قطر في كتابات الرحالة الغربيين (1)

قطر في كتابات الرحالة الغربيين

Qatar in the Writings of Western Travelers

د. علي عفيفي علي غازي

Dr. Aly Afify Aly Ghazi

أكاديمي مصري

Egyptian Academician

الملخص

يُبيّن استقراء علاقة الرحالة الغربيين بقطر، أنها تحمل ثلاثة أوجه: رحالة زائر لها وكاتب عنها، وآخر زائر لها من دون أن يكتب عنها، وثالث كاتب عنها ولم يزرها.  وفي هذا البحث سوف نستعرض بعضًا منهم، مع تبيان أهميتهم كمصدر لجغرافية قطر وتاريخها وتراثها وثقافتها ومجتمعها.

ليس من هدف هذا البحث تقديم صورة قطر في كل كتابات الرحالة المسلمين أو الغربيين، وإنما يستعرض فقط بعض من الرحالة الذين ربطتهم علاقة بقطر سواء بالزيارة أو الكتابة عنها، باعتبارهم مصدرًا مهمًا من مصادر كتابة تاريخ قطر، وذلك بالتعريف بهم وبرحلتهم وعلاقتهم بقطر.

يُحلل الباحث ما ورد عن قطر في كتابات ثلاث عشرة رحالة من الرحالة الغربيين، هم: بيدرو تكسيرا، جاسبارو بالبي، كارستن نيبور، ديفيد سيتون، وليم بالجريف، صموئيل زويمر، جون لوريمر، هيرمان بورخارت، بول هاريسون، وليم ريتشارد وليمسن، بيرترام توماس، ألن فاليرز، وكورنيلا دالنبيرج. وهم ليسوا كل الرحالة الذين زاروا أو كتبوا عن قطر، ولكن الباحث يحاول تسليط الضوء على أبرزهم، بالتعريف بالرحالة وأهميته التاريخية، ثم استعراض رحلته وخط سيرها بصورة مقتضبة، وأخيرًا تحليل باختصار ما ورد عن قطر في رحلته، إذ إن بعضهم تضمن اشارات قصيرة مقتضبة، والبعض الآخر أسهب وتوسع كثيرًا، ومن ثم يحتاج كل رحالة منهم إلى بحث مستقل.

الكلمات المفتاحية: قطر، الرحالة الغربيون، الخلبج العربي

Summary

Examining some of the western travelers’ accounts about Qatar, it could be classified the travelers' writings about Qatar into three types. There are some travelers who visited Qatar and recorded their journey, others just visited without writing about Qatar and those who did not visit Qatar but wrote about it.  This article aims to give an overview of some of those travelers, illustrating their importance as sources to study the history of Qatar, its geography, cultural heritage and society.

This paper does not strive to present the image of Qatar in the entire writings of Muslim or Western travelers, but it aims to study some of such travelers, especially those who have been connecting with Qatar by visiting or writing, considering them as essential source of Qatar history.

The researcher investigates what has been mentioned about Qatar in the writings of thirteen western travelers: Pedro Teixeira, Gasparo Balbi, Carsten Niebuhr, David Seton, William Palgrave, Samuel Zwemer, John Lorimer, Hermann Burckhardt, Poul Harrison, Willamson Richard William, Birtram Thomas, Alan Villiers, and Cornelia Dalenberg.  These are the most highlighted travelers who visited and wrote about Qatar. This study, in consequence, would shed light on the accounts of the above-mentioned travelers to discover with the mainstream historical information they recorded about Qatar.  Eventually such paper would give a brief survey of those travelers, outline their journeys to Qatar and analyze, in brief, their approach in writing about Qatar.

Keywords: Qatar, Western Travelers, Arabian Gulf.

المقدمة:

تجتذب منطقة الخليج العربي الكثير من الرحالة الغربيين من مختلف المشارب والاتجاهات، من سياح وتجار وجغرافيين وأدباء وشعراء ورسامين وجواسيس ومبعوثين سياسيين، تفاوتت أهدافهم، وتنوعت شخصياتهم، واختلفت مصادر تمويلهم، وقدَّموا كلٌ حسب الهدف الذي أتى من أجله، الكثير من المعلومات؛ حصلوا عليها من تجوالهم، عن شؤون وأوضاع مجتمعاتها، إما في كتب أصدروها، أو بتقارير خاصة رفعوها إلى ممولي رحلاتهم عمّا شاهدوه وسمعوه، صارت رافدًا مهمًا للكتابة التاريخية، فقد سجلوا الكثير من التفاصيل المهمة، كما كانوا شهود عيان على الحياة اليومية لسكان المنطقة، وتركيباتهم السياسية والاجتماعية والقبلية. وتتفاوت القيمة العلمية لما كتبوه، وما قدموه من رحالة إلى آخر، رغم ذلك يبقى ما قدموه مادة أولية لا غنى عنها لأي باحث في التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي في غياب الوثائق والسجلات المحلية الخاصة بالمواضيع التي تناولوها، ومن ثم تُصبح المعلومات الواردة بها على جانب كبير من الفائدة والأهمية، ولكن بعد تحقيقها، وإخضاعها لمنهج النقد التاريخي الظاهري والباطني.

وتدل الآثار التي كشفت عنها بعثات التنقيب الأثرية في شبه جزيرة قطر على أنها كانت عامرة في القرن الرابع قبل الميلاد، وأن طرق التجارة كانت تمر بها في الأزمنة القديمة، إذ قدم اليوناني نيرخس، قائد أسطول الإسكندر الأكبر، وصفًا لما يعتقده أرخبيل قطر في أثناء تجواله في سواحل الخليج عام 326 ق.م، وتظهر قطر في كتابات الرحالة والمستكشفين، حيث ذكرها جغرافيو اليونان في كتبهم، فقد وصفها بطليموس الجغرافي (87-150م)، وعرفها المؤرخ الروماني بلينيوس (23-97م) باسم "كتارا" Catarraei [1]. ويرد اسم قطر لدى الرحالة والجغرافيين العرب، الذين وصفوها بأنها موضع بين البحرين وعُمان[2]. ويَعُدّها ابن خرداذبة في كتابه "المسالك والممالك" كمنزلة بين الإحساء والبحرين[3]. وتُؤكد هذه الكتابات معرفة قطر بهذا الاسم منذ أزمنة سحيقة، كما تُؤكد أنها كانت مأهولة بالسكان الذين يُمارسون صيد الأسماك والغوص على اللؤلؤ، وهي الحرف التي رافقت القطريين حتى عهد قريب. مما يجعلها محط اهتمام الرحالة على اختلاف جنسياتهم، وتعدد تواريخ قدومهم.

تحاول هذه الورقة، وفق هذه الرؤية، استعراض ما كتبه الرحالة الغربيون عن قطر، من خلال منهج البحث التاريخي التحليلي، لترسم صورة قطر في كتابات هؤلاء الرحالة كما رأوها، وتستعرض بعض من زاروها وتبين أهمية كتاباتهم باعتبارها مصدرًا تاريخيًا لجوانبها المتعددة: جغرافيًا، تراثيًا، اجتماعيًا، ثقافيًا، وغيرها.

  1. بيدرو تكسيرا Pedro Teixeira (ت: 1641م):

يُعرف القليل عن بيدرو تكسيرا، فهو نفسه لم يكتب شيئَا عن ولادته وحياته المبكرة، ويقف صامتًا عن ذكر أي شيء عنها عدا قوله بأنه في شبابه قد كرّس نفسه لدراسة التاريخ. ولهذا لا نعرف تاريخ ميلاده ووفاته ومكانهما، وإن كان يُرجح البعض أن وفاته كانت في عام 1641م. إلا أنه ينتمي إلى إحدى الأسر اليهودية البرتغالية، التي أقر ديانتها سرًا، إذ لم يجرؤ على التصريح بديانته، ومع أنه ولد لأبوين يهوديين أقاما على الأغلب في لشبونة، لكنّه لم يتعلم أصول العقيدة اليهودية، ومن الممكن أن نستنتج مما رواه أنه كان يتظاهر لبعض الوقت بأنه مسيحي؛ لأن ذلك كان يُلائم ظروف السفر إلى الأقطار الشرقية[4].

يأتي أول ذكر لقطر في كتابات الرحالة الغربيين المعاصرين في كتاب الرحالة المؤرخ البرتغالي بيدرو تكسيرا، وعنوانه "رحلات بيدرو تكسيرا"، الذي ترجمه للإنجليزية وليام سنكلير، ونشرته مؤسسة هاكلايت بلندن عام 1902م. وكان تكسيرا قد قام برحلات خلال الفترة (1580-1605م) جاب خلالها الخليج العربي، مُقدمًا وصفًا جغرافيًا وطبيعيًا وسكانيًا له. وقدم وصفًا لسواحل قطر وموانئها، ونعتها ببلاد "صيد اللؤلؤ"، وكان يعتبرها من موانئ الجزيرة العربية. وتبرز أهمية رحلة تكسيرا في وصفه المناطق العمرانية التي مر بها، وتركه أوصافًا عن بعض المدن القطرية، وأسطول الغوص على اللؤلؤ بها، وعن حالتها العمرانية، وأسواقها والمنتجات الرئيسة فيها، وعن تجارتها مع مناطق الخليج الأخرى، وهي معلومات قلما تتوافر بمثل هذه الدقة في المصادر المحلية المعاصرة. ورغم أن المعلومات التي تركها تكسيرا عن الموانئ العربية على ساحل الخليج قليلة، إلا أنه أشار إلى أن أغلبية السكان على الساحل الشرقي للخليج من العرب، وأظهر كيف أن معظم جزر الخليج مأهولة بالعرب الممتعضين من وجود البرتغاليين، ويتحينون الفرصة للثورة ضدهم، بسبب المظالم التي يُنزلونها بهم[5].

  1. جسبارو بالبي Gasparo Balbi (1550-1625م):

يبدأ الجوهري الإيطالي والرحالة البندقي جسبارو بالبي؛ رحلته من حلب في 13 ديسمبر 1579م إلى البصرة، التي يصلها في 21 مارس 1580م، وبعد أن يرحل إلى الهند وسيلان وغيرهما يعود عبر الخليج العربي عام 1587م إلى البصرة مرة أخرى، ومنها إلى حلب عائدًا إلى وطنه. ويُعدّ بالبي من الرحالة الإيطاليين الرواد، الذين دونوا رحلاتهم وأسفارهم في الشرق، ورحلته تُعدّ واحدة من أهم الرحلات، وفقًا لما أورده بطرس حداد في تعريبه لها، اذ يقول: "تُعدّ هذه الرحلة من أهم الرحلات لما فيها من معلومات تاريخية وجغرافية... أولًا، ولقدمها ثانيًا"[6].

يصف بالبي في كتابه بالتفصيل أسلوب العرب في الملاحة، والغوص على اللؤلؤ، ويُقدم معلومات ذات أهمية عن منطقة مغاصات اللؤلؤ بين قطر ورأس الخيمة. وفي كتابه قائمة بأسماء أماكن الغوص، وتتضمن الأماكن من قطر إلى مسقط. وتُعتبر هذه القائمة، والتي سُميت "دليل البحارة"، وثيقة مهمة في تاريخ قطر، إذ تُوجد بها أسماء أماكن معروفة حتى اليوم، مثل بعض الجزر في قطر، والقائمة عبارة عن أسماء عربية نُقلت إلى الحروف اللاتينية مع كثير من الأخطاء عند النقل، باستخدام الأصوات ومخارج الحروف البندقية والبرتغالية، وقد أوردت القائمة القطيف والأحساء. ثم يُعدد بالبي جزر بحر قطر Barechator فيذكر منها حالول Alul وشرعوه Saran ودينيه Dsive، ويذكر بعدئذ جزر داس Dass، وجزيرة قرنين Emegorcenon، وأرزنة Arzevi، وزركوه ودلما Delmephillamas، وهذه الأخيرة يقرأها الدكتور الهولندي "سلوت" دلما فيها ماء، ولعل بالبي عندما سأل عن اسم الجزيرة أجابه مرافقوه بأن دلما فيها الماء، فاعتقد أن الجملة كلها تعني اسمًا. ويستطرد بالبي فيذكر صير بني ياس Sirbeniast، من بحر قطر، ثم جزيرة دانة Aldane التي ينتهي عندها بحر قطر؛ ليبدأ بعدها بحر Festebruatich، والتي ترجمها سلوت إلى الإنجليزية بأنها "قاع بحر المرجان والحجر الرملي". ويرى بالبي أن لآلئ هذا البحر الأخير لا ترقى في استدارتها وتوهج بريقها إلى لؤلؤ بحر قطر.  ولعل إطلاق اسم بحر قطر على هذه المنطقة المترامية الأطراف من الخليج، إشارة لما كان يتمتع به إقليم قطر التاريخية من سمعة تجارية في مجال صيد اللؤلؤ، وغيره من السماد الذي يُجمع من جزر قطر. وأخيرًا تتضمن خرائط هذا الرحالة البندقي أسماء أماكن لا تظهر في الخرائط الحديثة[7].

  1. كارستن نيبور Carsten Niebuhr(1733- 1850م):

يُقرر في عام 1760م فريدريك الخامس، ملك الدنمارك (1746-1766م)، بناء على اقتراح من يوهان ديفيد ميخائيلس أستاذ اللاهوت المسيحي، وفقه اللغة العبرية بجامعة جوتنجن، إرسال بعثة علمية مشتركة إلى بلدان الشرق الأدنى، وجنوب الجزيرة العربية، وخاصة العربية السعيدة Arabia Felix؛ لتقصي الأخبار والمعلومات العلمية عنها، وسد النقص في المعارف عن جغرافيتها وأحوالها. ويركب في صباح يوم 4 يناير 1761م الباخرة الدنمركية "جرينلند Greenland" خمسة علماء متخصصون بمختلف فروع المعرفة، مع خادمهم الدنمركي، مُتجهين نحو عالم ملئ بالمجاهيل والمخاطر، هم: البروفيسور فون هافن (دنمركي) أستاذ فقه اللغات القديمة والدراسات الشرقية، والدكتور كارل كرامر (دنمركي) المتخصص في العلوم الطبيعية، والمهندس كارستن نيبور (ألماني) المناط به مسؤولية الدراسات الجغرافية والفلكية والرياضيات، والهر جورج بورينفند (ألماني) الرسام الذي أنيطت به مهمة الرسوم الفنية، والبروفيسور بيتر فورسكال (سويدي) طبيبًا للبعثة ومتخصصًا في علم النبات[8].

يصل كارستن نيبور Carsten Niebuhr (1733-1850م) إلى الهند، وقد مات كل أفراد البعثة، ليقع على عاتقه مهام البعثة وواجباتها. وبعد أن يمكث بالهند أربعة عشر شهرًا، يُقرر أن يعود إلى بلاده، فيمر بمسقط، ثم يُبحر في الخليج العربي إلى البصرة، في أوائل شهر يونيو. وتنقطع أخبار نيبور منذ وصوله البصرة، حيث يرتدي الملابس العربية، ويُسمى نفسه عبد الله، ويعيش ستة أشهر مثل البدو العرب. إلى أن يصل حلب في 6 يونيو 1766م، ويذهب مع قافلة تجارية إلى إنطاكية، ومنها إلى ميناء الإسكندرونة على البحر المتوسط، حيث يبدأ رحلة العودة إلى أوروبا في أوائل يونيو 1767م. ويصل أخيرًا كوبنهاجن في 20 نوفمبر 1767م. بعد أن غاب عنها ما يقرب من سبع سنين[9].

يتضح من سرد نيبور لرحلته أنه لم يزر قطر، إلا أنه يُقدم وصفًا دقيقًا للعرب، الذين يسكنون السواحل والجزر. ويحدثنا نيبور عن قطر، فيذكر أنها مرفأ قبالة جزيرة البحرين، ويكتسب كتابه أهميته من أنه أول مصدر أوروبي يُشير إلى قبيلة المسلم باعتبارها من قبائل قطر، ويُرجح أنهم يقعون تحت نفوذ بني خالد. ويذكر أن أهل قطر يدفعون نحو ثلاثة آلاف روبية سنويًا لشيخ بوشهر؛ ليُتيح لهم حرية الغوص في مياه البحرين. كما بينت خريطته أماكن في قطر مثل حويلة Huale وفريحة faraha واليوسفية Yusufie. ولو أنه تمكن من زيارة شبه الجزيرة القطرية لزودنا بخريطة طبيعية لها، فقد كان مساحًا بارعًا يُجيد استخدام أدوات الرسم والقياس، ولترك لنا وصفًا لظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية[10].

  1. ديفيد سيتون David Seton(ت: 1809م):

يقوم ديفيد سيتون، وكيل شركة الهند الشرقية البريطانية The East India company في مسقط، (1800-1809م). بجولات في الخليج العربي تبدأ في الأول من نوفمبر 1801م، إذ يركب مع السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي، سلطان مسقط (1792-1804)، سفينة السلطان "جنجافة" في رحلته من مسقط إلى جزيرة البحرين. ويطوّف بسواحل الخليج، ويُدون مشاهداته، ويزور ساحل قطر. يذكر سيتون أن شيوخ العتوب كانوا في المحرق، لكنهم بعد مناوشات مع سلطان مسقط استسلموا وهاجروا إلى الزبارة على ساحل قطر، ويذكر أنهم مهاجرون من الكويت، جذبتهم التجارة إلى قطر، ثم يدفعهم الوهابيون لترك قطر والهجرة إلى البحرين، ثم ينتقلوا منها إلى الحويلة[11].

يرسو سيتون في 30 نوفمبر 1801م تحت حصن الحويلة، ويذكر أنه الموقع الرئيس لمنطقة بر قطر، ويرجع إطلاق هذا الاسم عليه إلى انتشار الرمال الضحلة فيه، ويُحدد موقعه على بعد حوالي 30 ميلًا شرق الزبارة، ويصفه بأنه "حصن ضخم له ميناء جيد وفيه مياه عذبة، ويسكنه حوالي 700 رجل من المقاتلين، وكانوا يشتغلون في نهب العتوب عندما كانوا في البحرين، وهي ملجأ جميع قراصنة الخليج". وينتقل سيتون في 2 ديسمبر إلى البدع، ويقول إنها "خليج كبير مفتوح مليئ بالجروف المرجانية...، والمكان الوحيد للنزول المباشر إلى الشاطئ يقع عند مدخل الوادي". وكان حاكمها من قبيلة السودان، في حرب مع سلطان بن أحمد البوسعيدي، سلطان مسقط (1792-1804م)، ويُفكر السلطان في إرسال رجل إلى الشاطئ للتفاوض مع القبيلة، ولكن سيتون ينجح في إقناعه بعدم جدوى التفاوض. وفي اليوم التالي يُطلق السودان عليهم طلقات من مدفع كبير تسقط بالقرب من السفينة التي يستقلها. ويذكر أن الإمام والسفن الانجليزية، ومعهم الشيخ رحمة المعيني شيخ نخيلوه حاولوا إنزال الجنود الى ساحل الوكرة، لكن السيد تايلور، قائد السفينة البريطانية، وجد أن عُمق المياه ضحل، فأقنع السلطان بعدم إمكانية القيام بأي شيء، فانسحب الإمام عائدًا إلى مسقط. ويُطلق سيتون على المنطقة من القطيف إلى رأس عشيرج مسمى "قطر"، ويذكر أنها قاحلة، ولولا توافر مغاصات اللؤلؤ، التي تمتد بطول الساحل ما سكنها أحد، ويصل سيتون في 5 ديسمبر جزيرة حالول، ويقول إنها جزيرة كبيرة، مأهولة، ويُقال إن فيها مناجم كبريت، وأخيرًا تنتهي الرحلة بالعودة الى ميناء مسقط[12].

  1. وليم بالجريف Palgrave William (1826-1888م):

يقوم الرحالة البريطاني وليم جيفورد بالجريف، برحلته برعاية الجمعية اليسوعية، ومخصصات نقدية من نابليون الثالث، إمبراطور فرنسا (1848-1851م)، الذي قدم له مبلغ ستة آلاف فرنك. ويقول إن هدفه هو "الاستكشاف والملاحظة". ويُضيف إن "هدفي الرئيسي...، هو إعطاء فكرة صحيحة، إلى حد بعيد، عن العرق العربي، وعن حالته الفكرية والسياسية، والاجتماعية والدينية؛ على النحو الذي رأيته". ثم يعترف أن اهتمامه كان "مُنصبًّا على الأحوال الأخلاقية، والظروف الفكرية والسياسية لسكان هذه البلاد، ذات الأهمية الكبيرة"، وكان له غرض آخر، وهو نشر دين المسيح، وكان يعتقد أن العرب مُستعدون لتقبل ذلك الدين. لكن الروايات تختلف بعد ذلك وتُراوح بين أنه استطاع أن يُبشر سرًا في بعض الأحيان، وبين أنه تأثر بالإسلام، وربما اعتنق الدين الحنيف. ورغم انتقاده الرحالة البريطانيين، الذين تلبسوا الشخصية العربية في ترحالهم واعتنقوا الإسلام، لكن ثمّة اعتقاد بأنه سافر كمسلم. ولقد كان بالجريف كاتبًا ومبشرًا ودبلوماسيًا وربما جاسوسًا[13].

يبدأ بالجريف رحلته من شمال غرب الجزيرة العربية، تحديدًا من مدينة "معان" عام 1862م، واستأجر سوريًا أرثوذكسيًا أسماه "بركات"، وأطلق على نفسه اسم "سليم أبو محمود العيس"، ويرتديان الزي العربي، ويتبعان التقاليد العربية، ويتنكران في زي طبيب عربي ومساعده، وينطلقان إلى مدينة الجوف، ثم حائل وبريدة، ثم الرياض، التي قضى بالجريف بها قرابة خمسين يومًا، ثم ينتقل بعدها إلى الأحساء، ليصل الخليج العربي  بصفته أول أوروبي يعبر شبه الجزيرة من غربها إلى شرقها، وينتقل إلى البحرين ثم قطر ويزور البدع والدوحة، ويُغادر إلى بر فارس، حيث يصف صخور حالول، وينزل في جارك، ثم يُبحر إلى لنجة، ومنها إلى ساحل عُمان المتصالح (الإمارات العربية المتحدة حاليًا)، ثم صحار، وساحل الجبل، ورؤس الجبال، وشعم، ويصل إلى رأس مسندم، ويزور هرمز، والظاهرة، والجبل الأخضر ثم مسقط. ويُغادرها إلى بندر عباس، وبو شهر ثم البصرة، ومنها إلى بغداد، ثم يعود إلى سوريا لينطلق منها في النهاية إلى بريطانيا. وتستمر رحلة هذا المغامر ما بين سنتي (1862-1863م)، ليكتب كتابًا في مجلدين إجمالي صفحاتهما تقريبًا حوالي ألف ومائتي صفحة من القطع الكبير، يحمل عنوان "رحلة في أواسط وشرقي الجزيرة العربية"، وقد طُبعا ونُشرا بلندن عام 1865م، ثم أعيد طبعهما عام 1969م. وتوفي في 30 سبتمبر 1888م ملحقًا في سفارة بريطانيا في الأوروجواي بأمريكا الجنوبية[14].

يورد بالجريف تجربته في قطر في الفصل الرابع عشر من كتابه، بعد أن وصلها عبر رحلته من وسط الجزيرة العربية إلى شرقها، وقد ذكر أنه أقام فترة في البدع، ووصفها بأنها عاصمة متواضعة لإمارة بسيطة، كما أبدى ملاحظات حول القلاع التي أحاطت بالثغور، وأفاد بأنها بُنيت لحماية الثروة التي تُجنى من الغوص على اللؤلؤ. ويذكر أن بمدينة البدع مسجدين، أحدهما بسيط دون زخارف، حسب توصيفه "يُمثل الذوق الوهابي"، أي السلفي. ويذكر أنه في يناير 1863م التقى بالشيخ محمد بن ثاني، حاكم البدع، الذي يعترف به الجميع رئيسًا للمنطقة كلها، ويصفه بأنه "داهية عجوز ...، يشتهر بالحكمة وبساطة السلوك، الذي يدل على خفة ظله، وإن كان عنيدًا عند المساومة، وهو رجل عملي في المقام الأول، استطاع عن طريق الدراسة أن يحوز معرفة أدبية وشعرية، وقدرًا من المعرفة بالطب. كما أنه رجل متدين جدًا يؤم الناس في الصلاة في المسجد الكبير في معظم الأحوال".  ويزور بلجريف كذلك ولده وولي عهده قاسم، ويصفه بأنه "شخصية مندفعة أكثر من والده، وأن قصره يشبه القلعة". وانتقل بعد ذلك إلى الدوحة، التي وصفها بأنها "قرية شمال مدينة البدع، وتقع في نصف حجمها، ورئيسها ليس إلا جابيًا لحساب محمد بن ثاني". ويقدم بالجريف وصفًا للمدن القطرية، البدع والوكرة، ونشاط السكان والأسواق، وغيرها من ممارسات الحياة اليومية[15].

  1. صموئيل زويمر Samuel Zwemer (1867-1952م):

يبدأ الباحث والرحالة والمبشر الأمريكي من أصل هولندي صموئيل زويمر، أحد مؤسسي الإرسالية الأمريكية في البلاد العربية، نشاطه التبشيري كمبشر بروتستانتي في البصرة، وفي عام 1891م يقوم بأول رحلة تبشيرية إلى منطقة الخليج العربي، وكانت إلى جدة، وفي العام التالي يُسافر إلى الإحساء، ثم ينتقل مع زوجته إيمي إلى البحرين، ويظل بها حتى عام 1905م، رئيسًا للبعثة التبشيرية، ويتخذ منها محطةً للتبشير، ولا يمر حديث عن التبشير في الخليج العربي من دون ذكره، ويرى فيه المبشرون الأب الروحي والقدوة لحركات التبشير في العالم الإسلامي، حتى يُلقب بـ "أمير المبشرين"، وبـ"رسول التبشير" لمجهوده الكبير فى العالمين الإسلامي والعربي[16].

يقوم زويمر في عام 1900م بأول زيارة رسمية استطلاعية لساحل عُمان المتصالح، ووصل إلى البريمي قادمًا من أبو ظبي، ثم انتقل إلى الباطنة في عُمان، كما زار مسقط. إضافة إلى ذلك قام زويمر بعدّة رحلات دوّنها بنفسه منها رحلاته إلى الهفوف 1904م، وإلى جدة 1917م، وتختلف الروايات وتتضارب، وتتراوح بين أنه استطاع أن يُبشر سرًّا، كغيره من المبشرين الذين أتوا الجزيرة بصفة أطباء. ويزور زويمر قطر برفقة كورنيلا دانبيرج، أو شريفة الأمريكانية، والدكتور ستورم، ويلتقي بالشيخ عبد الله بن قاسم، أمير قطر (1913-1948م)، في قصر الريان، وكان الهدف هو الطب، حيث رغب الشيخ عبد الله في تأسيس مستشفى في قطر، وبالفعل وضع حجر أساس مستشفى الرميلة[17].

  1. جون لوريمر John Lorimer (1870-1914م):

تزداد الأهمية الإستراتيجية والاقتصادية والسياسية للخليج العربي، منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر، بسبب اشتداد التنافس الأوروبي، مما أدى إلى تزايد الاهتمام البريطاني بالمنطقة، وبالتالي ظهرت الحاجة لمسح شامل لها، إذ رأى اللورد كيرزون Lord Curzon، نائب ملك بريطانيا في الهند (1899-1904م)، بعد جولة له في الخليج أواخر سنة 1903م، ضرورة إعداد دليل جغرافي تاريخي؛ ليكون مرجعًا في متناول المسؤولين السياسيين البريطانيين في حكومة الهند. وفي شتاء (1904-1905م) يُشكّل لوريمر، بتكليف منه فريقًا من الباحثين السياسيين والعسكريين والجغرافيين، يرافقونه في جولة إلى سواحل الخليج لجمع المعلومات عن مناطق الخليج وأواسط الجزيرة العربية، وليُسجلوا ويجمعوا ما أمكنهم[18].

يكتب جون جوردن لوريمر، دليل الخليج مُعتمدًا على مصادر عدة أبرزها الدراسة الميدانية المباشرة، والمعاينات اليومية النابضة، التي كان يقوم بها بنفسه، أو يقوم بها بعض موظفي وممثلي الإنجليز، واعتمد على الوثائق الرسمية البريطانية المتمثلة بمستندات وزارة الخارجية البريطانية، كما وضعت حكومة الهند البريطانية تحت تصرفه كل سجلاتها ومعلوماتها ووثائقها، وتقارير السفارات والبعثات السياسية والعسكرية والتجارية، ومجموعة المعاهدات والاتفاقيات والمستندات. فضلًا عن كتابات الرحالة الأوروبيين حول المنطقة، كما استفاد من رحلات واستطلاعات كثيرة سبقته قام بها ضباط بريطانيون، فضلًا عن بعض المصادر العربية التي تُرجمت إلى الإنجليزية في عصره، مثل كتاب "كشف الغمة"، الذي ترجمه الوكيل السياسي في الخليج، وكتاب "الفتح المبين لسيرة السادة البو سعيدين". بعد أن ترجمه المستشرق بادجر. وقد استطاع لوريمر أن يستفيد من ذلك في وضع معلوماته وبياناته، وتدقيقها وتصنيفها على النحو الذي صدر به هذا السفر الضخم (1908-1915م)[19].

تقوم حكومة دولة قطر ممثلة في قسم الترجمة في ديوان أميرها بترجمة الدليل إلى اللغة العربية في أربعة عشرة مجلدًا، موزعة بالمناصفة بين قسميه التاريخي، الذي نشر على نفقة سمو حاكم دولة قطر، وهو آنذاك الشيخ أحمد بن علي آل ثاني (1960-1972م)، عام 1967م، والجغرافي عام 1969م، يختص كل جزء منها بجانب من الجوانب، مع اختزال عنوانه إلى "دليل الخليج". وطبع بمطابع علي بن علي بالدوحة، إلا أن الترجمة الأولى جاءت سريعة، وفيها الكثير من الأخطاء، ووجهت لها الكثير من الانتقادات، فأعيدت الترجمة مرة ثانية عام 1976م في عهد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، أمير قطر (1972-1995م). وأعيد طباعته في طبعة ثالثة سنة 2002م على نفقة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر (1995-2013م)، لتُضاف إلى مآثره في اهتمامه بالتراث الثقافي والوثائق التاريخية، وليستفيد منها أبناء الأمة العربية[20].

وتصدر ترجمة أخرى أشرفت عليها جامعة السلطان قابوس بسلطنة عمان تحمل عنوان "السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية"، تولت طباعته ونشره دار غارنت للنشر بلندن، عام 1995م، وذلك في قسمين، تضمن كل قسم 7 مجلدات. ووفرت هذه الطبعة النص الإنجليزي في مقابل النص العربي، في حيز مادي واحد يقع في مدى البصر والبصيرة، فجاءت كل صفحة عربية تُقابلها صفحتها باللغة الإنجليزية. وصدرت ترجمة ثالثة عام 2013م عن الدار العربية للموسوعات بعنوان "دليل الخليج العربي وعمان ووسط الجزيرة العربية"، في 20 مجلدًا، القسم التاريخي يتكون من 10 مجلدات، من ضمنه مجلد حاصر (داخل علبة) يضمّ لوحات نسب ملوك وسلاطين وأمراء الخليج العربي. والقسم الجغرافي والإحصائي جاء في ستة مجلدات، وألحق بها أربعة مجلدات للفهارس. وقد التزمت جميع هذه الطبعات العربية بما التزمت به الطبعة الإنجليزية الأصل في عرض الأحداث التاريخية، وأسماء الأماكن والقبائل بالأبجدية الإنجليزية مخالفة بذلك الترتيب المعجمي العربي، وعلى هذا الأساس دخلت المناطق والقبائل ذات الأسماء المبتدئة بحرف العين باللغة العربية جنبًا إلى جنب مع الأسماء المبدوءة بحرف الألف أول الحروف الإنجليزية[21].

والدليل في صورته النهائية عبارة عن موسوعة من أجزاء متعددة تتناول الحياة الطبيعية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية للسكان، ووصفًا للمنطقة وقبائلها وإماراتها ومشيخاتها وإحصائيات متنوعة. وعلى الرغم من أن المعلومات الواردة في القسم الجغرافي، قد تجاوزها الزمن، باستثناء ما يتعلق بالجغرافيا الطبيعية، إلا أنها مع ذلك تبقى لها وظيفتها ومصداقيتها، لأنها إطار توضع فيه الوقائع والأحداث، وعلى هذا لا يزال كتاب لوريمر من أهم المصادر التي يعتمد عليها مؤرخو المنطقة. ويمثل هذا الدليل أهمية خاصة لدراسة جغرافية قطر الطبيعية والسكانية والاجتماعية والتاريخية، وغيرها. وقد جمع مترجمو الدليل ما يخص قطر في كتاب بعنوان "قطر في دليل الخليج" يمثل مصدرًا لا غنى عنه للباحثين في تاريخ قطر وثقافتها وآثارها ومجتمعها[22].

(الجزء الثاني)


[1]Slot,  B. J.: "Images of Qatar c.1300-1772, A cartographic fata morgana", Rewaq History & Heritage Magazine, Issue 0 (June, 2015), p. 13.

[2] الحميري، محمد بن عبد المنعم: الروض المعطار في أخبار الأقطار، تحقيق إحسان عباس، مكتبة لبنان، بيروت، 1984م، ص 465.

[3] ابن خرداذبة، أبو القاسم عبد الله: المسالك والممالك، دار صادر، بيروت، 1889م، ص 60، 193.

[4] تخسيرا، بيدرو : تاريخ الخليج والبحر الأحمر في أسفار بيدرو تيخسيرا، ترجمة عيسى أمين، مؤسسة الأيام للصحافة والطباعة والنشر والتوزيع، المنامة،  1996م، ص 103-107؛ غازي، علي عفيفي علي: "قطر والرحالة: بيدرو تكسيرا"، مجلة الجسرة الثقافية، العدد 38، (خريف 2015م)، ص 24-27؛ تكسيرا وجونز وجون آشر: معرفة الشرق في العصر العثماني، الرحلة الأوروبية إلى العراق،ترجمة  جعفر خياط وعبد الوهاب الأمين، المركز الأكاديمي للأبحاث، مونتريال، 2015م، ص 11-30؛ الحمداني، طارق نافع: "الرحالة البرتغاليون في الخليج العربي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر"، مجلة الوثيقة، العدد 15، (يوليو 1989م)، ص 158-177.

[5] سيرايت، سارا: "رحلة البرتغالي تاكسيرا إلى العراق في القرن السابع عشر"، ترجمة فؤاد قزانجي، في كتاب: رحالة أوروبيون في العراق، دار الوراق للنشر المحدود، لندن، 2007م، ص 33-40؛ تينخسيرا، بيدرو: "تاريخ الخليج والبحر الأحمر في أسفار بيدرو تينخسيرا (2)"، ترجمة عيسى أمين، مجلة الوثيقة، العدد 33، السنة 17، (يناير 1998م)، ص 137-142؛ تكسيرا: "مشاهدات تكسيرا في العراق سنة 1604"، ترجمة جعفر الخياط، مجلة الاقلام، العدد الرابع ، السنة الأولى، (أبريل 1964م)، ص 135-149؛ سيرايت، سارا: "رحلة البرتغالي تاكسيرا إلى العراق في القرن السابع عشر"، ترجمة فؤاد قزانجي، مجلة المورد، المجلد 18، العدد الرابع، (شتاء 1989م)، ص 246-248؛

Teixeira, Pedro: The Travels of Perdo Teixeira, Translation by William F. Sinclair, The Hakluyt Society, London, 1902, pp. 176, 177.

[6] بالبي، كاسبارو: رحلة الإيطالي كاسباروا بالبي إلى حلب– دير الزور– عنه– الفلوجة– بغداد سنة 1579م، ترجمة بطرس حداد، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2008، ص 5-14؛ غازي، علي عفيفي علي: "رحالة زارو الإمارات جاسبارو بالبي"، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 49، (أكتوبر 2016م)، ص 28-31.

[7] سلوت، ب. ج.: عرب الخليج 1602-1784م، ترجمة عايدة خوري، المجمع الثقافي، أبو ظبي، 1993م، ص 49-52؛

Balbi, Gasparo: Viaggio Dell'indie Orientali, Appereffo Cainillo Borgoinimeri, Venetia, 1590, pp. 49, 50.

[8] هانسن، توركيل: من كوبنهاجن إلى صنعاء، ترجمة محمد أحمد الرعدي، الهيئة العامة للكتاب، صنعاء، 2001م، ص 415-438؛ نيبور، كارستن: رحلة نيبور إلى العراق في القرن الثامن عشر، ترجمة محمود حسين الأمين، شركة دار الجمهورية للنشر والطبع، بغداد، 1965م، ص 5-22.

[9]  نيبور، كارستن: "بغداد في رحلة نيبور"، ترجمة مصطفى جواد، في كتاب: بغداد بأقلام رحالة، دار الوراق للنشر المحدودة، لندن، 2007م، ص 11-66؛ نيبور، كارستن: مشاهدات نيبور في رحلته من البصرة إلى الحلة سنة 1765م، ترجمة سعاد هادي العمري، مطبعة دار المعرفة، بغداد، 1955م، ص 4، 5.

[10]  نيبور، كارستن: رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد أخرى مجاورة لها، جزآن، ترجمة عبير المنذر، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، 2007م، ج 2، ص 86-90؛ أبو حاكمة، أحمد مصطفى: "الرحالة الدنمركي نيبور يؤكد أن الخليج عربي"، مجلة العربي، العدد 13، (ديسمبر 1959م)، ص 128-133؛ نيبور، كارستن: وصف أقاليم شبه الجزيرة العربية، ترجمة مازن صلاح، دار الانتشار العربي، بيروت، 2013م، ص 300، 301؛

Niebuhr C..: Description de l'arabie, chez brunet libraire rue des ectivains,   Paris 1779, pp.  294, 295.

[11] غازي، علي عفيفي علي: "رحالة زارو الإمارات ديفيد سيتون"، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 50، (نوفمبر 2016م)، ص 32-34.

[12] سيتون، ديفيد: يوميات ديفيد سيتون في الخليج 1800-1809م، تحقيق سلطان بن محمد القاسمي، منشورات القاسمي، الشارقة، 2011م، ص 37-45.

[13] إبراهيم، عبد العزيز عبد الغني: "بالجريف في ألف ليلة وليلتين"، مجلة ليوا، العدد السادس، (يونيو 2004م)، ص 84-105؛ فكري، محمد همام: "رحلة في وسط الجزيرة وشرقها لوليم جيفورد بلغريف"، مجلة آفاق الثقافة والتراث، العدد الأول، (ربيع الثاني 1416هـ/ سبتمبر 1995م)، ص 99-105.

[14]بالجريف، وليم جيفورد: وسط الجزيرة العربية وشرقها، جزآن، ترجمة صبري محمد حسن، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2001م، ج2، ص 229-296؛ بالجريف، وليم جيفورد: "رحلة شاهد عيان للجزيرة العربية والبحرين منذ أكثر من 100 عام"، مجلة الوثيقة، العدد 9، (يوليو 1986م)، ص 140-144.

[15] Palgrave, William Gifford: "Notes of a Journey from Gaza, Through the Interior of Arabia, to El Khatif on the Persian Gulf, and Thence to Omàn, in 1862-63", The Royal Geographical Society of London, Vol. 8, No. 3, (1863-1864), pp. 63-83; Palgrave, William Gifford: Central and Eastern Arabia (1862-1863), MacMillan and co., London 1866, pp. 198-253.

[16] البسام خالد (إعداد وترجمة): صدمة الاحتكاك، حكايات الإرسالية الأمريكية في الخليج والجزيرة العربية 1892-1925، دار الساقي، بيروت 1998م، ص 6، 71-74، 171-185؛ البسام، خالد (إعداد وترجمة): القوافل، رحلات الإرسالية الأمريكية في مدن الخليج والجزيرة العربية 1901-1926، المؤسسة العربية للطباعة والنشر، المنامة، 1993م، ص 5-13، 42-48، 96-100، 102-106؛ زويمر، صموئيل: رحلات متعرجة في بلاد الإبل، ترجمة وتعليق أحمد إيبش، هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، أبو ظبي، 2012م، ص 101-115.

[17] Zwemer S. M.: Arabia: The Cradle of Islam, Fleming H. Revell Company, New York, 1900, PP. 110-118; Zwemer, Samuel M.: "Three Journeys in Northern Oman", The Geographical Journal, Vol. XIX, No. 1 (1902), pp. 54-64; "Annual Keport of the Arabian Mission 1948", Arabia Calling (formerly Neglected Arabia), Annual Report NO. 216, (spring, 1949). pp. 5-15; Zwemer S. M.: "Oman and Eastern Arabia", Bulletin of the American Geographical Society , Vol. 39, No. 10 (1907), pp. 597-606.

[18] رونالدشاي، إيرل: حياة اللورد كرزون، السيرة الذاتية لجورج ناثانييل كرزون، ثلاثة أجزاء، ترجمة محمد عدنان السيد، مراجعة وتحرير أحمد إيبش، هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، أبو ظبي، 2013م، ج2، ص 319-324.

[19] Lorimer, J. G.: Gazetter of the Persian gulf, Oman and Central Arabia, Archive Editions, Buckhamshire,1988, (Orig 1908, 1915).

[20] لوريمر، ج. ج.: دليل الخليج، قسمان: جغرافي وتاريخي، 14 مجلد، الديوان الأميري، الدوحة، 2002م؛ غازي، علي عفيفي علي: نخيل الخليج العربي في دليل لوريمر، تقديم عبد العزيز عبد الغني إبراهيم، دار الرافدين للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2015م، ص 31-54.

[21] لوريمر، ج. ج: السجل التاريخي للخليج وعمان وأواسط الجزيرة العربية، قسمان: الجغرافي، التاريخي، دار غارنت للنشر، لندن، 1995م؛ لوريمير، ج. ج.: دليل الخليج العربي وعمان ووسط الجزيرة العربية، قسمان: الجغرافي، التاريخي، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2013م.

[22] العناني، أحمد: قطر في دليل الخليج، قسم الوثائق والأبحاث، الدوحة، 1981م، ص 7 وما بعدها؛ غازي، علي عفيفي علي: "رحالة زارو الإمارات جون لوريمر"، مجلة الإمارات الثقافية، العدد 53، (فبراير 2017م)، ص 26-28.

التعليقات (0)