التحقيب التاريخي (2)

سلسلة حلقات برنامج النقاش الرمضاني التاريخي

الحلقة الخامسة والعشرون:

   25 رمضان 1441ھـ / 18 مايو 2020م

التحقيب التاريخي

رئيس الجلسة:

د. محـمد الحـداد

أ. د. عارف المخـلافي

تحقيب التاريخ وإشكالية المصطلح التاريخي

أ .د. عارف أحمد إسماعـيل المخلافي

محاضـرة عامـة

قسم التاريخ، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة أم القرى بمكة المكرمة

الثلاثاء 28/ 5/ 1437 هـ- 8/3/ 2016م (قاعة عمر السبيل)

في الندوة العلمية الثانية للنشاط الثقافي الأول للقسم في الفصل الثاني من العام الجامعي 1436هـ/1437هـ

مقــدمة:

توالت النقاشات حول التحقيب، ودخلت فيها الأفكار والتوجهات والسياسات وغير ذلك، وشكلت في مجموعها تصورات مختلفة، وأحدثت حراكاً فكرياً وثقافياً متنوع المشارب والاتجاهات. وفي ضوء ذلك ستجيب هذه الورقة على التساؤلات التالية:

ـ متى بدأ تحقيب التاريخ ؟

ـ ولماذا أحدث مصطلح "التاريخ الوسيط" خلافاً أكثر من غيره ؟

ـ هل أثر مصطلح "التاريخ الوسيط" على الذاكرة الجمعية للشعوب ؟

ـ وهل تأثيره الثقافي حقيقي، أم هو محض أوهام ؟

ـ هل نحن بحاجة فعلاً لإعادة تحقيب التاريخ ؟

كذلك تقدم الورقة تحقيباً جديداً مقترحاً.

تنقسم هذه الورقة إلى قسمين، هما: تحقيب التاريخ، وإشكالية المصطلح التاريخي.

أولاً- التحقيب في اللغة:

يُقال: حَقَّبَ التاريخَ البشريّ: أي قسّمَه إلى حِقَبٍ زمنيةٍ مختلفةٍ. معجم اللغة العربية المعاصر

  • والحِقبةُ (بكسر الحاء): مُدة من الدهر لا تحديد لها. معجم اللغة العربية المعاصر ، (والمُدةُ: مقدار من الزمان يقع على القليل والكثير). معجم المعاني.
  • والحُقْبُ (بضم أوله وسكون ثانيه): ثمانون سنة، وقيل أكثر. مختار الصِحاح، تاج العروس.
  • والحِقَبُ (بكسر الحاء وفتح القاف): السِنون. الصِحاح في اللغة.
  • والحُقُبُ: (بضم أوله وثانيه): الدهر. الصِحاح في اللغة.
  • والأحقابُ: الدهور. الصِحاح في اللغة.

ثانياً- بدايات تحقيب:

بدأ التحقيب منذ أقدم العصور على شكل تدوين أخبار الملوك وحروبهم لكل عصر، ثم على شكل الاهتمام بالأنساب مرتبة لكل مرحلة، ثم على شكل تدوين تاريخ الشعوب من خلال الرحلات، ثم على شكل تدوين التاريخ الحولي مرتباً من الأقدم إلى الأحدث.

أما في التاريخ الحديث فإن أول من بدأ التحقيب التاريخي هو أسقف وخطيب ورجل دين مسيحي فرنسي اسمه "بوسويه" (1627-1704م)، وقدم في كتاب "تأملات في التاريخ الكوني" تحقيباً ثلاثياً على النحو التالي:

  • الفترة الأولى: وتمتد من البداية إلى تأسيس روما، وتقدر بـ (4004) سنة.
  • الفترة الثانية: من تأسيس روما إلى ولادة المسيح (747 سنة).
  • الفترة الثالثة: من رفع المسيح إلى الحاضر.

لكن هذا التحقيب لم يقبل على هذه الصورة، ومع ذلك بقيت بنيته الثلاثية وستبقى على ما يبد مضمنة في كل التحقيبات التالية له إلى يومنا هذا.

المحور الأول :تحقيـب التاريـخ

أولاً- التاريـخ القديـم:

في الحقيقة لا توجد مشكلة في تحقيب التاريخ القديم كباقي الحقب التاريخية، فهو ينقسم إلى:

- العصور الحجرية: (منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض وانتهى في الألف 10 ق.م )، وسميت كذلك بسبب شيوع استخدام الإنسان للحجر في كل شيء.

ـ ثم يأتي العصر الحجري الحديث (10 الف ق.م وحتى 4000 ق.م) الذي اكتشف فيه الإنسان الزراعة، واستخدم أواني الفخار بدلاً عن الحجر.

ـ يلي ذلك العصر البرونزي (3000 – 1200 ق.م) لأن الإنسان اكتشف البرونز وبدأ باستخدامه، ثم العصر الحديدي (من 1200 ق.م)؛ لأن الإنسان اكتشف الحديد وبدأ باستخدامه. وتعرف المراحل السابقة كلها أيضاً "بعصور ما قبل التاريخ" ثم تراجع المؤرخون عن استخدام مصطلح "عصور ما قبل التاريخ" واستبدلوه بمصطلح "عصور ما قبل الكتابة"؛ والسبب أنهم أدركوا أن أهل ذلك العصر، لم يكونوا قد عرفوا الكتابة ، لكنهم كان لديهم تاريخ، كما أنهم كانوا يعبرون عن أفكارهم بالرسوم والرموز على جدران الكهوف التي عاشوا فيها ، كما كان لديهم صناعات تعبر عن تاريخهم.

ـ يأتي بعد ذلك عصور ما بعد الكتابة؛ لأن الإنسان اخترع الكتابة في مطلع الألف الثالث ق.م، وكان ذلك من قبل السومريين بالعراق والمصريين القدماء، وعرف هذا العصر "بالعصر التاريخي"، أو العصور التاريخية، وأرى أنه يحسن تسميته "عصور ما بعد الكتابة"، حتى يتسق المعني مع "عصور ما قبل الكتابة"؛ لأن القول بالعصر التاريخي، يوحي بأن ما سبقه لم يكن تاريخاً، أو أن أهله لا تاريخ لهم.

ومع هذا الاتفاق الغالب في تحقيب التاريخ القديم إلا أننا لدينا مشكلتان بالنسبة لتاريخ الجزيرة العربية القديم، ولكن لا تعدان مشكلة تقسيم، وإنما مشكلة مصطلح، قياساً لتقدم الحضارة في منطقة وتأخرها في منطقة أخرى.

فالمشكلة الأولى، تتلخص في أنه على الرغم من قدم الحضارة في الجزيرة العربية، إلا أن الناس لم يكتبوا حتى الألف الأول قبل الميلاد، وما دام المعيار المصطلحي يقوم على "الكتابة"، فهذا يعني أن عصور ما قبل الكتابة في الجزيرة العربية استمرت حتى الألف الأول ق.م، ولكن عند استخدام مصطلح "العصور الحجرية"، لا يمكن اعتبار أنها استمرت في الجزيرة العربية حتى هذا التاريخ؛ لأن الاستخدام الغالب خلال الألفين الثاني والأول ق.م كان للفخار والبرونز والحديد وليس للحجر، مثلها مثل حضارات العالم في هذه المرحلة.

أما المشكلة الثانية، بالنسبة للجزيرة العربية، فتتمثل في التنافس بين مصطلحات "تاريخ الجزيرة العربية القديم"، و"تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام"، و "العصر الجاهلي". وأرى أن مصطلح "تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام" هو الأصوب؛ لأنه يتفق مع التحقيب السابق ذكره "ما قبل الكتابة"، و "ما بعد الكتابة"، على أن نعتمد إسماً للفترة التي سبقت الإسلام بقرنين أو (150) عاماً، هو "العصر الجاهلي"، وهذا مجمع عليه عند المؤرخين والأدباء.

مع العلم أن هناك من يرى أن الاصطلاح الذي يتفق مع هوية المسلمين هو تحقيب تاريخهم إلى قسمين فقط، هما: "ما قبل الإسلام"، وما بعد الإسلام".

بل هناك من يرى أن كل العصور السابقة للإسلام هي عصور جاهلية، ويرى أن توصف بالعصر الجاهلي بحسب الوصف القرآني: "أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ " (المائدة 50)، وقوله سبحانه "يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ " (آلـ عمران 154)، وكذلك، "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " (الفرقان 63)، وقياساً عليه، يرى كذلك أن الجاهلية باقية في كل العصور، على اعتبار أن غير المسلمين، وكذلك المؤمنين بفكر غير إسلامي يصنفون ضمن الجاهلية، وأصدر كتابا اسمه "جاهلية القرن العشرين"، ولكن هذا الاجتهاد الأخير هو معبر عن الخلاف الفكري والثقافي، ولا علاقة له بالتحقيب.

وفي الحقيقة لا نستطيع أن نطلق مصطلح "العصر الجاهلي" على كل تاريخ ما قبل الإسلام؛ لأنه لم يكن كله جاهلياً، فلدينا أنبياء الله هود، وصالح، وشعيب، وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام. ولكن يمكن فقط نطلق "العصر الجاهلي" على الفترة التي سبقت الإسلام بقرنين أو قرن ونصف؛ بسبب ذكرها في القرآن كما سبق، وبسبب أنها كانت أيضاً مجالاً للتشريع الإسلامي، سواء بقبول المستحسن منها، أو برفض غالبية تقاليدها وموروثاتها الفاسدة.

ثانياً- التاريخ الوسيط بالنسبة للتاريخ الأوروبي والتاريخ الإسلامي:

لا بد أن نُفصلَ قليلا في هذه النقطة؛ لأنها مثار خلاف كبير في موضوع تحقيب التاريخ، خلاف منهجي، وخلاف فكري، وخلاف عَقَدي .. لقد اعتمد المسلمون المُحدَثون التحقيب الأوروبي الثلاثي (قديم – وسيط – حديث) كوعاء علمي لتاريخ المسلمين؛ والسبب أن الأوروبيين، هم من ابتكر هذ التحقيب ـ وليس التحقيب ذاته كما أسلفنا -، وجعلوا تقسيمهم هذا ملائماً للوقائع التاريخية الأوروبية التي تخدم تاريخهم في الأصل، ثم جاء التوسع الأوروبي في القرن التاسع عشر الميلادي ليتيح لهم فرض ذلك المسار على الشعوب غير الأوروبية، في فهم التاريخ وكتابته، وهو ما جعل عبد الله العروي يطرح تساؤلات مهمة في هذا السياق لكنه لم يجب عليها، وهي:

  • هل ساعد التاريخ الغربي على توضيح التاريخ العربي، أم طمس معالمه؟
  • ما الذي يجب عمله إزاء هذا الوضع؟
  • هل يجب توفيق تاريخنا مع تحقيب التاريخ الأوروبي؟
  • هل علينا أن نلغي التحقيب الأوروبي ؟، وإذا قمنا بإلغائه فما هو البديل؟

ولتوضيح التحقيب الأوروبي أكثر، فقد قسم الأوروبيون تاريخهم على النحو التالي:

- ما قبل التاريخ: منذ بدء الخليقة إلى ظهور الكتابة.

- التاريخ القديم: من ظهور الكتابة حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية سنة 476 م.

- التاريخ الوسيط: من سقوط روما سنة 476م إلى سقوط القسطنطينية على يد محمد الفاتح سنة 1453م.

- التاريخ الحديث: من سنة 1453م إلى بداية القرن العشرين.(أما في الوقت الحاضر فقد امتد إلى ما قبل الحاضر بخمسين عاماً).

وما يهمنا هنا في الواقع هو، التاريخ الوسيط الذي عبروا عنه "بالقروسطي" أو "القرون الوسطى"، وبخاصة الفترة الممتدة من القرن الخامس الميلادي وحتى القرن العاشر الميلادي والتي عُرفت كذلك بالعصور الوسطى المبكرة التي تعني بالنسبة للتاريخ الأوروبي، عصر الظلام والانغلاق والتعصب، إلا أنهم غيروا التسمية إلى "العصر الوسيط"، أو "التاريخ الوسيط"، واعتبروا أن توصيف الظلام والانغلاق والتعصب التي ارتبطت به يمكن اعتبارها مرحلة تبدل وتحول طبيعي، وبالتالي –على حد رأيهم- فهو توصيف زمني وحسب، وليس توصيفاً ذا بعد صراعي مع الكنيسة و هو الذي ولد تلك الأوصاف التي سبق ذكرها. ومن ناحية أخرى اعتبروا ذلك العصر يمثل قطيعة مع الماضي، وبناء عليه اعتبروا كذلك أن تحقيب تاريخ الإسلام ضمن هذه الفترة لا يعد مشكلة باعتباره يمثل قطيعة مع الماضي كذلك.ِ

والمشكلة في تقديري ليس في هذا التوصيف كتحقيب يخص الأوروبيين وحسب، بل في التوظيف الانطباعي لهذا التوافق الزمني، سياسياً وثقافياً، وحتى عقدياً؛ لأن الانطباع الذي تولد عن العصر الأوروبي الوسيط المظلم، وتحديداً الفترة الممتدة من القرن الخامس الميلادي وحتى القرن العاشر الميلادي المعروفة "بالعصور الوسطى المبكرة" والتي شكلت جزءاً من الذاكرة الجمعية العابرة للأجيال، ومن ثم اُجترت لرسم صورة نمطية للإسلام كدين (وليس للحضارة الإسلامية التي لا يُنكرُ دورَها)، فصارت هذه الصورة توظف في الكتابات السياسية، والاجتماعية، والإعلامية، وحتى الاقتصادية أحياناً، من قبيل، "الظلاميون"، "القروسطيون"، "الرجعيون"، وهذا يعني أن الأمر لم يعد مجرد تحقيب زمني، بقدر ما هو توظيف هجومي لذلك الوعاء الزمني، والدليل على ذلك صادم جداً.

فقد تعمدت البحث في محرك جوجل "Google"عن ترجمة بعض التعابير الشائعة وعدد مرات استخدامها كشكل من أشكال التأثير الفكري والثقافي لذلك المصطلح، فكانت المفاجأة، أن قاموس جوجل يترجم وصف "الحركات الظلامية" بـ Islamic movements، وبلغت عدد مرات استخدام هذا الوصف في الكتابات الإنجليزية (95.600.000) مرة، وعدد استخدامها في الكتابات العربية (19,500,000) مرة. والجدول التالي يوضح المزيد:

                      

وفي السياق التحقيبي نفسه، جرت محاولات غربية حثيثة لإدماج التاريخ الإسلامي ضمن حقبة التاريخ الأوروبي الوسيط على أساس التاريخ الميلادي، وكان رائد تلك المحاولة، المؤرخ الأمريكي "مارشال هودجسُن" (ت 1968م) من خلال كتابه "مغامرة الإسلام: الوعي والتاريخ في حضارة عالمية"، والغريب إن "جورج فضلو حوراني" عده بمنزلة فهم ابن خلدون للتاريخ الإسلامي، وقد جعل "هودجسُن" الحقبة التي يسميها الغربيون "الوسيط الأول أو الوسيط المبكر"، والتي كانت فترة تفكك سياسي وانحطاط ثقافي، وانكماش اقتصادي، جعلها تمثل عهد توسع وازدهار وإبداع بالنسبة لتاريخ المسلمين، أَطلق عليها "العهد الكلاسيكي"، ومن ثم - برأيه - فلا ريب من مزامنة التاريخ الأوروبي الوسيط بالتاريخ الإسلامي للفترة نفسها.

وقد وجد من المؤرخين من يستحسن هذه المزامنة رغم ما فيها، واستحسن تسمية "تاريخ المسلمين الوسيط"؛ وعد ذلك فرصة لإظهار تفوق الحضارة الإسلامية في هذه الفترة على نظيرتها الأوروبية، مبرراً رأيه هذا بعدم جدوى الفكاك من التحقيب الأوروبي كون تحقيب تاريخ المسلمين إلى "تاريخ قبل الإسلام"، ثم "تاريخ المسلمين"، ثم "الحديث والمعاصر" يُعطي انطباعاً بحصول قطيعة مع تاريخ المسلمين، وأن عصره ذهب وانقضى، بينما استخدام لفظ "وسيط" وإلصاقها للفترة من البعثة إلى مطالع القرن العاشر الهجري يمنع تصور هذه القطيعة.

وعلى الرغم من وجاهة فكرة الانقطاع عن الحاضر الإسلامي، إلا أنها لا تقدم حلاً لإشكالية الخروج من مأزق التحقيب وفق الهوية، بل تشدد على ضرورة الارتباط بالتحقيب الأوروبي كإطار زمني، وبذلك يتفق صاحبها مع المشكلة وليس مع الحل.

مع العلم أن الأوروبيين أنفسهم لم يتقبلوا تحقيبهم؛ لأنه لا يراعي خصوصيات الشعوب. فها هو المؤرخ المسيحي الإنجليزي "توينبي" (ت 1975م) يرفضه ويعده مجرد رغبة في إظهار تميز أوروبا وسيادة حضارتها على العالم، لدرجة أن المؤرخين فشلوا عندما رغبوا في تطبيقه على تاريخ بلدانهم، ولذلك خالفه الإنجليز، والألمان، والفرنسيين، وغيرهم.

لقد حاول الكثير من المؤرخين الخروج بحلول توجد تحقيباً إسلامياً مواكباً لمسيرة التاريخ العالمي، مع التأكيد على الخصوصية، ولكنها جميعها تصب في التقسيم الداخلي لمراحل التاريخ الإسلامي لغرض إعادة كتابته، ولا تُعطي تحقيباً يُعتمد عليه علمياً ومنهجياً، فتارة تبرز صدر الإسلام، ثم المراحل التالية على أساس التقسيم الأسري، وتارة تحدد، البعثةَ، فالمدَ الإسلامي، فالانحسار .. وقد رأى أحد الباحثين ضرورة إعادة التحقيب الإسلامي للتاريخ بشكل يراعي الخصوصية الذاتية، ولكنه لا يرى ضرورة لمسايرة التحقيب الثلاثي الأوروبي، وإنما يدعو لتقسيم يقوم على أساس الترتيب الزمني المتتابع وفقاً لطبيعة الأحداث التاريخية والاكتفاء بذلك؛ باعتبار أن الغرض الأول منه، هو تسهيل مهمة إعادة كتابة التاريخ الإسلامي.

ويمكن أن نضرب مثالاً للتحقيب البديل، بالتحقيب الذي اقترحه الدكتور عبد العزيز الدوري؛ لأنه سيكون الأساس الذي سنعتمد عليه في مقترحنا الخاص بإعادة التحقيب، يقسم الدوري تاريخ العرب إلى "فترات قبل الإسلام"، و "فترات بعد الإسلام"، وهذا يشير إلى أنه يرى أن أسلم الحلول هي الاكتفاء بفترتين فقط، قبل الإسلام، وبعده، وقد رأى تقسيم الحقبة الثانية "بعد الإسلام" تقسيما زمنياً، ليبتعد عن التقسيم الأسري الذي يرفضه، وذلك على النحو التالي:

ـ الحقبة الأولى: بين القرنين الأول والخامس الهجريين (7-11م)، وتحددها العناصر التالية:

  • الفتوحات الإسلامية، وهي التي تفتح أبواب السهول لحركة القبائل من الجزيرة العربية وتنهي (لحوالي قرنين) الصراع التاريخي بين البدو والحضر.
  • توحيد العرب في دولة واحدة وانتشارهم في ــ أجزاء من - آسيا وأفريقيا، وكذلك تكوين [الأمة الواحدة عقيدة ولغة وثقافة].
  • إدخال طرق التجارة الدولية - أو نهاياتها - في نطاق السيادة الإسلامية، وتكوين منطقة تجارية دولية وازدهار التجارة والمؤسسات المالية والصيرفة.
  • تركز الحياة الحضرية وازدهار المدن وتوسع الحياة المدنية.

ـ الحقبة الثانية: بين القرنين الخامس والتاسع الهجريين (16-17م)، وتحدد هذه الحقبة العناصر التالية:

  • حدوث موجتي بداوة كبيرتين، أثرتا في الأوضاع الديمغرافية والاقتصادية، إضافة إلى السياسية. الموجة الهلالية إلى بلاد المغرب، ثم تحرك القبائل البربرية في بلدان المغرب (وقيام المرابطين ثم الموحدين).
  • الاتجاه من الاقتصادي النقدي إلى الاعتماد على الأرض (اقتصاد الكفاف) وتمثل ذلك في توسع الإقطاع العسكري وشيوعه (العراق والشام ثم مصر).
  • يلاحظ أن دور البلدان العربية استمر في التجارة الدولية مع التحول من جهة الخليج إلى جهة البحر الأحمر.
  • الغزو الخارجي لدار الإسلام - الصليبيون - من الغرب (إلى بلاد الشام والأندلس) والرد عليه (الأيوبيون / الموحدون)، والمغول من الشرق (العراق وبلاد الشام) والتصدي (المماليك). ويرى أنه يمكن كذلك التفكير في فترتين:
  • 1- أواسط القرن السابع الهجري / 13م.
  • 2- أوائل القرن العاشر الهجري / 16م.

- الحقبة الثالثة: بين القرنين العاشر والرابع عشر الهجريين (16-20م)، ويلاحظ في هذه الحقبة الآتي:

  • سيطرة الغرب على طرق التجارة الدولية بين الهند وأوروبا، وإخراج العرب منها، وعودة العرب من اقتصاد الكفاف.
  • شيوع ظاهرة الإقطاع بينعسكري ومدني.
  • دخول البلدان العربية في المشرق والمغرب في إطار الدولة العثمانية. ويرى كذلك أنه يمكن تقسيم الحقبة الثالثة إلى فترتين:
    • 1- حتى القرن الثامن عشر.
    • 2- القرن التاسع عشر والعشرون – الموجة الغربية والمواجهة.

والملاحظ أن الدوري يرفض أن يستمر العرب في الأخذ بالتقسيمات الغربية للتاريخ التي تعتبر أن التاريخ الأوروبي يمثل نهاية تطور البشرية، إلا أن مقترح التحقيب الذي قدمه على أهميته ووجاهته ودقته، لا يعد تحقيباً موازياً للتحقيب الأوروبي يخرجنا من إشكالية الارتباط مع التاريخ الأوروبي الوسيط، كما أنه يفتقر إلى مصطلحات تحقيبية منافسة. ولذلك فهو –كما حدده بنفسه "سبيل لكتابة التاريخ العربي وفق حقبه وفتراته".

ويظهر مما تقدم، أن جميع المحاولات لإعادة تحقيب التاريخ الإسلامي قد نجحت في رسم الصورة، لكنها فشلت في إيجاد المصطلح البديل، وهو المعضلة القائمة حتى اللحظة.

ثالثاً- التاريخ الحديث:

توافق المؤرخون على أن يبدأ التاريخ الحديث من سقوط القسطنطينية سنة 1453 م ويستمر إلى ما قبل 50 عاماً من اليوم، ولكن يتضح أن المؤرخين المسلمين قد أخذوا تماما بالتحقيب الأوروبي الذي تعمد إخراج الخلافة العثمانية من سياقها التاريخي الطبيعي ضمن التاريخ الإسلامي، والأكثر من ذلك، أن هذا الإخراج المتعمد للعثمانيين يتفق مع النظرة الأوروبية المعادية لهم بتصنيفهم ضمن قوى الاستعمار، وهو ما تلقفه المتغربون من المسلمين وزادوه رواجاً، كما أنه يُظهر التاريخ الإسلامي وكأنه حالة عبور تاريخي لعصر أكثر تقدماً منه.

لقد ساعد على تبني هذا التصنيف، شيوع النزعات والتوجهات القومية والعلمانية وامتدادها إلى البلدان الإسلامية، وكذلك الرغبة الملحة في القضاء على فكرة الخلافة الإسلامية، ومن ثم أحداث قطع متعمد بين ماضي المسلمين وحاضرهم وامتداد ذلك الماضي كنظام متكامل، وهو ما انسحب بتأثيره على إشكالية تحقيب تاريخ المسلمين، فإما أن يكون تحقيباً تابعاً، أو مضطرباً، أو ينكفئ على القطريات وحسب، وهو ما بدأ يظهر بالفعل وخاصة في دول المغرب العربي.

وأتوقع أن يظهر في المستقبل القريب تقسيم غربي جديد للتاريخ الحديث والمعاصر يقوم على أساس التطورات العلمية الحديثة، مثل:

مرحلة التلفزيون، و مرحلة الستلايت، ومرحلة الحاسبات، ومرحلة الإنترنت، ومرحلة الأجهزة المحمولة، ... وهكذا؛ لأن التاريخ الحديث أصبح يطول مع الزمن، وصارت بدايته بحكم المسلّمة الثابتة، كما أن هذه الوسائل أحدثت انقلاباً اجتماعياً وثقافياً تجاوزت الثوابت الوطنية والعقدية، بل غيرت من صورة العالم كله.

ـ مقترح تحقيب جديد للتاريخ الإسلامي:

وفي ختام هذا المحور أقدم فكرة اقتراح تحقيبي جديد يعتمد في امتدادات مراحله التاريخية على فكرة الدكتور عبد العزيز الدوري، مع تحديد مصطلحاتٍ جديدة لعصور التاريخ الإسلامي حتى يومنا هذا تؤكد ترابطَ مراحلِ هذا التاريخ المختلفة. وهو تقسيم كما أرى يقضي على الإيحاء بوجود قطيعة بين التاريخ الإسلامي الباكر، والتاريخ الإسلامي اليوم، باعتبار أن الإسلام دين ودولة ومنهج حياة لا يتوقف إلى يوم الدين، وحتى لا يُعطي انطباع كذلك أن التاريخ الحديث هو حالة متقدمة في تاريخ تطور الإنسانية، ومن ثم ينسحب ذلك على تهميش الدين وإقصاء الشريعة، واعتبار عصر الإسلام، عصر ظلام، أو في أفضل الأحول أدى دوره وانقضى:

وتقوم فكرة التقسيم المقترح على عصور ثلاثة هي:عصر ما قبل الإسلام – العصر الإسلامي – والعصر الإسلامي الحديث والمعاصر.

ويلاحظ أننا إلصاقنا كلمة "الإسلامي" في الحقب الثلاث المقترحة، لتحقق هدف تواصل التاريخ الإسلامي عَقَدِياً، و وقائعياً، وفكرياً، وثقافياً، دون انقطاع. وتفاصيل ذلك في الآتي:

1- عصر ما قبل الإسلام:

ويمتد من بداية التاريخ إلى ظهور البعثة، ويشمل حِقبتين هما:

  • 1- عصور ما قبل الكتابة.
  • 2- عصور ما بعد الكتابة.
  • 3- العصر الجاهلي.

2- العصر الإسلامي:

وينقسم إلى قسمين:

  • 1- عصر التأسيس والنهضة. (ويشمل القرن الأول الهجري إلى أواسط القرن الخامس الهجري / 7 – 11م).
  • 2- العصر الإسلامي الأوسط. (ويشمل من النصف الثاني من القرن الخامس الهجري إلى القرن التاسع الهجري / 11-15م).

ويمكن كذلك أن نقول: "العصر الأول" و "العصر الثاني"، في حال أردنا إلغاء كلمة  " الوسيط" و "الأوسط" نهائياً من التحقيب الإسلامي للتاريخ.

3- التاريخ الإسلامي الحديث والمعاصر:

ويشمل من القرن العاشر الهجري إلى القرن الخامس عشر الهجري / 16 -21م.

المحور الثاني: مشكلة المصطلح التاريخي

من الملاحظ أن هناك مشكلة مفهومية تحولت إلى إشكالية كبيرة، تشكل برمتها عائقاً منهجياً خطيراً عند تناول أو كتابة التاريخ القديم على وجه الخصوص. هذه المشكلة تتمثل في استخدام مصطلحات التاريخ القديم. فالبعض يستخدم مصطلح "الشرق الأدنى القديم"، وآخرون يستخدمون "الشرق القديم"، ومن يستخدم "الشرق الأوسط القديم". ومنهم من يستخدم مصطلح "سورية القديمة" للدلالة على بلاد الشام، ومن يستخدم مصطلح "بلاد الشام"، وآخرون يستخدمون مصطلح "الهلال الخصيب" الذي ظهر في عشرينيات القرن العشرين الميلادي للدلالة على العراق وبلاد الشام. وهناك من يستخدم مصطلح "وادي النيل"، وآخرون يستخدمون "مصر والسودان"، ومن يستخدم مصطلح "أثيوبيا" الذي أطلقه اليونان على ذوي البشرة السمراء، ومن يستخدم "بلاد الحبشة" للدلالة على أثيوبيا، و "بلاد النوبة" بالنسبة للسودان، و "كوش" التسمية التوراتية لحضارة "نبتة" ، بل لكل بلاد النوبة في السودان. وهناك من يستخدم مصطلح "شبه الجزيرة العربية" وآخرون "الجزيرة العربية"، وغيرهم "بلاد العرب القديمة، ومن يطلق مصطلح "الساميين، والحضارات السامية، والكتابات السامية" على حضارات الجزيرة العربية والعراق وسوريا والحبشة وعيلام في إيران"، وآخرون يطلقون مصلح "الجزريون، والحضارات الجزرية، والكتابات الجزرية، والشعوب الجزرية" على كل الشعوب العربية و على تلك التي هاجرت من بلاد العرب إلى العراق وبلاد الشام، وهناك من يفضل استخدام مصطلح "الشعوب العربية القديمة، واللغات العربية القديمة، والحضارات العربية القديمة".

بل هناك من لا يفرق بين العصور التاريخية في إيران القديمة، فيطلقون مصطلح "الفرس" على حضارة وشعوب إيران القديمة ، بينما تاريخ إيران القديم تداولته أسرات وأقاليم وكل مرحلة انتسبت إلى المهيمن على الحكم، وهذه المراحل والممالك بالترتيب هي:

العيلاميون (منذ الألف الثالث ق.م وحتى نهاية الألف الثاني ق.م)، ثم الميديون (في النصف الأول من الالف الأول ق.م)، ثم الإخمينيون (في النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد وينتهي تاريخهم بسنة 224 ق.م)، ثم الساسانيون (من سنة 224 ق.م وحتى سنة 224 م، ثم الفرس (من 224م حتى دخولهم في الإسلام).

وهناك من يستخدم مصطلح مصر الفرعونية أو فراعنة مصر، بينما لقب "فرعون" لم يستعمل إلا من منتصف القرن السادس عشر ق.م، وقبل ذلك لم يكن مستخدماً. ويوجد كذلك من يستخدم مصطلح "حضارة حمير" و "النقوش الحميرية" للدلالة على كل ممالك اليمن القديم، بينما مملكة حِمْيَرْ هي آخر حلقات الحكم الوطني قبل الإسلام في اليمن. كما يوجد من يستخدم مصطلح "آثار المملكة العربية السعودية" للدلالة على تاريخ قبل الإسلام في شمال الجزيرة العربية، بينما الأصح هو "الآثار في المملكة العربية السعودية"؛ لأن "المملكة العربية السعودية" لم تظهر كإسم وكمملكة إلا في ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي.

وأيضاً نجد من يستخدم مصطلح "آسيا الصغرى" و آخر يستخدم "بلاد الأناضول"، ومن يستخدم "تركيا القديمة" ومن يستخدم "الحيثيون" و "الخاتيون" عند حديثهم عن حضارة الحيثيين الذين حكموا هناك خلال الالفين الثالث والثاني ق.م.

والأمر نفسه يجري على "الفينيقيين" في لبنان، فيطلق عليهم البعض "الكنعانيين"، وهي تسمية ليست خاطئة باعتبارهم فرع منهم، ولكن المشكلة في اللبس التاريخي والمنهجي الذي قد يحدث عند البعض. فالمعروف أن الكنعانيين كانوا في فلسطين، وجبيل بلبنان وأوغاريت في سورية، خلال الألفين الثالث والثاني ق.م، ولكن اسم الفينيقيين لم يظهر إلا في الألف الأول ق.م عندما شاع هذا الإسم عند اليونان وبالتالي غلب إطلاق اسم الفينيقيين في لبنان على اسم الكنعانيين، وهنا تكمن المشكلة؛ لأن عدم استخدام المصطلحات والتسميات بدقة في البحث العلمي يؤدي بالضرورة إلى خلط في المفهوم ، فالكنعانيون يمثلون مرحلة بينما الفينيقيون ارتبطت بهم مرحلة مختلفة تماماً.

كما نجد من يطلق اسم "اليونان" على كل من "اليونان والرومان"، ومن يستخدم مصطلح "الحضارات الكلاسيكية" للدلالة عليهما دون تمييز. وهناك من يستخدم مصطلح "العراق القديم"، للدلالة على كل حضارات العراق، وآخرون يستخدمون مصطلحات "بلاد النهرين"، و "بلاد ما بين النهرين" و "بلاد الرافدين" إشارة إلى ارتباط حضارة العراق بنهري دجلة والفرات، ولكل منها دلتها، وبحسب تطور نظرة اليونانيين لهذه المنطقة باعتبارهم أصحاب المصطلحات الثلاثة الأخيرة.

إن هذا التشتت في المصطلحات وانعكاساته الطبيعية على المفاهيم، يعني عدم الدقة في استخدامها؛ لأنها تحدث إرباكاً كبيراً للقارئ، وللطالب، وللباحث، وهو ما يؤدي حتماً إلى خلط حوادث التاريخ وحقبه، وإلى وتداخل المعلومات وخطأ التقدير، كما نلاحظ ذلك بكل وضوح عند مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه، أو عند قراءة بعض الأبحاث غير الدقيقة.

ولذلك لا بد من إعمال قواعد النقد التاريخي وتحري الدقة والمقارنة عند ذكر تاريخ معين و معرفة ما إذا كان يتفق مع المصطلح أم لا.

فمثلاً يجوز أن نقول الاحتلال الفارسي لليمن ولا يجوز أن نقول الاحتلال الفارسي لمصر؛ لأن أواخر القرن السادس الميلادي عندما كانت اليمن محتلة من الفرس، كان الفرس يحكمون في إيران فعلاً، بينما عندما احتلت مصر سنة 525 ق.م لم يكن الفرس يحكمون إيران، وإنما كان حكامها حينئذ هم الإخمينيون.

كما يجوز أن نقول "فراعنة الدولة الحديثة في مصر"، ولا يجوز أن نقول "فراعنة الدولة القديمة في مصر"؛ لأن لقب "فرعون" لملوك مصر لم يبدأ استخدامه إلا منذ منتصف القرن السادس عشر ق.م خلال عصر الدولة الحديثة، أما قبل ذلك فكان الملك يلقب ملكاً. وهذا التفريق في اللقب مهم جداً في البحث التاريخي؛ حتى يُكتب التاريخ بدقة، هذه الدقة وجدناها كإعجاز تاريخي في القرآن الكريم. فعندما ذكر القرآن الكريم عصر يوسف عليه السلام الذي يرجح أنه عاش في فترة حكم الهكسوس لمصر قبل عصر الدولة الحديثة، كان الملك في ذلك الوقت يلقب "ملك" ولذلك قال تعالى: "وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ ..." (يوسف 43)، بينما عندما ذكر القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام مع فرعون، قال سبحانه وتعالى: "وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ...." (الزخرف 51). إن هذه الدقة القرآنية في الوصف تعلمنا دقة استخدام المصطلحات ومدى أهمية ذلك لفهم التاريخ القديم، وعدم تداخل حقبه؛ حتى لا يختلط علينا الأمر، فنفهم التاريخ كما نتوهم أو نريد، لا كما كان بالفعل ..

وختاماً نقول: صحيح أن البعض يطلق مثل هذه التعابير والمسميات والمصطلحات على أساس الشهرة ومن باب جواز إطلاق الجزء على الكل كقولنا لملوك مصر القديمة "الفراعنة" نظراً لشيوع اللقب حتى نهاية تاريخها، وعلى ملوك إيران القديمة "الفرس" بسبب ارتباط المصطلح بآخر حلقة من تاريخها القديم عرفها العالم، وعلى ملوك اليمن القديم "الحميريين" كآخر ممكلة فيها بقي ذكرها في أذهان المؤرخين المسلمين، إلا أننا في حقيقة الأمر عند الاستخدام العلمي لهذه المصطلحات في الأبحاث الرصينة، والرسائل العلمية، علينا أن نكون دقيقين؛ حتى نفرق بين الكتابة والعلم ...، تماماً كما تعلمنا من دقة القرآن الكريم...

التحقيب التاريخي (3)

التعليقات (0)