كم بقي نوح عليه السلام في السفينة؟
روى الطبري في تاريخه بإسناده عن ابن عباس: "كان بين أن أرسل الله الطوفان وبين أن غاض الماء ستة أشهر وعشر ليال"، وروى عنه بإسناده أيضاً: "فركبوا فيها لعشر ليال مضين من رجب، وخرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم.. فاستقرت بعد ستة أشهر لتمام سبع"، وهذه الروايات لا يصح سندها كما ذكر ذلك محققو تاريخ الطبري، وهي من روايات أهل الكتاب كما صرح بذلك الطبري نفسه.
ومن الأهمية التنبيه على القيمة المنهجية التي يبثها القرآن الكريم وصحيح السنة في توجيه الباحث وطالب العلم والمسلم بشكل عام فيما يتعلق بالقصص والأخبار المنقولة، فإن القرآن قدم لنا منهجاً محكماً في فقه مراجعة التاريخ، فكان القصص القرآني قصصاً ثرياً من حيث مضمونه صادقاً نقياً من حيث حوادثه وأخباره، وأرشد المسلمين إلى أهمية الالتفات إلى ما يهمهم في حركة الحياة ووظيفة الاستخلاف مجنباً إياهم عن الغثاء في هذا الإطار.
وجاءت السنة مؤكدة لهذا المنهج مرسخة له في العقلية المسلمة موجهة لها إلى ما ينفع، علماً أن أهل العلم وقفوا منهجياً في توجيه القصص والأخبار الواردة من أهل الكتاب وعنهم، فقرروا بناء على ما ثبت في السنة الصحيحة، أن هناك ثلاثة أقسام من تلكم الأخبار:
ما أثبته الشرع وصححه فذلك مقبول، وما رده الشرع فذلك مردود، وما تردد بينهما فلا يصدق ولا يكذب كما صح ذلك في السنة.