عالم الرياضة في الحضارة الإسلامية - القسم الأول
براء نزار ريان
للحياة في الحضارة الإسلامية وجوهٌ أخرى خلافَ ما هو شائع؛ فلم يكن المسلمون فقط أهل حرب ونِزال رِكاب ومسجد ومدرسة وكِتاب، ودولة مترامية الأطراف ممطرة بالخراج مفعمة بالقوة زاهرة بالعمران، بل عرف المسلمون كذلك الهزل اللطيف واللعب النظيف، وضروبا من الرياضات البدنية والذهنية النابضة بالإمتاع والانتفاع.
إنه جانب من التاريخ المغفْلَ يخلخل الصورة المنمَّطة لتاريخ المسلمين، الذي يراد اختزاله في صور مجتزَأة جائرة ساهمت للأسف الدراما ومناهج التاريخ الحديثة المستنبَتة في تكريسها وتركيزها في الأذهان؛ فغابت تفاصيل المرح واللعب من تلك الدراما، وبَهَتَتْ تفاصيل حياة المسلم اليومية الإنسانية العادية.
لقد كان المسلمون يلعبون ويتسلَّوْن وفق قواعد منضبطة للعب الهادف المحترف؛ فكان النبي ﷺ من عظماء مصارعي العرب، وفازت ناقته في معظم سباقات الهجن وغُلِبت تارة، وكان أئمة من التابعين من أمهر لاعبي الشطرنج في التاريخ، وعشق علماء وأمراء السباحة والكرة والصيد وألعاب القوى.
وفي هذا المقال؛ سندخل بكم عالم الرياضة في الحضارة الإسلامية لنستكشف ما وصلت إليه من مستوى فني محترِف تنوُّعاً وانضباطاً وتشجيعاً وانتشارا بين كافة فئات المجتمع.
ميراث سابق:
عرف العرب في جاهليتهم أنواعا كثيرة من الألعاب الجماعية كانوا يمارسونها منذ مرحلة الطفولة الأولى وحتى ما بعد البلوغ، وتذكر المعاجم العربية أسماء العشرات من هذه الألعاب؛ فقد عقَد الإمام اللغوي ابنُ سِيدَهْ الأندلسي (ت 458هـ/1067م) باباً في كتابه ‘المخصَّص‘ سمّاه: “أسماء عامة اللهو والملاهي”، وأدرج فيه مبحثا عن “اللعِب” فذكر فيه من أسماء الألعاب 42 لعبة. ثم جاء بعده ابن منظور (ت 711هـ/1311م) فزاد عليه -في ‘لسان العرب‘- ألعابا عديدة شرح كيفية لعب بعضها.
وفي حديثه عن المجتمع المكي تحديدا؛ خصَّص المؤرخ الفاكهي (ت 272هـ/885م) –في كتابه أخبار مكة- فصلا كان عنوانه: “ذكْرُ ما كان عليه أهل مكة يلعبون به في الجاهلية والإسلام ثم تركوه بعد ذلك”؛ فذكر فيه أن عمر بن الخطاب (ت 23هـ/645م) قدِم مكة فرأى [لعبة] ‘الكُرَّكْ‘ يُلعب بهــا، فقال: لولا أن رسول الله ﷺ أقرَّك ما أقررتُك! وقال المكيون: “هو لعب قديم كان أهل مكة يلعبون به، ولم يزل حتى كانت سنة عشر ومئتين (210هـ/825م)”. ويضيف الفاكهي مبينا طبيعة هذه اللعبة وما كانت تلقاه من جماهيرية: “كان أهل مكة يلعبون به في كل عيد، وكان لكل حارة من حارات مكة ‘كُرَّكْ‘ يُعرف بهم، يجمعون له ويلعبون في حارة، ويذهب الناس فينظرون إليه في تلك المواضع..، فأقاموا على ذلك ثم تركوه زمانا طويلا لا يلعبون به حتى كان في سنة اثنتين وخمسين مئتين (252هـ/866م)..، ثم تركوه إلى اليوم”!! والناظرُ في المعاجم يغلب على ظنّه أن هذه اللعبة هي نفسها المُسمَّاة بـ‘الكُرَّجْ‘ وهي فارسية معرّبة، وهو تمثالُ خشبٍ “يُتَّخَذ مثلَ المُهْر يُلعَب عليه”؛ وفقاً لابن منظور في ‘لسان العرب‘.
ومن ألعاب الذكاء التي كانت معروفة عند العرب لعبة “القِرْق” التي ذكرها أبو عُبيدٍ الهروي (ت 401هـ/1011م) في ‘كتاب الغريبين في القرآن والحديث‘؛ فقال إنه ورد “في حديث أبي هريرة: «أنه (النبي ﷺ) كان ربما يراهم يلعبون بالقِرْق فلا ينهاهم»..، وإنما هو خطٌّ مربَّعٌ في وسطه خط مربع في وسطه خط مربع، ثم يخط من كل زاوية من الخط الأول إلى الخط الثاني، وبين كل زاويتين خط فتصير أربعة وعشرين خطًّا. وكانت تُلعب بالحصى وشبهها توضع فوق هذه الخطوط، والناسُ يلعبونها إلى اليوم وتُسمّى ببلاد الشام “دريس”. وكان من ألعاب العرب الشائعة بينهم المصارعة؛ ومن أشهر ما ورد فيها قصة مصارعة النبي ﷺ لابن رُكَانة القرشي بمكة، التي رواها -في ‘البداية والنهاية‘- الإمامُ ابن كثير (ت 774هـ/1372م) “بإسناد جيد عن ابن عباس (ت 68هـ/688م)”، وخلاصتها “أن يزيد بن ركانة صارع النبيَّ.. فصرعه النبيُّ.. ثلاث مرات..، فلما كان في الثالثة قال: يا محمد، ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك”!!
ضبط وترسيخ:
ومن هنا فإننا لا نبالغ إذا قلنا إن الألعاب الرياضية في تاريخ الإسلام قديمةٌ قِدَمَ رسالته، فبداياتُها تعودُ إلى زمن النبيّ ﷺ حين أقرّ منها ما كان سائدا وممارَسا بصورٍ وتفاصيل بالغة الترتيب والتعقيد، ومن خلال رصدها يمكن القول إن الألعاب في المدينة النبويّة -أولى عواصم دولة الإسلام- كانت على نوعين: نوعٌ احتفاليّ/كرنفاليّ، وآخرُ له طابعٌ رياضيّ تنافسيّ، وقد يجتمع النوعان على صعيد واحد. أما الاحتفاليّ فقد اشتُهر من أمثلته حديثُ أم المؤمنين عائشة الذي أخرجه البخاريّ (ت 256هـ/870م) في صحيحه، قالت: “لقد رأيتُ رسول الله ﷺ يومًا على باب حجرتي، والحبشة يلعبون في المسجد -ورسول الله ﷺ يسترني بردائه- أنظر إلى لعبهم”، وجاء في بعض الروايات أنهم كانوا “يلعبون بحرابهم”. ويبدو أن ذلك كان عادةً متأصلة في مجتمع الأنصار بالمدينة؛ فقد أخرج أبو داود (ت 273هـ/886م) عن أنس بن مالك (ت 93هـ/712م) من خبر احتفالاتهم بمقدم النبي ﷺ عليهم مهاجرا من مكة أنه “لما قدم رسول الله ﷺ المدينة لعبت الحبشة بحرابهم فرحاً لقدومه”.
ويؤكد ذلك ما أورده الإمام سبط ابن الجوزي (ت 654هـ/1256م) -في ‘مرآة الزمان‘- من أنه عند مقدمه ﷺ مهاجرا “كان بالمدينة حبشٌ يلعبون بالحراب فلعبوا بين يديه..، وما فرح الأنصار.. بشيء كفرحهم بقدومه”! والمتبادر إلى الأذهان أن اللعب بالحراب يكون مضاربةً أو محاكاةً للقتال، كما قال ابن المنيّر (ت 683هـ/1284م) فيما نقله عنه الكرمانيّ (ت 786هـ/1384م) في شرحه لصحيح البخاريّ: “سمّاه لعبًا وإن كان أصله التدريب على الحرب والاستعداد للعدوّ، وهو من الجِدِّ لما فيه من شَبَه اللَّعِب لكونه (= اللاعب) يقصد إلى الطعن ولا يفعله، ويوهم بذلك قِرْنَه ولو كان أباه أو ابنه”. غير أن الكرمانيّ نفسه وصف الحبشة بأنهم كانوا “يرقصون”، ويؤيد الذهبي (ت 748هـ/1347م) -في ‘تاريخ الإسلام‘- ذلك برواية تقول: “والحبشة في المسجد يلعبون بحرابهم ويَزْفِنون (= يرقصون)”. وقد استمدّ شُرّاح هذا الحديث منه أحكامًا فقهية ومعاني ظلت متصلة بواقع الناس بما فيه عصرنا اليوم، مثل حكم مشاهدة الألعاب الرياضية؛ فقد ذهب ابن بطّال القرطبي (ت 449هـ/1058م) -في شرحه لصحيح البخاري– إلى “جواز النظر إلى اللهو المباح” بناءً على هذا الحديث، ورأى أن اللعب بالحراب “سُنَّة نبوية، ليكون ذلك عُدّة للقاء العدو وليتدرب الناس فيه”. وقد يُعدّ هذا أصلًا للاستعراض العسكريّ بالسلاح، وبالحركات الرياضية الشاقة كحمل الأثقال ونحوه.
توظيف متعدد:
ويبدو أن اللعب احتفالًا صار مهنةً اشتغل بها بعضُ الناس؛ إذ روى ابن أبي شيبة (ت 235هـ/848م) -في ‘المصنَّف‘- أن ابن عباس “حين خَتَنَ بنيه دعا اللاعبين [وفي رواية: اللعّابين] فأعطاهم أربعة دراهم، أو قال: ثلاثة”. ثم ذكر أصحاب التواريخ فيما بعدُ تقريب بعض الخلفاء والسلاطين لهؤلاء اللّعابين واحتفاءهم بهم واستخدامهم لهم في الاحتفالات الرسمية مع الجنود النظاميين، كما فعل الخليفة العباسي ببغداد في استعراضه العسكري أمام مبعوث التتار أوائل القرن السابع/الثالث عشر الميلادي، حيث خرج “خلق يلعبون بالنفط ويرمون بالبُنْدقِ (كرات صغيرة) الزجاجِ فيه النفطُ، فامتلأت البرية بالنيران”؛ وفقا للذهبي.
ومن الألعاب الاحتفالية ما صوره بدقة بالغة الرحالة ابن جبير الأندلسي (ت 614هـ/1217م) -في رحلته- عن احتفالات أهل مكة بموسم “العمرة الرجبية”؛ فقال إنهم خرجوا “في احتفال لم يُسمع بمثله انحشد له أهل مكة عن بَكرة أبيهم، فخرجوا على مراتبهم قبيلةً قبيلة وحارةً حارة، شاكِينَ (متسلحين) في الأسلحة فرسانا ورجالةً.. على ترتيب عجيب، فالفرسان منهم يخرجون بخيلهم ويلعبون بالأسلحة عليها، والرجالة يتواثبون ويتثاقفون (يتناورون) بالأسلحة في أيديهم حِرابا وسيوفا وحَجَفاً (جمع حَجَفَة: تُرْسٌ جِلْدي)، وهم يُظهرون التطاعن بعضهم لبعض والتضارب بالسيوف والمدافعة بالحَجَف التي يَسْتَجِنُّون (يتترَّسون) بها..، وكانوا يرمون بالحراب إلى الهواء ويبادرون إليها لَقْفاً بأيديهم وهي قد تصوّبت أسنَّتُها (شفراتها) على رؤوسهم وهم في زحام..، وربما رمى بعضهم بالسيوف في الهواء فيتلقونها قبضاً على قوائمها كأنها لم تُفارق أيديهم”!!
وكثيرا ما كانت الألعاب ضمن أنشطة الاحتفالات الرسمية بالنصر في معركة حربية ما؛ كما حدث في سنة 647هـ/1249م عندما انتصر أمراء الشام الأيوبيون على أبناء عمومتهم في مصر، فدخلوا البلاد وسط احتفالات باهرة “وشقّوا القاهرة وهم يلعبون بالرماح بين القصرين على خيولهم”؛ طبقا للمؤرخ ابن الدَّوَاداري (ت بعد 736هـ/1435م) في ‘كنز الدرر‘.
ومن النماذج المتأخرة زمنيا لذلك ما يذكره الحلاق البديري (ت بعد 1175هـ/1762م) -في ‘حوادث دمشق اليومية‘- من أنه في سنة 1156هـ/1744م “شرع والي دمشق الشام سليمان باشا ابن العظم (ت 1156هـ/1744م) في [إقامة] فرحٍ لأجل ختان ولده..، وجمع فيه سائر الملاعب.. واجتمع فيه الأعيان والأكابر..، وأطلق [لهم] الحرية لأجل الملاعب يلعبون بما شاؤوا..، ولا زالوا على هذا الحال سبعة أيام بلياليها..، وعُمِل موكبٌ.. فيه الملاعب الغريبة من تمثيل شجعان العرب وغير ذلك”.
ومن لعب المسلمين قديما ما كان ترفيهًا محضًا، وهذا ما كان يشتركُ فيه الناسُ كلّهم فلا يأنفُ منه حتى فقهاؤهم وكبراؤهم؛ بل إن اهتمام السلاطين مثلا بالألعاب واللاعبين كان من لوازم الملك التي ينصح بها كتاب الآداب السلطانية، ففي كتاب ‘التاج‘ المنسوب إلى الجاحظ (ت 255هـ/869م) أنه “لندماء المَلك وبطانته خِلالٌ (= خصال) يساوون فيها المَلِك ضرورةً، ليس فيها نقصٌ على المَلِك ولا ضَعَة في المُلْك، منها: اللعب بالكرة، وطلب الصيد، والرمي في الأغراض (الأهداف)، واللعب بالشِّطرنج، وما أشبه ذلك”.
شمول مجتمعي:
وأما العلماء؛ فمن المواقف التي رصدتها كتب التراجم لألعابهم ما رواه ابن رجب الحنبلي (ت 795هـ/1392م) -في ‘ذيل طبقات الحنابلة‘- من أن أحد الزهاد الحنابلة يُسمَّى أبا منصور عبد العزيز بن ثابت البغدادي (ت 596هـ/1200م) “كان لطيفاً في صحبته، خرجنا نزور قبر الإمام أحمد بن حنبل (ت 241هـ/855م)، ثم عدلنا إلى الشط فنزل الفقهاء يسْبحون في الشط، فقالوا للشيخ أبي منصور: انزل معنا، فنزع ثوبه ونزل يسبح معهم، ولعبوا في الماء فعمل مثلهم، فقال له بعض الفقهاء: أين الشيخ محمد النَّعال (ت بعد 596هـ/1200م) يبصرك؟! فقال: يا مسكين! الحقُّ تعالى يبصرنا! فطاب بعض الجماعة بقوله”.
وكان للأطفال لُعَبُهم التي بها يفرحون في الساحات والطرقات ليلا ونهارا، فكثيرا ما نجد في المعاجم تفسيرا لمفردة ما بأنها “لعبة للصبيان”؛ وقد ورد -في ‘صحيح مسلم‘- أن حادثة شق صدر النبي ﷺ وقعت له صغيرا “وهو يلعب مع الغلمان”. كما ذكر الذهبي -في ‘سير أعلام النبلاء‘- أن أبا هريرة (ت 59هـ/680م) كان صاحب ملاطفات للأطفال بالمدينة النبوية، ولذلك “ربما أتى الصبيان -وهم يلعبون بالليل لعبة الأعراب- فلا يشعرون حتى يُلقي نفسَه بينهم، ويضرب برجليْه فيفزع الصبيان فيفرون”!
وكما كان للأولاد ألعابهم؛ فقد كان للصبايا ألعاب في هيئة دُمى عرائس يسميها العرب “البنات”، وهي “تماثيل من عاج” كما فسّرها ابن سِيدَهْ؛ وقال ابن منظور: “البناتُ: التَّماثيلُ التي تلعب بها الجَواري”. وقد ورد في ‘صحيح البخاري‘ أن “عائشة -رضي الله عنها- قالت: كنتُ ألعب بـ‘البنات‘ عند النبي ﷺ، وكان لي صواحب يلعبن معي”. ومن طريف ألعاب البنات في الحواضر الكبرى دُمية “الدُّوباركه” التي تشبه ما يُعرف اليوم بدُمية “باربي” وإن كانت بحجم أكبر، وقد ذكرها القاضي المحسِّن التنوخي (ت 384هـ/995م) -في ‘نشوار المحاضرة‘- فقال: “الدوباركه: كلمة أعجمية، وهي اسم للُعَب على قَدْر الصبيان يُحِلّها أهلُ بغداد في سطوحهم ليالي [عيد] ‘النيروز المعتضدي‘ (= بداية تقويم السنة المالية للدولة البويهية)، ويلعبون بها ويُخرجونها في زي حسن من فاخر الثياب والحُلِيّ، ويُجْلونها كما يُفعل بالعرائس، وتخفق بين يديها الطبول والزمور”!!
منذ العهد النبويّ كان للألعاب الرياضيّة ذات الطابع التنافسيّ حظٌّ كبيرٌ من الاهتمام الشعبي و”العناية الرسمية”. ورغم أن الشريعة الإسلامية سدّت أبواب المقامرات المُتلفة للأموال في غير نفع يعود على المجتمع، إلا أنها استثنت من السباق ما يمكنُ أن يُعين على القوة والفروسية وإعداد أفراد المجتمع إعدادا بدنيا يمنحهم القوة والنشاط، كالرمي وسباق الخيل والإبل؛ فقد روى أبو داود والترمذي (ت 279هـ/892م) والنَّسائي (ت 303هـ/915م) وغيرهم من حديث أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال: “لا سَبَقَ (جائزة الفوز) إلا في نَصْل (مباراة الرماية)، أو خُفٍّ (سباق الإبل)، أو حافِر (سباق الخيل)”.
وكان النبيُّ ﷺ يرعى هذا النوع من المسابقات ويحضرُه مشرفًا ومشاركًا ومشجّعًا؛ ولذا جاء في ‘صحيح البخاريّ‘ من حديث ابن عمر “أن رسول الله ﷺ سابق بين الخيل التي أُضمِرت (أعدّت للسباق والقتال) من الحفياء وأمَدُها ثنية الوداع (المسافة بين الموضعيْن 10 كم تقريبا)، وسابق بين الخيل التي لم تُضمر من الثنيّة إلى مسجد بني زريق، وأن عبد الله بن عمر كان فيمن سابق بها”. وأما الرمايةُ فكانت محببّة إلى النبيُّ ﷺ؛ فقد روى البخاري من حديث سلمة بن الأكوع (ت 74هـ/693م) أنه قال: “مَرَّ النبيُّ ﷺ على نفَر من أسلم يَنتضلون، فقال النبيُّ ﷺ: ارْموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا”! وأما سباق الإبل؛ فلطالما شاركت فيه ناقةُ النبيّ ﷺ فكانت تفوزُ دائمًا إلا مرّة واحدة؛ كما روى البخاريّ في صحيحه من حديث أنس بن مالك أنه قال: “كان للنبي ﷺ ناقة تسمى العَضْباء [وفي بعض الروايات: القَصْواء]، لا تُسبَق، فجاء أعرابي على قَعود فسَبَقَها، فشقَّ ذلك على المسلمين حتى عرفه [النبيّ ﷺ في وجوههم]، فقال: “حقٌّ على الله ألا يرْتفع شيء من الدنيا إلا وضَعَه”!
المصدر: إسلام أون لاين