منتدى المؤرخ الحصيف
سلسلة حلقات برنامج النقاش الرمضاني التاريخي
الحلقة الخامسة والعشرون
25 رمضان 1443هـ / 26 أبريل 2022م
حلقة ختامية تقييمية لبرنامج النقاش الرمضاني الذي دار في
منتدى المؤرخ الحصيف.
رئيس الجلسة:
أ. د. عبد الله أبو الغيث
الكلمات التقييمية
تقديم رئيس الجلسة
الدكتور ا. د. عبد الله أبو الغيث
كلمة الختام (الحلقة التقييمية): مدير الجلسة.
كلمة (المشرف العام على برنامج النقاش). ا. د. عبد الله أبو الغيث:
أولًا: نشكر كل الزميلات والزملاء الأعزاء الذين تطوعوا لإدارة حلقات النقاش ووضع المقدمات العلمية لها كل واحد منهم باسمه وصفته التي ذكرت على تلك المقدمات، فقد كان لهم دورًا كبيرًا في إثراء برنامج النقاش وإنجاحه، والشكر كذلك لكل عضو ساهم بمدخلاته واستفساراته أو حتى حرص على متابعة مجريات النقاش ونقل فوائده لمحيطه، والشكر موصول للدكتور أحمد حنشور الذي سيتولى توثيق برنامج النقاش بكل حلقاته.
ثانيًا: أرجو أن يشترك جميع أعضاء المنتدى في التقييم الصادق والهادف لبرنامج النقاش بإيجابياته وسلبياته، فهو مثل أي عمل بشري فيه هذا وذاك، والكمال لله وحده، وذلك ليتسنى لنا تجنب جوانب القصور في النقاشات القادمة التي ستدور في المنتدى أو حتى خارجه.
ثالثًا: أرجو أن نركز في العملية التقييمية على الدروس والعظات والعبر التي يمكن أن نستقيها من ذلك النقاش واضعين في مرمى البصر أهدافًا نبيلة وكبيرة ومخلصة نتوخاها وينتظرها منا المجتمع اليمني كمواطنين في هذا الوطن أولًا، وبصفاتنا الأكاديمية والتاريخية ثانيًا، علها تسهم في تصحيح الاختلالات التي يعاني منها الوطن اليمني في حاضره الراهن، ليتسنى له الانطلاق صوب مستقبل آمن وزاهر وجامع.
فعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد كان واضحًا من خلال النقاش عبر عصوره التاريخية منذ أقدم العصور حتى اليوم التالي: -
(1) تمتع اليمن بموقع جغرافي مهم يتكامل مع موضع جغرافي خلاق، ومعروف أن ذلك الموقع والموضع هو نعمة عند حسن التعامل معه، لكنه يتحول لنقمة عندما يساء ذلك التعامل.
(2) كان الوطن اليمني يجني نعمة ذلك الموقع عندما تحكمه سلطة قوية وحكيمة تستوعب الوطن بكل مكوناته بتكامل يضمن الحقوق المتساوية لكل أبنائه، حيث يتوحد الوطن وتزدهر أحوال شعبه.
(3) عندما يختل ذلك التكامل الوطني بسبب أنانية بعض مكوناته تحل باليمن لعنة الموقع، حيث يؤدي تفكك الجبهة الداخلية لقدوم الغزاة والطامعين من خارج حدوده، ويستأثرون بمقدرات اليمن دون أبناء شعبه، ويمارسون الذل والاحتقار تجاههم.
(4) الرغبة بالاستحواذ على مقاليد أمور الوطن اليمني من قبل أي طرف يمني داخلي كانت تفضي في الغالب لتدخل خارجي، سواء باستقواء ذلك الطرف الأناني بالخارج، أو بذهاب المتضررين منه بالاستعانة بالخارج لمقاومة جبروته، أو باستغلال الخارج للصراع الداخلي وتجييره لمصلحته.
(5) القادم من خارج الحدود يأتي دائما لتنفيذ أجندات خاصة به، حتى وإن تم استدعائه من قبل طرف داخلي وتظاهر انه حاضر لنصرته، والشواهد على ذلك في تاريخ اليمن كثيرة وواضحة عبر عصوره الممتدة.
الخلاصة: -
لا عز للوطن اليمني إلِّا بتكاتف جميع أبنائه بكل انتماءاتهم ومكوناتهم، وتقبل كل طرف لبقية الأطراف كما هي لا كما يرديها هو أن تكون، واعتبار كل طرف لنفسه أنه جزء من الوطن له ما لغيره وعليه ما عليهم، من غير أن يقدم أي طرف نفسه بأنه هو الوطن أو قيم عليه وما دونه هم مجرد أتباع ورعايا له، مع اعتبار أبناء الوطن بكل أطرافهم هم الأقرب لبعضهم في ظل شراكة وطنية متساوية تجمعهم، والتعامل مع القادم من خارج الحدود (خارج إطار العلاقات الدولية المتعارف عليها) بمثابة طامع بالوطن ومقدراته حتى إن توهم هذا الطرف اليمني أو ذاك بأن القواسم التي تجمعه بذلك القادم أكبر مما يجمعه ببعض أبناء وطنه.
أخيرًا : نتمنى أن يتحلى جميع الأعضاء عند عملية التقييم واستقاء الدروس والعظات والعبر بالأمانة العلمية والاتزان الأكاديمي والحصافة المنهجية والترفع عن الشخصنة الضيقة والبعد عن الشطحات العاطفية والعصبيات المقيتة، وذلك عهدنا بهم أو لنقل بمعظمهم، والنادر لا حكم له.
ونختم بالتضرع إلى الله في عليائه خلال هذا الشهر الفضيل وخواتمه المباركات بأن ينعم علينا جميعًا بعافيته وعفوه وهدايتة وتوفيقه، وأن يُمن على وطننا اليمني بالخير والسلام، ويهدي الجميع ويوفقهم لمخرج آمن من الهوة التي تردى فيها الوطن والنفق المظلم الذي ارتكس فيه، مذكرين الجميع بواجبنا في تجسيد المعاني النبيلة والخالدة للحديث النبوي الشريف القائل: "الإيمان يمان والحكمة يمانية".
أ. عبد الوارث العلقمي:
حياكم الله جميعًا دكاترتنا ومرجعياتنا العلمية والأكاديمية فمنكم نتعلم وإليكم نتوجه باستفساراتنا وعلى معلوماتكم نرجع ونستند.
أولًا: نشكر جميعًا المشارك والمتابع كما نطلب العفو والمسامحة من أيٍ منكم قد نكون أخطأنا في حقه جرحناه بكلمة أثناء النقاش بقصد أو بغير قصد، كما نسامح الجميع وخاصة في هذه الأيام الفضيلة والليالي المباركة.
ثانيًا: بحسب - رأيي الشخصي - كان النقاش جيد بل ممتاز اجتمعت فيه المتعة والفائدة وحصلنا فيه ثروة معلوماتية تاريخية هائلة، وفي نفس الوقت موجز تاريخي عن اليمن والصراع الدولي على مر العصور، وأعتقد إن واقع اليمن ومشاكله قديمًا وحديثًا وفي الوقت الراهن يندرج تحت هذا الموضوع؛ والسبب أهمية الموقع الذي يتحول من النعمة إلى النقمة.
ثالثًا: لاحظت في النقاش والمداخلات إن أهمية الموقع لا يختلف عليه اثنان لكن الملاحظ أن برزت في الآونة الأخيرة أهمية أخرى لليمن بجانب الموقع وهي ما أطلق عليها بعض المؤرخين أهمية الموضع ويقصد به التضاريس والسكان والثروات ... الخ، وهذا لم يأخذ حقه من النقاش فلم ألاحظ أحد تحدث مثلاً عن الثروات النفطية والمعدنية بشكل علمي أكاديمي، ولا أيضًا عن الثروات البحرية كالأسماك والشعب المرجانية والموانئ والجزر والسياحة، مع العلم إن أهمية اليمن تعددت واختلفت على مر العصور فقد كان تجاريًا ثم زراعياً ثم نفطياً وهكذا بحسب كل زمان.
رابعًا: تَّم التركيز في النقاش على الصراع الدولي حول اليمن ولم نبحث بعمق عن سبب وبداية كل صراع فمثلًا يختلف صراع الأحباش مع الفرس عن صراع العثمانيين مع البريطانيين عن صراع إيران مع السعودية رغم أن المحصلة النهائية والهدف الحقيقي من كل هذه الصراعات هو اقتصاديًا، وكما سبق أن ذكر ذلك الدكتور/ عبد الله ولكن البدايات والشرارة الأولى تكون غير ذلك.
خامسًا: إن شدة الصراع من عدمه هي محصلة اجتماع العامل الداخلي المتمثل بصراع الأطراف اليمنية فيما بينها والعامل الخارجي المتمثل بصراع الأطراف الدولية.
سادسًا :كنت ولا زلت أتمنى أن يبقى هذا المنتدى ومثله يجمع هذه النخب اليمنية الكوكبة المتعلمة والمثقفة ولا يفرقها يوحد الكلمات والصفوف ويبعدها عن الخلافات والصراعات البسيطة حتى وإن تعددت الآراء وتنوعت وجهات النظر لتحافظ على هذا الوطن موحدًا آمنًا مستقرًا، ولنا في التاريخ أمثله نستلهمها توحدت وتآلفت بعيدًا عن صراعات السياسيين ومنها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الذي كان موحدًا منذ ستينات القرن العشرين قبل إعلان الوحدة 1990م وهذا نموذج يحتذى به وغيره من الكيانات التي لها تأثير في لَّم الشمل.
ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ويجنب بلادنا من كل الصراعات والمحن والفتن ما ظهر منها وما بطن، وخواتيم مباركة وكل عام وأنتم بخير.
ا. د. عبد الحكيم الهجري:
السلام وعليكم وخواتم مباركة طيبة وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. بدايًة أوجه شكري وتقديري وعظيم امتناني للدكتور/ عبد الله أبو الغيث (مشرف حلقات رمضان ومؤسس هذا المنتدى). وتقديري وشكري لجميع الزميلات والزملاء في المنتدى. حقيقة حلقات رمضان هذا العام كانت من الأهمية بمكان بكل مفرداتها وأفكارها ورؤاها فقد أثلَّج مديرو تلك الحلقات صدورنا بسعة أفقهم التاريخي والآثاري ونتوخى أرشفتها وتوثيقها، ولقد ساهم العديد من الزملاء والزميلات في النقاش من خلال الأسئلة أو المداخلات أو الآراء كل منهم حسب تخصصه.
لكني لاحظت انحسار تلك المناقشات في قلة قليلة؛ فيما عدد المنتسبين لهذا المنتدى قرابة (227) زميلًا وزميلة، وكنت أتوخى أن تكون المشاركة بالحد المعقول خمسة وعشرين على الأقل يوميًا. لا أدري قلة المشاركة كان سببها انشغال أعضاء المنتدى في رمضان - لست أدري، فقد لاحظت وهي "مسألة مهمة" إن الشباب تمهيدي (ماجستير ودكتوراه) غائبين وبشكل كبيٍر جدا عن المساهمة في الحوار والنقاش عدى البعض منهم لا يعتد بعدد أصابع اليد الواحدة، وهم أساس هذا المنتدى كونهم (الحاضر والمستقبل) ربما أدعوهم في قادِم الأيام للمشاركة وبشكٍل كبير.
بالإضافة إلى ذلك لاحظت إسهاب طويل من مديري الحلقات (أنا واحد منهم)، وهو الأمر الذي أدى إلى تشعب فقرات الموضوع ولا يتسع الوقت للحديث عنها؛ لكن يبدو إنه أيضًا كان من الأهمية بمكان أن يدلي مديري تلك الحلقات بذلك الإسهاب لأهمية الموضوع.
كما لاحظت في الأيام الأخيرة لشهر رمضان وخاصة "حلقات الحديث والمعاصر" إن عدد المشاركين في الحلقات كان ضئيلًا جدًا (لا تعليق).
عمومًا هذه بعض الرؤى التي أردت أن أدلي بها. ختامًا نسأل الله في خواتم رمضان المبارك أن يفرجها على العباد والبلاد مع الشكر لإدارة المنتدى ومودتي للجميع.
ا. صفية الدبعي:
مساء الخير وخواتم رمضانية مباركة أرجوها للجميع.
أعبر - هنا - عن تقديري للمنتدى الأكاديمي الراقي الذي يجمعنا وللأنشطة المتميزة له منذ انطلاقته قبل سنوات خاصة الرمضانية منها وإن كانت تحصر المشاركة على فئة الذكور لانشغال الإناث بأمور يعرفها الجميع مع ذلك حاولنا ولو أننا مقصرين. أشكر دكتور/ عبد الله أبو الغيث المدير الروحي للمنتدى وكذا الإدارة الحالية ومديرو الحلقات وجزا الله جميعهم كل الخير.
تعليقي عن حلقة اليوم لن يكون مقالًا تاريخيًا بقدر ما هو تساؤلات لضمير الإنسان اليمني عبر العصور.
لماذا نكرر أخطاءنا يومًا بعد يوم وأعوامًا بعد أعوام؟!! ولماذا لا نعي الدرس ونحن ندفع الثمن باهظًا كل مرة؟!
بعد مرورنا بمراحل تاريخ اليمن منذ أقدم عصوره حتى الآن ونحن نرى أن لا محتل يقدم على أرضنا بدون وجود اختلاف داخلي مقيت وفرقة وحروب بين الإخوة ليتدخل الخارجي تحت ستار الإصلاح ويتحول الأمر إلى احتلال واستغلال. لا يجرؤ الخارجي على وطء الأرض إلا بانشغال الأخوة بالمصالح الضيقة عن الهدف الأسمى الوطن، ومن ثمّ تنهب الخيرات وتحتل البلاد ونفقد الموارد ويستغلنا الجيران الأعداء ويتقدمون على حسابنا نحن وبمواردنا نحن ونتأخر مئات السنين بينما يتسابق الآخرون نحو القمة.
متى يقرأ الناس التاريخ ويستفيدون من أخطاء من قبلهم؟ متى يعي الساسة إن التاريخ هو مستودع السياسة وإن الأخطاء لا يجب أن تكرر؟
متى نعرف إن الأخوة ذوي الأصل الواحد لا يحلون خلافاتهم بالدم وإنما بالحوار واحترام رغبات بعضهم واختلافهم؟ متى نفهم معنى الديمقراطية ونطبقها بدل التغني بها بابتذال رخيص؟ متى نصير في ركاب الأمم المحترمة التي تنصاع لصندوق الانتخابات لنلتفت لبناء بلدنا بدلًا من هدم كل ركن فيه استغرق بناؤه مئات السنيين؟
ألم حان لليمنيين أن يعرفوا إن الأخ لا يقتل أخاه؟ وإن الوحدة لا تعمد بالدم وإنما بالمحبة والعدالة؟ وإن اليمني بدون الوحدة كمن شطر جسده إلى نصفين بلا روح؟
متى نعرف أننا بتنفيذ أجندات الخارج وخططهم نصير مجرد مسوخ بلا هوية يأكل بعضنا بعضًا كـ "كائنات الزومبي"؟ متى نعتز بماضينا وتاريخنا وديننا وقيمنا ونعود لتطبيقها لنستعيد مكانتنا بدون أن نكون مجرد أسرى لتاريخنا المجيد الذي لم نعد قادرين على تكراره؟ تساؤلات قد نجد لها أجوبة في عمق ضمائرنا إذا لا زالت حية.
د. رياض الصفواني:
حقيقة كانت موضوعات حلقات هذا العام نوعية مهمة وحيوية لجهة أنها تعنى بـ (ظاهرة) الصراعات الداخلية في اليمن وتأثيراتها أو امتداداتها الخارجية، وهي ظاهرة تاريخية كما اختمرت في ذهني منذ زمن في واقع الأمر وأكدتها الحلقات النقاشية لهذا العام، الأمر الذي تطلب منا جميعاً بصفتنا أهل اختصاص في الثلاث الشعب أن نقوم بتشخيص هذه الظاهرة كحالة مرضية وإجراء الكشف الطبي اللازم ومعرفة أسباب المرض وتاريخه ووصف الدواء المناسب، بما فيه التدخل الجراحي إن اقتضى الأمر لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الجسد اليمني الذي افترسته الأمراض المنبعثة من صراعات الساسة ومعاركهم المحتدمة على السلطة بعقلية طاغية مستبدة اتخذت من العنف بل العنف المفرط وسيلة لبلوغ غاياتها انطلاقاً من أن (الغاية تبرر الوسيلة !).
وهو ما تطلب الخروج باستنتاجات وبعض التوصيات التاريخية - أو هكذا كان يفترض - قد يفيد منها صانع القرار السياسي للارتقاء ببلده على كافة المستويات والحيلولة دون تكرار أخطاء من. سبقوه، ومراجعة سياساته وقراراته على هدى وبصيرة، وهذا هو الدرس التاريخي الحصري إن جاز التوصيف.
والواقع أن ما لاحظته في حلقات التاريخ القديم من تفاعل خلاق بدا لي أوفر حظاً من حلقات التاريخ الإسلامي والحديث والمعاصر، وبشكل أدق أوفر حظاً من الحلقات الأخيرة، التي على أهميتها فقد كانت التفاعلات قليلة ولن أقول محدودة، ربما بخلاف ما كان عليه الحال في رمضان قبل العام الماضي، طبعاً لابد أن لكل زميل ظروفه وطبيعته الخاصة التي حالت دون أن يدلي بدلوه في النقاش على أي مستوى كان.
أما بالنسبة لنقطة الإسهاب في الملخصات ففي ظني أنها كانت متوقفة على درجة أهمية الموضوع وحيويته وعلاقته أو مقاربته للصراع الدائر بين الفرقاء اليوم - بتعبير صحفي - أو بتعبير الإخوة الخصوم، كما أن الإسهاب بجانب ذلك كان بداعي الحرص على إشباع موضوع الحلقة وشموليته وشيء من الغوص في مكنونه، لتتسع الرؤية وتستقر الملامح الرئيسة للصورة التاريخية في الأذهان.