جمال الدين المطري مؤرخ المدينة
ننقل لقرائنا الكرام ترجمة العلامة جمال الدين المطري كما هي، والتي وردت في نهاية كتاب: «التعريف بما آنست الهجرة من معالم دار الهجرة»:
هو محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان الحافظ الجمال أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي العبادي الساعدي المدني الشافعي المؤذن بالحرم النبوي وولد الحافظ العفيف عبد الله ويعرف بالمطري، كان جده خلف من الطور، ثم انتقل منها إلى المطرية، فولد له أحمد، وانتقل إلى المدينة ثالث ثلاثة لخلوها حينئذ من عارف بالميقات، فعرف بالمطري، وولد صاحب الترجمة سنة 673 ثلاث وسبعين وستمئة، كما جزم به ابن فرحون أو في سنة إحدى وسبعين وستمئة كما جزم به جماعة منهم البدر بن فرحون ثم شيخنا في درره غير مقتصر عليه، بل ذكر في آخر الترجمة أنه سنة ست وسبعين، وهو الصواب لوجوده كذلك بخط ولده، ووصفهم له في طبقة تاريخها، سنة ثمان وسبعين بالحضور، وأحضر بها على أبي اليمن بن عساكر، مصنف إتحاف الزائر، ثم سمع منه ومن غيره كخلف بن عبد العزيز القتيوري، سمع عليه الشفا، بل قدم مصر مرارا، وسمع بها من الدمياطي ولازمه كثيرا، والشهاب الأبرقوهي في آخرين، وحدث وسمع عليه إتحاف الزائر محمد بن محمد بن يحيى الخشبي، وعبد الله وعلي ابني محمد بن أبي القاسم بن فرحون، وخلف ولده في رياسة المؤذنين بالمسجد النبوي، وكان من أحسن الناس صوتا، وناب في الحكم والخطابة هناك، وكان إماما عالما، مشاركا في العلوم عارفا بأنساب العرب، له يد في ذلك مع زهد وعبادة وشعر رائق، وفضائله جمة، صنف للمدينة تاريخا مفيدا، وممن لقيه بالمدينة وسمى جده خلفا بالتكبير أبو عبد الله بن مرزوق، وقال: قرأت عليه الكثير، ووصفه شيخنا الإمام جمال الدين قال: وكان أحسن رجالات الكمالات في وقته، وأنه سمع بقراءة العلم البرزالي عليه، وعلى محمد بن إبراهيم المؤذن، والطواشي المعيثي تحفة الزائر، وعلى الأولين فقط بقراءة الإمام نور الدين علي بن محمد بن فرحون الصحيحين، مات في سابع عشري ربيع الثاني سنة 741 إحدى وأربعين وسبعمئة إلخ انتهى باختصار كثير من التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة للشيخ الإمام العلامة حافظ العصر شمس الدين محمد عبد الرحمن السخاوي المدني، رحمه الله تعالى.