هل كانت يَثْرِب مملكة؟
دراسة تاريخية لنشأة المدينة وتطورها قبل الإسلام
الأستاذ الدكتور عارف أحمد إسماعيل المخلافي
أستاذ التاريخ القديم بقسم التاريخ
كلية الآداب والعلوم الإنسانية -جامعة صنعاء
وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
بجامعة أم القرى بمكة المكرمة
ملخص البحث
يهدف البحث إلى دراسة تاريخية لنشأة المدينة المنورة وتطورها قبل الإسلام، وذلك من خلال دراسة الكشوف الأثرية والروايات التاريخية ومجتمع يثرب واقتصاده وعلاقاته الخارجية، ومن خلال الإجابة على التساؤلات التالية:
- كيف نشأت يثرب؟
- هل كان فيها شكل من أشكال الدولة الرسمية؟
- لماذا لم تذكر المصادر شيئا عن ملوكها، أو حتى الإشارة إلى ذلك من خلال سياق تاريخي كما تفعل مع باقي الممالك؟
- ما دلالة وصول الهجرات اليهودية والعربية إليها دون التوافق، أو التحالف، أو الصراع مع حكامها إن وجدوا؟
وقد توصل البحث إلى عدم وجود أي شكل من أشكال الدولة في يثرب قبل الإسلام، واستدل على ذلك بكل المعطيات الأثرية والنقشية والروائية، من خلال مناقشة المعطيات وتحليلها بكل حيادية، وبمنهجية الوصف والتحليل.
Was Yathrib a Kingdom?
A Historical Study of Al-Medina Al-Munawarah and its Development before Islam
Aref Ahmed Ismail Almekhlafi
Professor of Ancient History
Department of History
Faculty of Arts
Sana'a University
Abstract
This research aims to study the historical development of Al-Medina Al-Munawarah and its development before Islam، through the study of archaeological discoveries and historical accounts of the community of Yathrib and its economy and external relations، as well as through answering the following questions:
- How did Yathrib arise?
- Was it a form of an official state?
- Why did the sources keep silent about mentioning their kings or even mentioning them in a historical context as they do with other kingdoms?
- What is the significance of the arrival of Jewish and Arab migrations without consensus، alliance، or conflict with its rulers، if any?
The findings of the present research revealed that there was no form of an official state in Yathrib before Islam، and this was evidenced by all the archaeological، inscriptive and narrative data analyzed and discussed throughout this research.
المقدمة والتساؤلات:
تناولت الكثير من الدراسات تاريخ مدينة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ولكن لم يقدم أحد دراسة علمية وافية عن حقيقة عصر ما قبل الإسلام في هذه المدينة، وهل كان في يثرب إمارة، أو دويلة، أو مملكة؟، وهنا تكمن مشكلة البحث التي سيناقشها في محاور النشأة، والسكان، والعلاقات، وذلك من خلال النصوص والروايات، ساعيًا للإجابة على التساؤلات الآتية:
- كيف نشأت يثرب؟
- هل كان فيها شكل من أشكال الدولة الرسمية؟
- لماذا سكتت المصادر عن ذكر ملوكها أو حتى الإشارة إلى ذلك من خلال سياق تاريخي كما تفعل مع باقي الممالك؟
- ما دلالة وصول الهجرات اليهودية والعربية إليها دون التوافق، أو التحالف، أو الصراع مع حكامها إن وجدوا؟
أولًا- اسم يثرب:
ذُكرت يثرب باسمها هذا في نصوص الملك البابلي نابونئيد في القرن السادس قبل الميلاد، وفي النقوش المعينية في القرن الرابع ق.م، والنقوش النبطية في حوالي القرن الثاني أو الثالث الميلادي، وفي النقوش الحِمْيَرِيَة في القرن الخامس الميلادي[1]. كما ذكرها الجغرافي اليوناني "بطليموس كلاديوس" الذي عاش في الإسكندرية بمصر في القرن الثاني الميلادي، باسم لاثريبا Lathrippa، وينطق الاسم أيضًا لاثريبتاLathrepta [2]، وقد عربها المؤرخون وقالوا أنها "يثربة" الذي يعني النطق اليوناني ليثرب[3]. وما يثير الاستغراب أن مترجم كتاب "بطليموس كلاوديوس" اعتبرها منطقة مجهولة[4].
يذكر ياقوت الحموي (ت 626 هـ) أن يَثْرِبُ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وكسر الراء، وباء موحدة، وسميت بذلك نسبة إلى رجل اسمه يثرب، ولما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها طيبة وطابة كراهية للتثريب، ولذلك يُكره أن نسمي المدينة يثرب بعد الإسلام[5]. وقد ذكرت في القرآن الكريم على النحو والرسم الذي ذكره ياقوت، فجاء ذكرها في سورة الأحزاب، آية (13) بقوله سبحانه: "وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا..".
ولكن الملاحظ أن هذا الاسم لم يستمر في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ وعللت الروايات ذلك لكراهية النبي لهذا الاسم وأنه دعاها "طيبة" و "طابة"، ويبدو أن اسم المدينة هو الاسم الإسلامي لها بعد الهجرة، أما التسعة والعشرون اسمًا التي ذكرها الإخباريون للمدينة فهي صفات أطلقت عليها بعد أن أصبحت عاصمة للدولة الإسلامية[6].
وقد ذهب أحد الباحثين إلى أن اسم يثرب تطور عن الاسم البابلي لها الذي ذُكر في نص للملك البابلي نابونئيد (556 – 539 ق.م) بصيغة Ia-ta-ribu (اتريبو)، وذكر أنه بعد استبعاد حروف الحركة تبقى الصوامت فقط I-t-r-b (أترب) مما يعني أن الاسم البابلي هو أقدم أسماء يثرب[7].
وعلى الرغم من وجاهة هذا الرأي إلا أنه -في نظر الباحث- من المستبعد أن يكون اسم يثرب أطلق أول مرة من قبل البابليين ثم تطور عن الاسم البابلي؛ لأن ذلك يمكن أن يكون فقط في حال أن هذه المدينة بناها البابليون وهو ما لا يتفق مع المعطيات التاريخية التي سنتحدث عنها لاحقًا. فالبابليون كتبوا الاسم يثرب كما وجدوه، مثله مثل باقي المدن المذكورة في النص نفسه "دادانو"، "خيبرو"، "فداكو"[8]، وبذلك يكون الاسم "أتريبو" أو "إياتريبو" هو النطق البابلي لاسم يثرب المعلوم لديهم وليس المبتكر من قبلهم، وخاصة إذا ما علمنا أنه كان هناك حي من أحياء المدينة يسمى يثرب، يقع في الجنوب الغربي من جبل أحد بين جبل سلع ووادي قناة، ويقال إن هذه المنطقة هي التي كانت عامرة بالناس قبل مجيئ اليهود إلى المدينة، بل لعل هذا الاسم الذي يمثل الجزء قد غلب على الموقع الذي يمثل الكل، وهذا أمر شائع في أسماء المدن بعد توسعها[9]. (انظر موقع يثرب في الخريطة رقم 1).
خريطة (1): موقع يثرب بين وادي قناة وجبل أحد، عن الزراعي، ص 37.
إن ما يمكن القبول به من ذلك الرأي الذي يقرر الأصل البابلي للاسم، هو فقط أن يكون لفظ يثرب آنذاك "أترب أو أثرب" وهو معروف في كتب الأخبار، ومع ذلك نجد القرائن الأخرى لا تعطيه أولوية القبول، فالأمر برمته لا يعدو أن يكون لهجة معروفة عند الآشوريين والبابليين على السواء، ومثال ذلك، أن الآشوريين كتبوا اسم قبيلة "يديبعل" العربية في سيناء Idi-biaili[10] (إديبعلي)، كما كتبوا اسم الملك السبئي يثع أمر (إيتا امرا) Ita-amra[11]، وكتبوا اسم الملك العربي يطع (إياتع) Iatiea[12]. ووفقًا لذلك نرى أن الاسم يثرب لم يطلق من قبل البابليين وإنما كتبوه كما وجدوه، وهو الاسم المذكور كذلك في النقوش المعينية –كما سياتي- وفي القرآن الكريم وكتب الأخبار.
ولعل ما يعزز رأينا هذا هو ما ذهب إليه حسن ظاظا من أن يثرب من الجذر "يَثَر" أو "وثر" بمعنى "استراح"، فهو يرى أن اسم يثرب على هذا النحو تعني المكان الوثير أي المريح الذي يجد فيه الإنسان الخصب والأمن والكفاية [13]، وهذا يتناسب مع طبيعتها كمحطة على طريق التجارة الدولي القديم. وعند استشارة الباحث معاجم اللغة العربية، وجد أن المعنى "استراح" لم يُذكر في أي منها بصورة مباشرة، وفي ضوء ذلك يظهر أن حسن ظاظا استوحى هذا المعنى من الجذر "وثر" واشتقاقاته، والذي يرتبط بالفراش الوثير، أي السهل اللين المريح كما عرّفته المعاجم [14]، وهذا يجعل ما ذهب إليه حسن ظاظا أقرب قرينة محتملة كمحاولة منه لتفسير معنى اسم "يثرب".
ثانيًا-الموقع الجغرافي ليثرب وأهميته:
تقع يثرب على بعد حوالي 480 كم إلى الشمال من مكة، وقد كانت واحة خصبة التربة غزيرة المياه محصورة بين لابتين بركانيتين تعرفان بالحرتين، حرة واقم في الشرق، وحرة الوبرة في الغرب التي تفصل بين المدينة ووادي العقيق، وتكتنف الوديان الحرتين من الشرق ومن الغرب، وتحيط بالمدينة من جهاتها الأربع، ويقع جبل عير في الجنوب الغربي من يثرب، وجبل أحد في أقصى شمالها ثم جبل سلع، وتقع قباء جنوب المدينة، ويسير وادي بطحان بين قباء والمدينة، وكذلك وادي رانونا، وهما يتجهان شمالًا فيما بين حرة الوبرة والمدينة فيتصلان بوادي قناة جنوب أحد، والذي ينحدر غربًا بينه وبين جبل سلع حتى يتصل بوادي بطحان، وتلتقي هذه الوديان عند مجتمع الأسيال من رومة، كما يوجد وادي مذينب ووادي مهزور في الجنوب الشرقي من المدينة، وينحصران بينهما عوالي المدينة التي كانت زاهرة عامرة، وتبدو أودية المدينة منحدرة من الجنوب إلى الشمال[15].
وبصورة عامة كان موقع يثرب في قلب منطقة حوضية كثيرة الوديان، وكانت هذه الوديان تتحول في مواسم الأمطار إلى شرايين مائية تمر من جنوب المدينة إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها[16]، كما توفرت فيها المياه الجوفية بفعل الخزانات المائية التي تضمها بطون أوديتها وضفافها[17]. (انظر الخريطة (1) و الخريطة (2)
خريطة (2): جبال المدينة المنورة ووديانها وحراتها ومنازل القبائل فيها عن الأنصاري، آثار، ص 272.
ثانيًا - النشأة والبدايات الأولى:
أدت المميزات التي وفرها الموقع الجغرافي لمدينة يثرب إلى جعلها محطة مهمة على طريق القوافل، ومنطقة جاذبة للاستقرار البشري. وتكشف الدراسات الحديثة إلى وجود نشاط متصل للإنسان في منطقة المدينة يعود لآلاف السنين، فقد أشارت تقارير المسح الأثري، والدراسات التي تتبعت الرسوم الصخرية في المنطقة إلى وجود أدلة مادية لسكنى الإنسان ونشاطه في منطقة المدينة منذ العصور الحجرية، وما يليها، ويتمثل ذلك بوجود نشاط فني لذلك الإنسان لا يزال موجودًا على العديد من الصخور حتى اليوم، كالرسوم الآدمية، والحيوانية، والأشكال الهندسية، على الرغم من أن هذه التقارير والدراسات لم تشر إلى تاريخ صريح، بل استخدمت عبارات عامة، مثل (فترات قديمة)، (موغلة في القدم)، (العصور الحجرية)[18]، وإن صحت تلك التقديرات، فإنها ستعطينا تاريخًا موثقًا يتجاوز بكثير ما تحدثت عنه كتب الأخبار.
فقد أعاد الإخباريون بداية نشأة الحياة البشرية في المدينة المنورة إلى رجل أسموه "يثرب" وجعلوه من ولد سام بن نوح، لكنهم اختلفوا في اسم أبيه واعتبروه من بني عبيل. فمرة والده "قانية بن مهلائيل" ومرة "عبيل بن عوض"، وقالوا إنه أول من نزل بها بعد تفرق ذرية نوح u[19].
وعلى الرغم من أن الإخباريين يربطون - في العادة - نشأة المدن على وجه العموم بأسماء أشخاص، إلا أننا لا نستطيع إثبات ذلك ولا نفيه؛ لأن أولئك الكتاب عاشوا في بيئة تعتمد نسبة الأماكن التي يعيشون فيها إلى القبيلة أو الرموز كما هو معلوم.
ثالثًا - دور العماليق في نشأة يثرب:
يذكر الإخباريون أن العرب العماليق[20] كانوا أول من زرع الزرع في يثرب، واتخذ بها النخيل، وعمر بها الدور والآطام واتخذ الضياع. وقد أرجعوا نسبهم إلى عملاق بن أرفخشد بن سام بن نوح u[21]، وقد رجح السمهودي (ت 911 هـ) أن العماليق سكنوا يثرب قبل اليهود[22]، وأيد عبدالباسط بدر هذا الترجيح؛ معللًا تأييده بأنه لم يجد ما يدل على وصول اليهود المدينة قبلهم لا في المصادر العربية ولا في المصادر اليهودية[23].
ونستخلص مما ذكره الإخباريون أنه إذا كان بنو عبيل هم أول سكان يثرب في العصور التاريخية، فإن العماليق هم أول من زرعها وبناها، وإن كان يصعب تحديد تاريخ معين، سواء لبداية السكنى أو لبداية الزرع والبناء، حتى في ضوء المسوح الأثرية كما أشرنا سابقًا؛ لأن تحديد تاريخ دقيق لذلك لا يمكن أن يتم بالفرض والتحليل نظرًا لتضارب الروايات من ناحية، ولعدم وجود آثار باقية لهؤلاء الأقوام من ناحية أخرى، ومن ثم عدم وجود ثابت تاريخي متفق عليه يمكن أن يكون نقطة يقاس عليها. ومع ذلك نجد اجتهادًا قام به أحد الباحثين وحاول فيه تحديد نقطة تاريخية لتأسيس يثرب من خلال مقارنة الروايات مع بعض الأحداث التاريخية [24]، ولكن بعض تواريخ تلك الأحداث غير متفق عليها بين المؤرخين، كتاريخ خروج اليهود من مصر، وهو ما يجعلنا لا نتفق معه فيما ذهب إليه.
ويرى أوليري أن يثرب لم تكن دولة، وإنما كانت عبارة عن تجمعات قبلية في قرى تحكم نفسها بنفسها[25]. وقد أيده في ذلك عبد الباسط بدر الذي يرى أنه لم يكن يوجد في يثرب حكومة منظمة تدير أمورها، بل كانت مجتمعًا زراعيًا محدودًا له نظامه العشائري والبيئي المتعدد[26]. ويبدو أن هذه التوجهات في الرأي لها أصداء في نصوص الملك البابلي نابونئيد عندما حل في تيماء في القرن السادس ق.م، ثم انطلق منها إلى مناطق أخرى، فنجده يعدد تلك المناطق تعدادًا: "دادانو/ دادان، باداكو/ فدك، خيبرا/ خيبر، أياتريبو/ يثرب"[27]، دون اقتران أي منها بملك أو أمير، باستثناء العثور على كسرة من نص له يذكر فيها عبارة "ملك دادانو"[28]، ومع ذلك نجد أن ذكر ملك دادان من قبيل تحصيل الحاصل، فهي دويلة مدينة معروفة منذ القرن السابع ق.م[29]، أما إغفال ذكر أمير أو ملك لباقي المناطق ومنها يثرب فلا ينفي كونها إمارات ولا يؤكد عكس ذلك؛ لأن ذكر دادانو مع تلك المناطق جاء ذكرًا مجردًا كغيرها، أما إقرانها بملك فقد عرفناه من كسرة نص آخر، ومن يدري أنه لو عثر على باقي ذلك النص لحدد ملوكًا أو أمراء لتلك المناطق، وهذا يعني أن السؤال يبقى قائمًا مادام لم يظهر ما يدل على أي شكل من أشكال الدولة في تلك المناطق ومنها يثرب.
ولكن من المهم التوقف هنا عند معلومة مهمة، وهي أن يثرب لم يكن بها حرم أو بيت يتعبد فيه اليثربيون، حتى كتب الأخبار لم تشر إلى ذلك على الإطلاق، ويبدو أن الأمر ليس تجاهلًا منهم وخاصة أنهم أشاروا إلى بيت اللات في الطائف. والمعروف أن أهل يثرب كانوا مشركين يتقربون إلى الأصنام كغيرهم من العرب، ومنهم من كان يهوديًا يعبد الله. ولذلك يبدو غريبًا سكوت أهل الأخبار عن ذكر بيت في هذه المدينة[30]، وهذا يعطينا إشارة سالبة إلى أن يثرب لم تعرف الدولة، ونحن نعرف أن المعبد مكون رئيس من مكونات المدن المركزية أو دويلات المدن في التاريخ القديم عمومًا.
وفي المقابل لدينا ما يشير إلى أن يثرب كانت في الفترة الواقعة بين القرن الرابع ق.م والقرن الثاني ق.م محطة من محطات التجارة على الطريق التجاري البري الدولي الذي يصل من جنوب الجزيرة العربية إلى غزة بفلسطين، بدليل العثور على نقش معيني يعود إلى هذا التاريخ المرجح، يتضمن زواج أحد الرجال من مملكة معين من امرأة من يثرب[31].
وقد ذكر ذلك في النص كما يلي[32]:
النقش: 93، MAc ῙN
...
3- [ز] ي د | م س2 ك...
4- ج ب أ ن | س1 ك ر ب | و خ س3 ر...
5- ب ن | ي ث ر ب |
ومعنى النقش إجمالًا، أن شخصًا اسمه زيد من جبآن، عَقَدَ ومَهَرَ (فلانة) (التي) من يثرب. وقد اقتنع الباحث بترجمة السعيد لكلمتي "سكرب" و "وخسر"، وأنهما تعنيان: عقد (قرانه) ومهر (دفع مهرًا)[33].
وهذا يعني أن يثرب كانت في ذلك الوقت مأهولة وتمارس نشاطًا تجاريًا، وهذا النشاط التجاري البري الذي عرف في الجزيرة العربية منذ الألف الثاني قبل الميلاد، وارتبط باستئناس الجمل في هذه البلاد، والذي لو أخذنا به كقرينة لقررنا أن يثرب في ذلك الوقت كانت منطقة مرور لتلك القوافل كغيرها من المدن.
رابعًا - دور العلاقات الداخلية والخارجية في الكشف عن تاريخها:
1-علاقات المدينة داخل شمال الجزيرة العربية:
دائمًا يلعب الموقع الجغرافي دورًا رئيسًا في ظهور العلاقات وتوسعها وفاعليتها الحضارية. ويبدو أن هذا الأمر قد كان له دور مهم في علاقات يثرب بجيرانها القريبين، فقد كان أهل مكة يشترون كثيرًا من منتجات يثرب من الحلي والسلاح والثمار[34]، لذلك نجد تجارة مكة تمر إلى الشام عبر يثرب، وكانت الطائف تستقبل تجارة يثرب وتصدر منتجاتها إليها، وما كان لتجارة يثرب أن تمر بغير خيبر وهي في طريقها إلى الشام، كما أن سكنى قسم من اليهود في خيبر قد أوجد روابط اقتصادية وغيرها بين المدينتين[35]. وهذا يعني أن يثرب كانت محطة مرور لقوافل مكة التجارية كذلك، على الأقل منذ منتصف القرن السادس الميلادي عندما نشطت تجارة قريش في عهد قصي بن كلاب.
ومما يدل على انتشار أهل يثرب داخل شبه الجزيرة العربية، نقش نبطي عثر عليه في موقع أم جذايذ في منطقة العُلا التي تبعد حوالي ست وتسعين كم عن مركز المعظم[36]، وقد جاء في النقش الذي يؤرخ بحوالي القرن الثاني أو الثالث الميلاديين ما يلي:
النقش رقم (637)[37]:
س ل م ك ا د ب ر ا س ل م
دي من ي ث ر ب
ومعناه: تحيات ك ا د بن يسلم الذي (قَدِمَ) من يثرب.
2-علاقات المدينة خارج شمال الجزيرة العربية:
ترجع أقدم الإشارات المدونة إلى علاقات يثرب الخارجية إلى عهد الملك البابلي نابونئيد في القرن السادس ق.م وذلك عندما أشار في نص له أنه أخضع تيماء ودادان وخيبر وفدك ويثرب[38]، وهذا دليل على أهمية يثرب الاقتصادية لبابل في هذا الزمن من ناحية، وعلى دورها على المستوى الداخلي أيضًا، ولذلك رأى الملك البابلي أنها تمثل خطورة على مصالحه ولها أهمية كغيرها من المدن التي أخضعها.
وثاني أقدم إشارة إلى علاقات يثرب الخارجية تتمثل في علاقاتها بمملكة معين بجنوب الجزيرة العربية. فقد وجدت نقوش معينية تتحدث عن زوجات المعينيين الأجنبيات، ومن بينها نص ورد فيه اسم زوجة من يثرب اسمها "خببة"[39].
وقد ذكر ذلك في النقش كما يلي[40]:
النقش: 95، MAc ῙN
...
11- [ذ] أ ه ل | ج ب أ ن | س1 ك ر ب | و
12- [خ] س3 ر | خ ب ب ت | ب ن | ي ث ر ب
ومعنى النقش إجمالًا، أن شخصًا من جبآن عَقَدَ ومَهَرَ (المرأة المسماة) خببة، (التي) من يثرب.
ولكن المشكلة أن تلك النقوش غير متفق على تأريخها، فقد جُعلت بين القرن الثاني ق.م والقرن الخامس ق.م، ورجح السعيد أن أقدمها يعود إلى القرن الرابع ق.م بناء على دراسة شكل الخط وأسماء القبائل، كما أكد السعيد أن جميع تلك المدن التي تزوج منها المعينيون وبلغت الزوجات المسجلة تسعون زوجة، تقع بلدانهن على امتداد الطريق التجاري[41]، وهذا يدل على أن يثرب كانت نشطة تجاريًا في ذلك الوقت، سواء أكان ذلك في القرن الرابع ق.م، أم في القرن الثاني ق.م. بل هناك رأي يقول إن يثرب كانت محطة تجارية على طريق القوافل في زمن الملك البابلي نابونئيد في القرن السادس ق.م[42]. ومع ذلك لا نجد حتى الآن أي مؤشر على وجود دولة أو نظام رسمي في يثرب.
أما ثالث أقدم إشارة للعلاقات مع جنوب الجزيرة فتعود إلى عهد مملكة سبأ وذي ريدان. حيث يذكر الإخباريون أن الملك أسعد الكامل مر بيثرب في غزواته التي اتجه بها صوب شمال الجزيرة العربية حتى الصين، فترك بها أحد أبنائه الذي قتله أهل يثرب، وأن أسعد عاد إليها وهو مُجمع لإخرابها واستئصال أهلها وقطع نخلها، وعند احتدام القتال خرج إليه حبران من أحبار يهود بني قريظة ونهياه عن تدميرها، وأنه سيصعب عليه الدخول إليها؛ لأنها مهاجر نبي كريم يخرج من قريش في آخر الزمان، فتوقف عما أقدم عليه، ثم اعتنق اليهودية، وأخذ معه الحبرين إلى اليمن[43].
وصحيح أن هذه القصة لا تتحدث عنها نقوش التُّبَع اليماني الملك أبي كرب أسعد بن ملكي كرب يهأمن المعروف في المصادر بـ "أسعد الكامل" الذي جلس على عرش مملكة سبأ وذي ريدان (حِمْيَرْ) في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلاديين وحمل اللقب الملكي الطويل، ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنة وأعرابهم في النجد والتهائم، إلا أننا لدينا ما يدعو لتصديقها. فقد عرف من نقش لهذا الملك عثر عليه في وادي مأسل الجمح قرب الدوادمي والمعروف بـ(ريكمانز، 509/ Ry 509) والمقدر تاريخه ببداية القرن الخامس الميلادي، أن هذا الملك قد قام بحملة على وسط الجزيرة العربية. حيث يذكر هذا النقش أن أبكرب أسعد حل غازيًا مع ابنه حسان يهأمن في أرض معد، بعد أن مرا بوادي مأسل الجمح.
وقد جاءت هذه الإشارة في النقش المكون من عشرة أسطر، كما يلي[44]:
1-أ ب ك ر ب | أ س ع د | و ب ن و ه و | ح س3 ن | ي ه أ م ن | م ل ك ي | س ب أ
2- و ذ ر ي د ن | و ح ض ر م و ت | و ي م ن ت | و أ ع ر ب | ط و د | و ت ه م ت |
3- ب ن ي | ح س3 ن | م ل ك ك ر ب | ي ه أ م ن | م ل ك | س ب أ | و ذ |
4- ر ي د ن| و ح ض ر م و ت | و ي م ن ت | ر ق د و | ذ ن | م ر ق د ن | ب و د |
5- م ع د م......
وترجمته:
1-أبكرب أسعد وابنه حسان يهأمن ملكا سبأ
2-وذي ريدان وحضرموت ويمنة وأعراب طود وتهامة
3-ابنا حسان ملككرب يهأمن ملك سبأ وذي
4-ريدان وحضرموت ويمنة قطعوا هذا المقطع بالوادي
5-معد...
وهذا يتفق مع روايات الإخباريين ولكن دون ذكر لتفاصيلها باستثناء ما يمكن فهمه من النقش أنهما أزالا العقبة التي تمنعهم من المرور دون ذكر لأسباب تلك الحملة التي يرجح أنها كانت في الربع الأول من القرن الخامس الميلادي[45].
غير أن أحد الباحثين أعاد سبب عدم ذكر تفاصيل الحملة المشار إليها إلى أن النقش دوِّن قبل المعركة مع معد وليس بعدها، وأن بعض ما جاء فيه له علاقة بما ذكرته المصادر، كقول صاحب الأغاني: "أقبل تبع أيام سار إلى العراق، فنزل بأرض معد" وهو ما ذكر في النقش في السطرين الخامس والسادس "يوم غزوا ونزلوا (حلوا) بأرض معد"[46].
صحيح أن النقش لم يذكر يثرب ولم يشر إليها لا من قريب ولا من بعيد، إلا أنه يؤكد قيادته حملة على شمال الجزيرة العربية، ولعل عدم ذكرها يعزز رأي أبي الغيث أن النقش دون قبل الحملة.
وإلى جانب ذلك لا بد من القول إن موقع يثرب على الطريق التجاري الدولي قد جعل قوافل التجارة الجنوبية تمر عبرها في طريقها إلى خارج الجزيرة العربية، وهذه وإن لم تكن علاقة مباشرة إلا أنها نتيجة منطقية لما أفرزه الطريق التجاري من تكامل بين المناطق والممالك والدول المختلفة في الجزيرة العربية، منذ استئناس العربُ الجملَ في الألف الثاني ق.م ثم استخدامه في تجارتهم الدولية.
ومن جانب آخر، كان أهل يثرب مثل غيرهم تجارًا يخرجون إلى أسواق الشام فيتاجرون بها، كما قصد تجار بلاد الشام يثرب كذلك، وقد ذكر الرواة ما أطلقوا عليهم "الساقطة"، وأنهم تجار كانوا يأتون بالتجارة من بلاد الشام إلى يثرب ولكن لا تُعرف جنسيتهم[47].
أما بالنسبة لباقي الجهات، فلا يوجد ما يدل على علاقات بين يثرب والدولة الفارسية أو الرومانية، بينما توجد إشارات لنوع من علاقات يثرب مع الغساسنة تتمثل في استنجاد الأوس والخزرج بهم ضد اليهود، والتواصل بينهم وبين شاعر المدينة حسان بن ثابت الخزرجي، بل ووفادته على الغساسنة ومدحه لهم. ولعل قلة التواصل الخارجي يدل على انشغال أهل يثرب بخلافاتهم الداخلية[48].
[1] -انظر الفقرة رابعًا في هذا البحث.
[2] - بطليموس كلاوديوس والجزيرة العربية، ترجمة: السيد جاد، دارة الملك عبد العزيز، الرياض، 1439 ه – 2017م. ص، 23، ص 144، فقرة (7).
[3] - الذييب، سليمان بن عبد الرحمن، نقوش جبل أم جذايذ النبطية، دراسة تحليلية، ط1، الرياض 1422/ 2002م. ص 168.
[4] - بطليموس كلاوديوس والجزيرة العربية، ص 144، فقرة (7).
[5] -الحموي، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، المجلد الخامس، دار صادر، بيروت، ص 1397ه-1977م، ص 430، علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، الجزء الرابع، ط/2، بغداد، 1413ه-1993م، ص 129.
[6] - الشريف، أحمد أبراهيم، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول، دار الفكر العربي، ط/1، القاهرة، 1424ه-2003م، ص 243.
[7] -الحمراوي، محمود الزراعي، "أتريبو (يثرب) الاسم القديم للمدينة"، تاريخ وحضارة المدينة المنورة عبر العصور، ج/1، الجمعية التاريخية السعودية، الرياض، 1431ه-2010م، ص 25-26.
[8] -انظر الفقرة ثالثًا في هذا البحث.
[9] -الشريف، ص 243.
[10] - Lukenbill. D.D، Ancient Records of Assyria and Babylonia، Vol.1.Chicago، 1926، NO، 800،819.
[11] - Oppenheim. A، L، “Babylonian and Assyrian Historical Texts”، In، Prichard، Ancient Near Eastern Texts Relating to The Old Testament، New Jersey، 1969، P.286.
[12] - Oppenheim، op. citp.292
[13] -ظاظا، حسن، "المجتمع العربي القديم من خلال اللغة"، بحث نشر في كتاب، دراسات في تاريخ الجزيرة العربية، ج 2، مج 2: الجزيرة العربية قبل الإسلام، أعمال الندوة العالمية الثانية لدراسات تاريخ الجزيرة العربية (1397ه/ 1979م). مطبعة جامعة الملك سعود، الرياض 1984، ص 185.
[14] -من هذه المعاجم، الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني: تاج العروس من جواهر القاموس، ج14، تحقيق: عبد العليم الطحاوي، مطبعة دولة الكويت، الكويت، 1394 هـ / 1974م. مادة "وثر" ص 346 –349.
[15] -الشريف، ص 239 – 240.
[16] -الشريف، عبد الرحمن، "التضاريس"، في، محمد أحمد الرويثي (وآخرون)، المدينة المنورة، البيئة والإنسان، المدينة المنورة، نادي المدينة المنورة، 1998، ص 32.
[17] -الرويثي، محمد (وآخرون)،"الموارد المائية"، في، محمد أحمد الرويثي (وآخرون)، المدينة المنورة، البيئة والإنسان، المدينة المنورة، نادي المدينة المنورة، 1998. ص 64-102.
[18] -انظر، السناني، رحمة بنت عواد: "دراسة وصفية تحليلية لمجموعة من الرسوم الصخرية في منطقة المدينة المنورة"، دراسات في علم الآثار والتراث، العدد 4، مجلة تصدرها الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، بالرياض، محرم 1434ه/ ديسمبر 2013م. ص 17 – 72)، أسكوبي، خالد محمد (وآخرون)، "المسوحات الأثرية في وادي العقيق جنوب المدينة المنورة، 1422 ه"، مجلة أطلال، المجلد 19، الرياض، 1427 ه /2006م (ص 95-116).
[19] -انظر، السمهودي، نور الدين علي بن أحمد، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى، اعتنى به ووضع حواشيه، خالد عبد الغني محفوظ، المجلد الأول، الجزء الأول، دار الكتب العلمية، ط/1، بيروت، 1427ه-2006م، ص 125، الحموي، ص، 430 (مادة يثرب)، مهران، محمد بيومي، دراسات في تاريخ العرب القديم، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ص 422، بدر، عبد الباسط، التاريخ الشامل للمدينة المنورة، الجزء الأول، ط/1، المدينة المنورة، 1392ه-1972م، ص 14.
[20] -العماليق من قبائل العرب البائدة، وقد اشتهروا في كتب الأخبار كثيرًا وأضفوا عليهم طابعًا أسطوريًا، فربطوا بناء مدن الجزيرة بهم، وجعلوهم اساسًا لكثير من العرب، وفي ذلك يقول الطبري: "فعمليق أبو العماليق. كلهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عُمان وأهل الشام، وأهل مصر منهم، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون، ومنهم أمة يسمون جاسم، وكان ساكنو المدينة منهم..، وأهل نجد منهم..، وملك تيماء منهم..، وكانوا ساكني نجد.. والطائف". الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، دار المعارف بمصر، القاهرة، المجلد الأول، (د.ت)، ص 204.
[21] -وفاء الوفاء، 1/ 125، ياقوت، 5/ 84 (مادة يثرب). والآطام: هي نوع من أنواع الحصون، ولكنها تختلف عنها في طراز العمارة. ويذكر الأنصاري أنه استنتج من دراسته الميدانية أن الآطام تُشاد بالحجارة المختلفة الأحجام يوضع فيما بينها حشو الطين، ولها مساطب عالية تُشرف على ما حولها ويتنزه من فوقها. أما الحصون فبناؤها بالحجارة الضخمة الهائلة المربعة ولا حشو بينها، وقد تكون الآبار بداخلها. الأنصاري، عبد القدوس، آثار المدينة المنورة، المكتبة السلفية، ط/3، المدينة المنورة، 1393ه – 1973م. ص 64
[22] -وفاء الوفاء، 1/ 126.
[23] -انظر، التاريخ الشامل، 1/ 21.
[24] -انظر التاريخ الشامل، 1/ 23-2. مثلًا يحدد عبد الباسط بدر تاريخ خروج النبي موسى من مصر بالقرن 15 ق.م في عهد تحتمس الثالث، بينما يرجح أغلب المؤرخين تاريخ الخروج بأواخر القرن 13 ق.م في عهد رمسيس الثاني.
[25] - أوليري، دي لاسي، جزيرة العرب قبل البعثة، ترجمه وعلق عليه، موسى علي الغول، وزارة الثقافة، ط/1، عمان، 1990، ص 191.
[26] -التاريخ الشامل، 1/ 98.
[27] -Gadd، C.J. "The Harran Inscription of Nabonidus"، Anatolian Studies Journal of The British Institute of Archaeology at Ankara، London، 1958، VOL8،P.84.
[28] - المخلافي، عارف أحمد إسماعيل، العلاقات بين العراق وشبه الجزيرة العربية، منذ منتصف الألف الثالث قبل الميلاد وحتى منتصف الأول قبل الميلاد، مركز عبادي للدراسات والنشر، ط/1، صنعاء، 1418ه/ 1998م، ص 156.
[29] -الأنصاري، عبد الرحمن الطيب (وآخرون)، العلا ومدائن صالح (الحجر)، حضارة مدينتين، دار القوافل للنشر والتوزيع، ط/2، الرياض، 1425 ه – 2005م، ص 13.
[30] -المفصل، 4/ 130.
[31] - السعيد، سعيد بن فايز إبراهيم، "زوجات المعينيين الأجنبيات في ضوء نصوص جديدة"، أدوماتو، العدد 5، الرياض، 1422ه-2002م، ص 56 و 64.
[32] Bron، F. Inventaire Des Inscriptions SudarabiQues. Tome 3، MAͨῙN، Fascicule A: Les Documents.Diffusiom De Boccard. Paris، 1988.P.103.
[33] -السعيد، زوجات المعينيين..."، ص 56.
[34] -عوض الله، أحمد أبو الفضل، مكة في عصر ما قبل الإسلام، دارة الملك عبد العزيز، ط/2، الرياض، 1980، ص 143.
[35] -انظر، الوكيل، ص 127.
[36] -الذييب، نقوش جبل أم جذايذ النبطية، ص 17.
[37] -الذييب، سليمان بن عبد الرحمن، مدونة النقوش النبطية في المملكة العربية السعودية، مج 2، الرياض 1431 ه. ص 808.
[38] - Gadd،C.J.op.cit. vol،8،P.84،Ephal،I، op.cit،P.18
[39] -السعيد، ص 56 و 64.
[40] Bron، F، op. cit، p.113
[41] -السعيد، ص، 60، 62، 63-65. وكذلك، Bron، F، op. cit، p. 103 - 112
[42] -السعيد، فايز السعيد، حملة الملك البابلي نبونيد على شمال غرب الجزيرة العربية، بحوث تاريخية محكمة، تصدرها الجمعية التاريخية السعودية، الإصدار الثامن، الرياض، 1421 ه – 2000م، ص 15 – 16.
[43] - ابن هشام، أبو محمد عبد الملك، السيرة النبوية، تحقيق: محمد شحاتة إبراهيم، المجلد الأول، ج/1، القاهرة، 1990، ص 19-22، الطبري، 1/ 631-632.
[44] - طيران، سالم: "نقشا مأسل الجمح"، ماسل، تصدر عن قسم الآثار والمتاحف بجامعة الملك سعود، الرياض، 1420ه-1999م، ص 25-26. وكذلك:
Ryckmans، G. Inscription Sud-arabes، Dixie̍me Se̍rie، xxxxiv.Inscriptions relevees en Arabie Sa،udite Le Museon، 66 ،1953. PP. 267-317.
[45] -طيران، سالم: "نقشا مأسل الجمح، ص 33-34.
[46] -أبو الغيث، عبد الله، العلاقات السياسية بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها من القرن الثالث حتى القرن السادس للميلاد، ج/2، وزارة الثقافة والسياحة صنعاء، صنعاء، 1425ه، 2004م، ص17-18.
[47] -المفصل، 4/ 141.
[48] -الشريف، ص 288-289، الوكيل، ص 126.