعاء وما حولها.

وحتى لا يكون الحديث على وجه العموم، علينا أن نشير إلى ذلك الانقسام الذي حدث في صفوف هذه الطائفة، في أواخر عهد السيدة بنت أحمد الصليحي، بسبب عدم التزام الدعاة الإسماعيلية في مصر بالفكر الإسماعيلي الذي لا يجيز انتقال الخلافة من الأخ لأخيه أو ابن عمه، ويحصرها في الابن دون سواه، وهو ما تم تجاهله من قبلهم بعد تجويز بعضهم انتقال الخلافة من الآمر بأحكام الله إلى ابن عمه الحافظ، وكان المفترض أن تنتقل إلى ولده الطيب. فظلت الإسماعيلية في اليمن مخلصة للدعوة الطيبية، مما أدى إلى انفصالها عن الدعوة الحافظية في مصر.

وعلى أثر هذا الانقسام، وما نتج عنه من تضييق على الإسماعيلية في اليمن، اتخذ الإسماعيلية من بني حاتم الهمدانيين خطوة نحو تغليب المصلحة القبلية على المصلحة المذهبية، ورسموا لأنفسهم خطًّا يختلف كثيرًا عن ذلك النهج الذي استمر عليه بقية الدعاة الإسماعيلية في اليمن. وبنوا لهم دولة في صنعاء وما حولها، أطلق عليها البعض: " دولة شعب همدان" في إشارة إلى أساسها القبلي البعيد كل البعد عن المذهب الإسماعيلي. واستمرت هذه الدولة حتى الفتح الأيوبي لليمن في سنة 569هـ.

وإذا كانت العلاقة بين بني حاتم الهمدانيين والدولة الأيوبية قد شابها الكثير من التعقيدات لأسباب ليس المجال هنا لذكرها، فإن العلاقة بين بني حاتم والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر قد اتخذت طابعًا آخر ساد فيه الاحترام المتبادل القائم على المصالح المشتركة حينًا، والعدو المشترك (الزيدي) في أحيان كثيرة. على أن الملك المظفر لم يرضَ من بني حاتم وغيرهم سوى الاندماج الكامل تحت حكم الدولة الرسوليـة، وهو الأمر الذي نتج عنه انقسام داخلي بين بني حاتم، إذ عارض هذا الأمر الأمراء من نسل السلطان حاتم بن أحمد في حصن ذي مرمر، كونه أخل بالاستقلالية التي تعودوا عليها منذ عقود، بينما رحب به أبناء عمومتهم في حصن العروس، وعلى رأسهم ـ في ذلك الحين ـ الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، كونه يمنحهم فرصة للظهور السياسي، وتصدُّر الموقف، والتطلع لرئاسة بني حاتم وهمدان عامة، وهو الأمر الذي لن يتسنى لهم إلا بالتعرض لخدمة الملك المظفر، والسير في ركبه. فكان من نتائج هذا الانقسام أن تم إخضاع كل من وقف معارضًا للملك المظفر، بمن فيهم السلاطين الحاتميون في حصن ذي مرمر، بينما جمعت هذا الملك بالأمراء الحاتميين في حصن العروس علاقة ذات طابع خاص يختلف كليًا عن باقي علاقاته الأخرى في مناطق اليمن الأعلى.

وعلى هذا الأساس، أسندت لهؤلاء الأمراء مهام جسيمة، دلت على الثقة المطلقة التي منحها لهم الملك المظفر، ومن أبرز تلك المهام: التفاوض مع مختلف الأطراف في مناطق اليمن الأعلى نيابة عنه، والتحدث باسمه ـ بعد التشاور معه ـ حول أدق الأمور السياسية والعسكرية والمالية المتعلقة بالدولة الرسولية، كما تم تكليفهم بشراء الحصون من الراغبين في بيعها، وإسقاط المعارضة منها عسكريًا إذا لزم الأمر، ناهيك عما أبداه هؤلاء الأمراء من النصح والإرشاد للملك المظفر، مما يدل على صدق تحالفهم معه. كما أنهم بذلوا الغالي والنفيس في سبيل هذا التحالف، ولم يبخلوا حتى بأرواحهم دفاعًا عن الدولة الرسولية، ولهذا عرف لهم الملك المظفر قدرهم، وأنزلهم منازلهم التي يستحقون، وأكرمهم كما لم يفعل مع غيرهم.

ولتحقيق الهدف المنشود من هذا البحث، فقد تم تقسيمه إلى مقدمة وتمهيد ومبحث رئيس واحد. خُصص التمهيد في محوره الأول لتناول التاريخ السياسي لبني حاتم الهمدانيين من سنة 492هـ، إلى قيام الدولة الرسولية في سنة 626هـ، كما تطرق التمهيد في المحور الثاني للأوضاع السياسية في الدولة الرسولية في عهد مؤسسها الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول وصولًا إلى سنة مقتله في 647هـ، وكُرس المبحث الرئيس في هذا البحث لاستعراض مجالات وجوانب الخصوصية في العلاقة التي جمعت الأمراء الحاتميين بالملك المظفر في سنوات حكمه التي امتدت من سنة 647هـ حتى وفاته سنة 694هـ، وأنهينا البحث، بخاتمة احتوت أهم النتائج والتوصيات التي توصلنا إليها، وقائمة بأهم المصادر والمراجع المستخدمة في البحث.

 تمهيـد

أولًا-التاريخ السياسي لبني حاتم الهمدانيين:

يعد السلطان حاتم بن الغشيم الهمداني أول من حكم صنعاء مستقلًا عن الصليحيين([1]) بعد وفاة الداعي أبي حمير سبأ بن أحمد الصليحي، وانفراد السيدة بنت أحمد الصليحي بالحكم في الدولة الصليحية وذلك في سنة 492هـ ([2])، واستمر أمر همدان في آل الغشيم حتى سنة 510هـ ([3])، بعدها قررت همدان نقل زمام أمرها من آل الغشيم إلى آل القُبيب الهمدانيين، واختارت لهذا الأمر هشام بن القبيب اليامي الهمداني، إلا أن الخلاف الداخلي الذي حدث ـ لاحقًا ـ بين آل القبيب حول الزعامة، أدى إلى عزلهم جميعًا ([4])، واجتمعت كلمة همدان في سنة 533هـ، على اختيار السلطان حاتم بن أحمد بن عمران اليامي الهمداني، خلفًا لآل القبيب، نظرًا لما يتصف به من الحكمة والكياسة والفطنة والدهاء([5]).

وتعد أسرة آل حاتم هذه من أهم الأُسر التي ساندت الصليحيين في إقامة دولتهم، وفي قتالهم للنجاحيين في تهامة، حتى إن عمران اليامي ـ جد السلطان حاتم ـ كان واليًا للدولة الصليحية على منطقة ذي جبلة ([6]) في عهد المكرم أحمد بن علي الصليحي. بل إنه قُتـل، وهو يقاتل دفاعًا عنها في موقعة الكظائم سنة 479هـ  ([7]).

وبتولي السلطان حاتم بن أحمد أمر همدان في سنة 533هـ، ووفاة السيدة بنت أحمد الصليحي في السنة التي قبلها، دانت له صنعاء وما حولها؛ إلا أن الأمر لم يدم طويلًا، إذ بايعت الزيدية المتوكل على الله أحمد بن سليمان([8]) إمامًا لهم. وكان من الطبيعي حدوث الصراع بين الطرفين (الزيدي والحاتمي) على صنعاء وما حولها.

وظل الصراع بين الجانبين سجالًا، تارة ينتصر الإمام المتوكل ويسيطر على صنعاء، وتارة ينتصر السلطان حاتم ويطرد الإمام منها، وتارة ثالثة يعقد الطرفان صلحًا إلى حين ثم يُعاودا القتال مرة أخرى، واستمر الوضع على هذه الحال حتى وفاة السلطان حاتم سنة 556هـ([9])، ثم تولي السلطنة من بعده ابنه علي.

وفي عهد السلطان علي بن حاتم اتخذت العلاقة بين الحاتميين والزيديين شكلًا آخر يختلف عن سابقه، وتسوده المودة والألفة بين الجانبين، حتى إنه لما استجد الصراع بين الأشراف من آل القاسم العياني والأشراف من آل الهادي، الذي ينتمي إليهم الإمام المتوكل وأُسِر الإمام المتوكل في إحدى المعارك مع الأشراف القاسميين، اتجه أبناء الإمام المتوكل، إلى السلطان علي بن حاتم، لكي يسعى في إطلاق سراح أبيهم من الأسر، فبذل السلطان علي بن حاتم جهودًا مضنية حتى تم إطلاق سراح الإمام المتوكل([10]).

بعد وفاة الإمام المتوكل أحمد بن سليمان في سنة 566هـ، بايع الأشراف الزيديون المنصور بالله عبدالله بن حمزة ([11]) إمامًا لهم في سنة 593هـ، وفي عهد هذا الإمام توطدت العلاقة بين السلاطين الحاتميين والأشراف الزيديين بشكل لم تعهده العلاقات الحاتمية ـ الزيدية عبر تاريخها الطويل، حتى إن الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة تزوج من ابنة أحد السلاطين الحاتميين ([12])، وكان الوجود الأيوبي في اليمن ـ حينذاك ـ أبرز أسباب هذا التحالف([13]).

واستمرت تلك العلاقة تتوطد حتى وفاة الإمام المنصور في سنة 614هـ ([14]). وخلال المدة (614 ـ 646هـ) ظل منصب الإمامة عند الزيدية شاغرًا بسبب استئثار الأشراف الحمزيين (أبناء الإمام المنصور عبد الله بن حمزة) بالسلطة والنفوذ في الدولة الزيدية، فظلت العلاقة وطيدة بين السلاطين الحاتميين وأولئك الأشراف، كما كانت عليه في عهد أبيهم المنصور.

بعد ذلك، ظهرت قوة جديدة على مسرح الأحداث السياسية في اليمن، وهم بنو رسول الذين أُسندت لهم مهمة الدفاع عن الدولة الأيوبية في حال غياب ملوكها، واستمر أمر بنو رسول يتعاظم بمرور السنين، وكان على السلاطين الحاتميين التأقلم مع هذا الوضع، وبالفعل جمعت الأمراء الحاتميين علاقات وطيدة مع الأمراء الرسوليين، حتى إن الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول أمر السلطان مدرك بن بشر بن حاتم أن ينظم له قصيدة ([15]) تتضمن ما حدث في معركة عصر([16])، التي انتصر فيها الأمراء الرسوليين على الأشراف الزيديين، الطامحين إلى السيطرة على صنعاء.

وحين وصلت هذه القصيدة إلى الديار المصرية، حيث كان الملك المسعود الأيوبـي هناك في زيارة لوالده الملك الكامل، استعظمها الملك الكامل ([17])، وأمر ولده الملك المسعود بالتخلص من الأمراء الرسوليين ([18])، وعلى رأسهم الأمير بدر الدين الحسن، حين رأى بفراسته، افتخارهم بأنفسهم، وأنهم يشكلون خطرًا على الوجود الأيوبي في اليمن، حتى قال الأمير بدر الدين محمد بن حاتم ([19]): "ولم تخف بنو أيوب على ملك اليمن أحدًا من العرب والعجم، كخوفهم من بني رسول، وذلك لما كان فيهم من علو الهمة، وبُعد الصيت، وحسن سياسة الأمر، وقهر الأعداء".

ثانيًا-قيام الدولة الرسولية على يد الملك المنصور عمر بن علي بن رسول (626هـ):

في سنة 626هـ، قرر الملك المسعود الأيوبي مغادرة اليمن لزيارة والده ([20])، للمرة الثانية، وكان قبل مغادرته قد عمل بوصية والده التي أوصاه فيها بالتخلص من الأمراء الرسوليين، وتحديدًا الأمير بدر الدين الحسن بن رسول لما يشكلونه من خطر على الوجود الأيوبي في اليمن، فقبض على هؤلاء الأمراء، وأرسلهم إلى الديار المصرية ([21])، ما عدا الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول، وذلك أن هذا الأمير لم يكن يُظهر حبه للمناصب ورغبته في السلطة، كما أنه لم يظهر عليه يومًا الخيلاء والفخر والكبرياء كما كان يفعل أخوه الأكبر الأمير بدر الدين الحسن بن رسول، ناهيك أنه كان مقربًا من الملك المسعود نظرًا لطاعته العمياء وإخلاصه وتفانيه في خدمة الملك المسعود ([22]).

ونظرًا لما أسلفنا، أناب الملك المسعود، الأمير نور الدين عمر بن علي بن رسول، على بلاد اليمن حتى موعد عودته من الديار المصرية ([23])، بعد أن أزاح من أمامه كل العقبات التي قد تعترض طريقه، وعلى رأسها، أخوه الأمير بدر الدين الحسن، وفي أثناء الطريق توفي الملك المسعود بالقرب من مكة ([24])، وحين تواترت الأخبار إلى اليمن بوفاته، أظهر الأمير نور الدين بقائه على الولاء للدولة الأيوبية، ولم يغير شيئًا مما كان على عهد الملك المسعود.

وفي سنة 628هـ، أيقن الأمير نور الدين بعجز الأيوبيين، عن إرسال من ينوبهم في حكم اليمن، وبدأ يفكر جدِّيًّا بالاستئثار بالسلطة والاستقلال عن الدولة الأيوبية، فاتخذ عدد من الخطوات التي أدت في مجملها إلى انفراده بالسلطة، والتخلص مما تبقى من النفوذ الأيوبي في اليمن، ولعل أبرز هذه الخطوات، ذلك الصلح الذي عقده مع الأشراف الزيديين ([25])، الذي نص في أحد بنوده على أن الطرفين (الزيدي والرسولي) حلفاء ضد أي محاولة من قبل الأيوبيين لاستعادة نفوذهم في اليمن ([26]).

أما السلاطين الحاتميون فكان من مصلحتهم إبرام مثل هذا الصلح، بالنظر إلى العداوة التاريخية ([27]) بينهم وبين الأيوبيين في اليمن، والتي تمتد جذورها إلى عهد السلطان علي بن حاتم، فحافظوا على علاقات متوازنة مع الرسوليين والأشراف الزيديين على حدٍ سواء، حتى إنهم كانوا هم الوسطاء في هذا الصلح والتحالف، فقد كان الملك المنصور عمر بن علي بن رسول في أثناء عقد هذا الصلح، يقيم في دار السلطان علي بن حاتم بينما كان الأشراف الزيديون يقيمون في دار السلطان مبارك بن علي بن حاتم ([28]).

وعلى الرغم من توتر العلاقة بين الملك المنصور والأشراف الزيديين خلال سنوات عهده، بعد استبعاد الخطر الأيوبي على اليمن، إلا أن السلاطين الحاتميين لم يألوا جهدًا في الصلح بينهما كلما سنحت لهم الفرصة بذلك، وظل هذا ديدنهم حتى مقتل الملك المنصور في سنة 647هـ ([29]) على يد بعض مماليكه([30]) بالقرب من مدينة الجَنَد.

 العلاقة بين الأمراء الحاتميين

والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر يوسف بن عمر

(647 ـ 694هـ)

تزامنت بداية عهد الملك المظفر يوسف بن عمر في سنة 647هـ ([31]) مع قيام المهدي أحمد بن الحسين بأمر الإمامة عند الزيدية ([32])، ونظرًا لحالة الفوضى والارتباك التي سادت الدولة الرسولية عقب مقتل الملك المنصور عمر بن علي، تمكن الإمام المهدي من بسط نفوذه على معظم مناطق اليمن الأعلى، وفي مقدمتها، صنعاء وما حولها، وأجاب دعوته سواد الناس والقبائل، ولم يتأخر عن إجابته أحد في تلك الجهات ([33]).

ومثل بقية القبائل في اليمن الأعلى، لم يجد بنو حاتم الهمدانيين بدًا من مبايعة الإمام المهدي اتقاءً شره، ولعلمهم بأن الملك المظفر منشغل بإرساء دعائم دولته، وأن الوقت لم يحن لطلوعه اليمن الأعلى ([34])، وحتى يحدث ذلك، كان على الأمراء الحاتميين مهادنة الإمام المهدي والسير في ركبه مع التواصل سرًا مع من تبقى من الرسوليين في بعض الحصون المنيعة القريبة من صنعاء، كحصني كوكبان وبراش ([35]).

وفي أثناء إقامة الإمام المهدي في صنعاء، أمر بقتل رجلين من قبيلة جشم الهمدانية على تهمة قتل قِيل إنها من غير بينة، فأنفت بقية همدان من ذلك ([36])، ومالت إلى حصونها في ذي مرمر([37]) والعروس ([38])، ولم بيقَ مع الإمام المهدي أحد منهم، حتى قال شاعرهم ([39]):

وفيما يبدو، فإن همدان عامة والأمراء الحاتميين خاصة قد حزموا أمرهم، وقرروا مراسلة الملك المظفر، وهو ما أكده أيضًا قول الأمير بدر الدين محمد بن حاتم، حين قال ([40]): "جاء الرسول إلى والدي بكتاب مولانا الملك المظفر بخط يده، يأمره بإعانة أهل حصن كوكبان ([41])، وأنه لا يغفل عنهم، ويعرِّفه صدور مائتي مثقال (لأهل حصن العروس)، ويخبره بما وقع من الفتح والنصر باستفتاح زبيد، ويقول: وأما الأشراف وكونهم قد غلبوا على شيء من بلادنا، فنحن نخرجهم منها ـ إن شاء الله ـ أذلة وهم صاغرون". وقد كان الملك المظفر قد أرسل قبل ذلك بجامكية([42]) لأهل حصن كوكبان، مقدارها خمسمائة مثقال، خوفًا من سقوط الحصن بيد الإمام المهدي([43]).

وبانتظار طلوع الملك المظفر، حاول الأمراء([44]) الحاتميون جاهدين الحد من نفوذ الإمام المهدي، حتى وصل بهم الأمر إلى حد التخطيط سرًا للقبض عليه ([45]) بالتعاون مع الأمير أسد الدين محمد بن الحسن الرسولي المتحصن في براش، وكذلك مع الأشراف الحمزيين الذين ضاقوا ذرعًا بمحاولات الإمام المهدي تهميشهم.

ونظرًا لاعتراض الأمير شمس الدين أحمد بن عبدالله بن حمزة على هذه الخطة ([46])، تم الاستعاضة عنها بخطة أخرى ([47]) مفادها تخليص الأمير أسد الدين الرسولي من حصار الإمام المهدي وإرساله لقتال ابن عمه الملك المظفر([48])، على أن يقوم الأمراء الحاتميون بعد ذلك بالسعي في الصلح بين الأمير أسد الدين والملك المظفر، وهو ما تم لاحقًا ([49])، حتى وصف الأمير بدر الدين محمد بن حاتم هذا اللقاء بين الأمير أسد الدين والملك المظفر بالقول([50]): " ولم يكن أحسن منه لقاء ولا آنق ولا أبهج"، وحين علم الإمام المهدي بما فعله الأمراء الحاتميون، أمر بخراب ممتلكاتهم في صنعاء وما حولها([51]).

وفيما كان الملك المظفر منشغلًا بالصراع مع أخويه (غير الأشقاء) الفائز والمفضل على الحكم في الدولة الرسولية، قام الأمراء الحاتميين بدور الوسيط بين الملك المظفر وكبير الأشراف الحمزيين وهو الأمير شمس الدين أحمد بن عبدالله بن حمزة، بعد أن وصل إلى طريق مسدودة في علاقته مع الإمام المهدي، إذ تم إقناعه بما لم يكن مقتنعًا به قبل ذلك، وهو ضرورة التخلص من الإمام المهدي ولو اقتضى الأمر قتله وتصفيته جسديًا، وذلك بطلبه الدعم من الملك المظفر لتحقيق هذا الأمر، وبالفعل نجح الأمراء الحاتميون في هذه المهمة، حتى نظم الأمير شمس الدين أحمد شعرًا في الملك المظفر، قال فيه([52]):

استغل الملك المظفر هذا الأمر، ولم يألُ جهدًا في دعم هذا الأمير بالمال والسلاح عبر الأمراء الحاتميين، لا سيما أنه قد استقر له الأمر في مناطق اليمن الأسفل ولم يعد هناك ما يشغله عن التفرغ لمناطق اليمن الأعلى، فكان من ثمار هذا التعاون العسكري أن قُتل الإمام المهدي أحمد بن الحسين في إحدى المعارك مع الأشراف الحمزيين في سنة 656هـ ([53])، وكانت النسخة التي أرسلها الأمير شمس الدين أحمد بن عبدالله بن حمزة إلى الملك المظفر على ما رواه الأمير محمد بن حاتم([54]) بقوله: "يجدد الخدمة ويشكر النعمة لله تعالى ثم للمقام العالي السلطاني خلد الله ملكه، وينهي صدورها في المصف بشوابة ([55])، ورأس الإمام أحمد بن الحسين بين يدي، وخاتمه في إصبعي". والأكيد أن هذا الأمر ما كان له أن يحدث، لولا تلك الجهود التي بذلها الأمراء الحاتميون كوسطاء بين الطرفين الحمزي والرسولي.

ولأننا لا نستطيع أن نتحدث عن العلاقة بين الملك المظفر والأمراء الحاتميين من غير التطرق إلى العلاقة مع الأشراف الحمزيين، فإن علينا أيضًا الإشارة إلى عمق العلاقة التي جمعت الأمراء الحاتميين بهؤلاء الأشراف منذ تولي جدهم المنصور بالله عبد الله بن حمزة الإمامة الزيدية في سنة 594هـ ([56])، والتي استمرت في العهود اللاحقة، وهو الأمر الذي انعكس على علاقة كل منهما بالأطراف الأخرى. فقد ظل هؤلاء الأمراء يقومون بدور الوساطة بين الملك المظفر والأشراف الحمزيين طيلة عهد هذا الملك التي ناهزت الخمسين عامًا، فتمكن عبرهم من تحقيق العديد من الأهداف المهمة التي ما كان له أن يحققها دون مساعدة الأمراء الحاتميين.

وتأخذ خصوصية العلاقة بين الأمراء الحاتميين والدولة الرسولية في عهد الملك المظفر طابعًا أخر يختلف جذريًا عن العلاقة مع الأشراف الحمزيين، لعدة أسباب:

أولًا- أن الأشراف الحمزيين لديهم آمال وتطلعات في إعادة أمجاد الدولة الزيدية التي كانت في عهد سلفهم الإمام المنصور عبدالله بن حمزة، وكان الملك المظفر يعلم بذلك، ويدرك أنه يتناقض تمامًا مع أطماعه، في السيطرة على اليمن الأعلى، وصولًا إلى صعدة في أقصى الشمال.

ثانيًا- أن الصلح الرسولي مع الأشراف الحمزيين، هو صلح مؤقت مرهون بالعداء المشترك للطرف الثالث (الإمام المهدي أحمد بن الحسين)، وبعد التخلص من هذا الطرف، خفّت وتيرة هذا الصلح، وأصبحت الحاجة لهم أقل مما سبق.

ثالثًا- أن الأمراء الحاتميين أكثر ليونة وتساهلًا وانقيادًا من الأشراف الحمزيين، والتحالف معهم لا يتأثر بتغير الأحداث، وليست لهم أطماع في تكوين دولة خاصة بهم، وذلك ينبع من إدراكهم لعجزهم عن مواجهة الأشراف الزيديين منفردين، فهم من باب أولى محتاجون لتحالف مع الرسوليين، لحماية أنفسهم من الخطر الزيدي، بينما كان الأشراف الحمزيون يستغلون هذا التحالف لتحقيق مصالحهم الذاتية، وهو ما سيتعارض حتمًا مع المصالح الحاتمية والرسولية على حد سواء.

(الجزء الثاني)


[1] ابن عبد المجيد، تاج الدين عبد الباقي، بهجة الزمن في تاريخ اليمن، تح: عبد الله بن محمد الحبشي ومحمد أحمـد السنباني، ط2، دار الحكمة، صنعاء، 1408هـ/1988م، ص87.

[2] ابن الحسين، يحيى، غاية الأماني في أخبار القطر اليماني، ج1، تح: سعيد عبد الفتاح عاشور، دار الكاتب العربي، القاهرة، 1388هـ/1968م، 1/279.

[3] السروري، محمد عبده محمد، تاريخ اليمن الإسلامي، ط1، دار الكتب اليمنية، صنعاء، 1429هـ/ 2008م، ص185.

[4] ابن الحسين، غاية الأماني، 1/294.

[5] ابن عبدالمجيد، بهجة الزمن، ص88.

[6] جِبْلة: تقع في جنوب مدينة إب، وتبعد عنها بحوالي (عشرة كيلو مترات)، وهي عبارة عن ربوة شمال جبل التعكر. الويسـي، حسين بن علي، اليمن الكبرى "كتاب جغرافي جيولوجي تاريخي" مطبعة النهضة العربية، القاهرة، 1962م، ص144؛ الحجري، محمد بن أحمد، مجموع بلدان اليمن وقبائلها، تح: إسماعيل بن علي الأكوع، ط2، دار الحكمة، صنعاء، 1416هـ/1996م، 1/31 ـ 37.

[7])) السروري، تاريخ اليمن الإسلامي،ص186.

[8])) هو أبو الحسن أحمد بن سليمان بن محمد المطهر بن علي بن أحمد بن يحيى بن الحسين... بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، ولد في سنة 500هـ، في منطقـة حوث، وقام بأمر الإمامة الزيدية في سنة 532هـ، وعمره لم يتجاوز اثنتين وثلاثين سنة، كانت له وقائع مشهورة مع السلطان حاتم بن أحمد اليامي الهمداني على صنعاء ونواحيها. انظر: الثقفي، سليمان بن يحيى، سيرة الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان (532 ـ 566هـ)، تح: عبدالغني محمود عبدالعاطي، ط1، الرياض، 2000م، ص10 وما بعدها؛ المحلي، حسام الدين حميد بن أحمد، الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية، ج2، تح: المرتضى بن زيد الحسني، ط1، مطبوعات مكتبة مركز بدر العلمي والثقافي، صنعاء، 1423هـ/2002م، 2/219.

[9] ابن عبدالمجيد، بهجة الزمن، ص89.

[10] ابن الحسين، غاية الأماني، 1/318.

[11] هو الإمام المنصور بالله أبو محمد عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة ابن أبي هاشم الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبدالله بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، عاصر الأيوبيين في اليمن، وكانت له معهم صولات وجولات حتى وفاته في سنة 614هـ. عن حياة هذا الإمام، وحروبه مع الأيوبيين. انظر: ابن دعثم، أبو فراس بن دعثم الصنعاني، السيرة الشريفة المنصورية، سيرة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ج2، ج3، تح: عبدالغني محمود عبدالعاطي، ط1، دار الفكر المعاصر، بيروت، 1414هـ/ 1993م، 2/29 وما بعدها، 3/477 وما بعدها؛ وللمزيد من التفاصيل عن هذا الإمام ودولته المنصورية، انظر: الميسري، محمد عبدالله سعيد، الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة ودوره في إحياء الدولة الزيدية في اليمن، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الآداب، جامعة عدن، عدن، 1424هـ/ 2004م، ص29 وما بعدها.

[12] الميسري، الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة، ص87.

[13] ابن حاتم: الأمير بدر الدين محمد بن حاتم اليامي الهمداني، السمط الغالي الثمن في أخبار الملوك من الغز باليمن، تح: ركس سميث ، كمبردج ، 1974م، ص42.

[14] ابن الحسين، غاية الأماني، 1/406.

[15] ابن حاتم، السمط، ص187 ـ 188.

[16] عَصِر: قرية وجبل غربي صنعاء بمسافة (أربعة كيلومترات)، وقد أصبحت اليوم مع التوسع العمراني جزءًا من صنعاء. المقحفي، إبراهيم بن أحمد، معجم البلدان والقبائل اليمنية، ط2، دار الكلمة، صنعاء، 1406هـ/ 1985م، ص455.

[17] ابن حاتم، السمط، ص189.

[18] ابن الأنف، عماد الدين إدريس بن الحسين، نزهة الأفكار وروضة الأخبار في ذكر من قام في اليمـن من الملـوك الكبـار والدعاة الأخيار، مخطوط مصور، دار الكتب المصرية، القاهـرة، برقـم (1253) (تاريخ)، ق54ب.

[19] السمط، ص189.

[20] الخزرجي، موفق الدين أبو الحسن علي بن الحسن، العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية، عنى بتصحيحه: محمد بسيوني عسل، مطبعة الهلال، القاهرة، 1329هـ/1911م، 1/40.

[21] ابن الديبع، أبو الضياء وجيه الدين عبد الرحمن بن علي، قرة العيون بأخبار اليمن الميمون، تح: محمد بن علي الأكوع، ط2، المكتبة اليمنية، صنعاء، 1409هـ/1988م، ص298.

[22] ابن الديبع، قرة العيون، ص300.

[23] وللخزرجي رواية أخرى حول هذا الأمر، انظر: العقود اللؤلؤية، 1/40 ـ 41.

[24] ابن الديبع، قرة العيون، ص300.

[25] ابن الأنف، نزهة الأفكار، ق57ب؛ الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/47.

[26] الميسري، محمد عبدالله سعيد، الزيدية في اليمن، ط1، دار الوفاق للدراسات والنشر، عدن، 1435هـ/2014م، ص83.

[27] تعود هذه العداوة التاريخية، إلى كون الأيوبيين هم من أسقط الدولة الحاتمية، التي أسسها السلطان حاتم بن أحمد اليامي الهمداني، والتي استمرت من سنة 533هـ إلى سنة 569هـ، وهي السنة التي دخل فيها الأيوبيون إلى اليمن، كما ازدادت هذه العداوة ضراوة بعد أن نقض الملك العزيز طغتكين بن أيوب (579 ـ 593هـ)، الصلح الذي عقده مع السلطان علي بن حاتم، والذي نص على إعطاء السلطان علي بن حاتم جامكية شهرية مقدارها خمسمائة دينار مقابل التنازل عن الحصون والبلاد الحاتمية. ابن حاتم، السمط، ص41.

[28] ابن حاتم، السمط، ص203.

[29] الخزرجي، العقود اللؤلؤية،1/82.

[30] المملوك: هو العبد، وتطلق كلمة مماليك على فئة من الرقيق الأبيض يشتريهم الحكام من أسواق النخاسة البيضاء لتكوين فرق عسكرية خاصة في أيام السلم، ويتم إضافتها إلى الجيش العام أيام الحرب انظر: البستاني، بطرس، محيط المحيط (قاموس مطول للغة العربية)، مكتبة لبنان، بيروت، 1977م، ص862. علي عبد الحليم، الغزو الصليبي والعالم الإسلامي، ط2، دار عكاظ، جدة، 1402هـ/1982م، ص208. العبادي، أحمد مختار، قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام، مؤسسة شباب الإسكندرية، 1988م، ص11. وكان الملك المنصور قد استكثر من شرائهم حتى بلغت مماليكه البحرية ألف فارس. انظر: ابن الحسين، غاية الأماني، 1/433.

[31] الخزرجي، العقود الؤلؤية، 1/88 ـ 90.

[32] هو الإمام المهدي أحمد بن الحسين بن أحمد بن القاسم بن عبد الله بن القاسم بن أحمد بن إسماعيل بن أبي البركات بن أحمد... بن القاسم الرسي بن إبراهيم... بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. ولد في هجرة كومة ببلد شاكر من بلاد الظاهر، وحين بلغ الثانية عشرة من عمره نقله عمـه إلى مدرسـة مسلت ومنها إلى المدرسة المنصورية بـ(حَوْث)، فقرأ في العلوم حتى بلغ الغاية فيها. ولمّا كان مستوفيـًا لشروط الإمامة عند الزيدية طلب منه أهل زمانه من العلماء والفقهـاء القيام بهـا، فوافق علـى ذلك. انظر: السيد شرف الدين، يحيى بن القاسم، سيـرة الإمام المهدي أحمـد بن الحسيـن، مخطوط مصور، دار الإمام زيـد بن علي، صنعاء، برقم (4) (سير وتراجم)، ق4 ب ـ 7 أ. ابن فند، محمد بن علي الزحيف، مآثر الأبرار في تفصيل مجملات جواهر الأخبار، ويسمى: اللواحق الندية بالحدائق الوردية (شرح بسامـة السيد صارم الدين الوزير)، ج2، ج3، تح: عبد السلام بن عباس الوجيـه وخالد قاسـم محمد المتوكل، ط1، مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية، عمّان، 1423هـ/2002م، 2/867 ـ 868.

[33] ابن حاتم، السمط، ص225. الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/76.

[34] الميسري، الزيدية في اليمن، ص109.

[35] بَرَاش: اسم مشترك بين عدد من المواضع في اليمن منها: براش صنعاء وهو جبل شامخ إلى الشرق من صنعاء يطل عليها من خلف جبل نقم. وبراش أيضًا جبل في بلاد وادعـة إلـى الجنوب من مدينـة صعدة ويعرف ببراش صعدة. وسيأتي ذكره فيما بعد. الحجري، مجمـوع بلدان اليمن،1/105 ـ 106. المقحفي، معجم البلدان، ص72.

[36] ابن حاتم، السمط، ص236.

[37] ذِي مَرْمَر: حصن في أعلى قرية شبام الغراس، على بعد (18 كيلو مترًا) شمال غرب صنعاء. المقحفي، معجم البلدان، ص 261. وعند الأكوع، إلى الشمال الشرقي من صنعاء بمسافة (25 كيلو مترًا). انظر: الأكـوع، إسماعيل بن علي، هجر العلم ومعاقله في اليمن، ط1، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشق، 1416هـ/1995م، 2/788.

[38] العَرُوسُ: حصن وبلدة في حضور، بالجنوب الغربي من صنعاء، وهو مقابـل لحصن كوكبـان مـن الجنوب. المقحفي، معجم البلدان، ص450.

[39] ابن حاتم السمط، ص237.

[40] السمط، ص262.

[41] كَوْكَبان: حصن مطل على شبام كوكبان إلى الغرب الشمالي من صنعاء، يقال إنه سمي بهذا الاسم لأن قصره كان مبنيًا بالفضة والحجارة وداخلها الياقوت والجوهر، وكان الدر والجوهر يلمع مع حلول الليل كما يلمع الكوكب. انظـر: الحجري، مجموع بلدان، 4/669.

[42] الجامكية: كلمة فارسية من مصطلحات الدواوين، ومعناها المرتب أو العطاء الذي يناله موظف الدولة. دهمان، محمد أحمد، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، دار الفكر المعاصر، بيروت، دار الفكر، دمشـق، 1410هـ/1990م، ص51.

[43] ابن حاتم السمط، ص261.

[44] منذ عهد الملك المظفر، انتقل الدور المحوري في زعامة بني حاتم الهمدانيين من أولاد السلطان حاتم بن أحمد (دار السلطنة)، إلى أبناء عمومتهم كالأمير بدر الدين محمد بن حاتم وإخوته، إلا أنهم لن يلقبوا أنفسهم بالسلاطين لعدة أسباب، لعل أبرزها: أن لقب "سلطان" لا يطلق إلا على كل من كان من نسل السلطان حاتم بن أحمد فقط، أما من هم دونهم فهم أمراء وليسوا من دار السلطنة. والسبب الثاني أنه لم تعد لبني حاتم أي سلطنة، بعد سقوطها على يد الأيوبيين في سنة 569هـ، واستمرار إطلاق هذا اللقب على من تبقى من أبناء وأحفاد السلطان حاتم بن أحمد هو من باب التشريف لا غير.

[45] السيد شرف الدين، سيرة الإمام المهدي، ق60أ. ابن حاتم، السمط، ص277.

[46] ابن الأنف، نزهة الأفكار، ق62أ. الشرفي، أحمد بن محمد بن صلاح، اللآلئ المضيئة في أخبار أئمة الزيدية، مخطوط مصـور، دار الإمام زيد بن علي، صنعاء، برقم (4) (تاريخ)، 2/392.

[47] قضت الخطة أن يسعى الأشراف الحمزيين في الصلح بين الإمام المهدي والأمير أسد الدين، على أن يجهز الإمام المهدي، الأمير أسد الدين لقتال ابن عمه الملك المظفر، من أجل تخليص أخيه الأمير فخر الدين أبي بكر من الأسر، على أن يقوم الأمراء الحاتميين بعد ذلك بالسعي في الصلح بين الأمير أسد الدين والملك المظفر. ابن الحسين، غاية الأماني، 1/435.

[48] كان هناك خلاف قد حدث بين الملك المظفر وابن عمه الأمير أسد الدين عقب اعتقال الملك المظفر للأمير فخر الدين أبي بكر بن الحسن، أخي الأمير أسد الدين، بعد تحصنه في زبيد وامتناعه عن تسليمها للمك المظفر. ابن حاتم، السمط، ص257.

[49] ابن الحسين، غاية الأماني، 1/435.

[50] السمط، ص278 ـ 279.

[51] السيد شرف الدين، سيرة الإمام المهدي، ق61أ.

[52] ابن حاتم، السمط، ص307 ـ 308. الخزرجي، العقود اللؤلؤية، 1/112 ـ 114.

[53] السيد شرف الدين، سيرة الإمام المهدي، ق119أ. الحمزي، عماد الدين إدريس بن علي، كنز الأخيار في معرفة السير والأخبار، تح: عبد المحسن مدعج المدعج، ط1، مؤسسة الشراع العربي، الكويت، 1992م، ص104.

[54] السمط، ص331.

[55] شُوَابَة: واد من أعمال ذيبين من بلاد بكيل، ينحدر ماؤه إلى الجوف، وإليه تنسب قرية شوابة في عزلة سفيان، ناحية ذيبين، بمحافظة عمـران. الحجري، مجموع بلدان اليمن، 3/458. المقحفـي، معجم البلدان، ص375.

[56] عبد الله بن حمزة (الإمام المنصور بالله) ، الشافي، تح: مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، مكتبة اليمن الكبرى، صنعاء، 1406هـ/1986م ، 1/3.

التعليقات (0)