أبرز الأحداث التاريخية (لليمن الحديث والمعاصر) من الفترة 1930 – 1935م (1)

أبرز الأحداث التاريخية (لليمن الحديث والمعاصر)

من الفترة 1930 1935م

 الندوات الخاصة بتاريخ اليمن الحديث والمعاصر"1920 – 1970م"،

منتدى المؤرخ الحصيف، للعام   2019 – 2020م.

المقدمة:

شهد اليمن في عهد حكم الإمام يحيي حميد الدين حروبًا ضدّ البريطانيين في الجنوب، ومع الأدارسة لاستعادة المناطق اليمنية: الحديدة وتهامة وعسير، ومع أسرة آل سعود في شمال الشمال، واستمرار القلاقل الحدودية بين البلدين انتهت بتوقيع اتفاقية "العرو" ومن ثمّ اتفاقية "الطائف" 1934م.

-  أبرز الأحداث التاريخية (لليمن الحديث والمعاصر) من الفترة 1930 – 1935م.

د. إسماعيل قحطان:

- الحربين والمعاهدتين.

   عام 1926م:

كانت الصدمة الكبيرة التي تلقاها الإمام يحيى من جاره سلطان نجد "عبد العزيز بن سعود" عندما فرض سلطته وحمايته على عسير الأرض اليمنية التي كان الإمام يعتبرها جزء من ممتلكاته.

   عام 1928م:

كانت قوات الإمام يحيى تنسحب من باقي المحميات الجنوبية إلى ما خلف الحدود التي اتفق عليها البريطانيون مع العثمانيين، وأصبحت الضالع ضمن المحميات البريطانية، فكانت خسارة الإمام فادحة في الاتجاهين.

بعد كل حدث من ذانك الحدثين دخل الإمام في محادثات مع الطرفين المحتلين للأراضي اليمنية، وكانت الانتفاضات الداخلية مشتعلة في عدد من المناطق من بينها انتفاضة الزرانيق 1928م. كان ذلك كله يعطي صورة واضحة على مدى هشاشة وضعف الدولة التي أقامها الإمام يحيى.

   عام 1928م:(جنوب اليمن).

استمرت المفاوضات بين حكومة الإمام يحيى والحكومة البريطانية منذ 1928 إلى 11 فبراير 1934م حين تمّ التوصل إلى الاتفاق بين البلدين لإنهاء الخلاف بين الطرفين وتوقيع المعاهدة. 

وفي حين كان الإمام يحيى يفشل في حماية دولته من العدوين الجارين (السعودية وبريطانيا) كان يشدد قبضته في الداخل على القوى اليمنية ويبدأ بطلب الرهائن ومن يرفض ذلك يقوم بتجريد حملة عسكرية ضده كما حدث مع قبائل "بيحان" و "مأرب" 1931م، وقبائل "دهم" 1932م.

في ظل ذلك الزحف الإمامي على القبائل لأخذ الرهائن والغنائم وصلت قواته إلى جبل "العرو" عام 1931م، وأخذت الرهائن وقد اعتبر ابن سعود ذلك عدوانًا على ممتلكاته في عسير وعند مراسلته للإمام يستفسره عما حدث كان موقف الإمام يحيى هزيلًا حيث أجاب بإن أبناء المناطق تلّك هم من طلبوه لتعليمهم أمور الدين، بل والأنكا من ذلك إنَّ الإمام استسمح ابن سعود إِذا كان قد حدث تعدٍ على المناطق المشمولة بالحماية السعودية.

وأمام ذلك التصرف من الإمام تنازل ابن سعود عن جبل "العرو" للإمام إِلاَّ إِنَّ الإمام في نفس العام 1931م، قام بدعم ثورة "ابن رفادة"؛ الأمر الذي أدى إلى عدم رضى بن سعود على هذا التصرف الذي كاد ينقض معاهدة "العرو".

إِلاَّ إِنَّ ثورة الأدارسة بقيادة "حسن الأدريسي" ضّد هيمنة ابن سعود في 1932م،ّ ثم هزيمتهم ولجؤهم إلى الإمام يحيى زاد من توتر العلاقة بين الرجلين بن سعود وبن حميد الدين وزاد على ذلك في نفس العام  1932م، أن دخلت قوات السيف أحمد إلى نجران لملاحقة قبيلة "يام" وهي من مناطق بن سعود فتوترت العلاقات بين الطرفين (ومما زاد في توترها قيام مجلة المنار وصاحبها "محمد رشيد رضا" بإشعال نار الفتنة حين كتب أن تساهل بن سعود مع الإمام يحيى وابنه السيف أحمد في حادثة جبل "العرو" هي التي جعلتهم يتمادون في جعل ابن سعود امام الامر الواقع) - وهنا - يمكننا ملاحظة الدور الذي كان يلعبه صاحب مجلة المنار في تأجيج بن سعود؛ وهو الأمر الذي يؤكد ما ذهب إليه بعض المؤرخين بإن صاحب مجلة المنار كان يخدم المصالح البريطانية، وهذا التأجيج يعني زيادة الضغط السعودي على الإمام يحيى مما يسهل المفاوضات البريطانية مع حكومة الإمام في الجنوب.

دخل الطرفان (اليمني - السعودي) في مفاوضات مطولة منذ 1932م حتى مارس 1934م حين فشل مؤتمر "أبها" ليبدأ الجيش السعودي بالزحف في 5 مايو 1934م، لتّشِن السعودية حربًا على الإمام يحيى وبدأت جيوشها تقتحم المناطق، وكما تشير بعض المراجع إلى إِنَّ الجيوش اليمنية خسرت الحرب في جميع الجبهات حيث دخل "فيصل" إلى الحديدة ووصل سعود إلى "باقم" على مشارف صعدة وانسحب الأمير أحمد إلى الجبال.

كان وصول "فيصل" إلى الحديدة بعد حوالي عشرة أيام من الحرب إيذانًا بانتهاء الحرب واستسلام قوات الإمام ودخل الطرفان في مفاوضات إنهاء الحرب في 18 مايو 1934م في منطقة الطائف ووجه ابن سعود إنذارًا للإمام بأنه سيستمر في شّن الحرب والزحف إذا لم يتم الاتفاق على المعاهدة في 28 مايو 1934م، فوافق الإمام يحيى على شروط ابن سعود مباشرة دون تردد وبدأ بتنفيذها كاملة في نفس يوم التهديد خوفًا من زحفه إلى صنعاء، فيفقد بذلك الإمام دولته، فآثر السلامة بما بقي معه من أرض لم يتم احتلالها.

حالة الضعف والاضطرابات التي عمّت الدولة شجعت بعض الطامحين للتفكير في الاستيلاء على السلطة، وتشير الوثائق البريطانية إلى إنه في عام 1931م، قام "علي الوزير" بمراسلة البريطانيين عبر التاجر "أحمد محمد سعيد الأصنج" عارضًا عليهم امداده بالدعم العسكري للقيام بانقلاب ضّد الإمام يحيى وبمساعدته بقوات عسكرية من الجنود الصوماليين في حدود ألف مقاتل مع أسلحتهم؛ إِلاَّ إنَّ البريطانيين رفضوا الفكرة وتجاهلوا مطالب "ابن الوزير" حيث كانوا يرون أنَّ المفاوضات مع الإمام، واستخدام أسلوب الضغط العسكري تعطيهم ما يريدون بأقل تكلفة مما لو أنهم دعموا قيام إنقلاب.

بعد انتهاء الإمام يحيى من توقيع الاتفاقيتين مع ابن سعود والبريطانيين لم يكن أمامه سوى الالتفات للداخل ليبدأ بالتفرغ لتنفيذ سياسته القمعية ضّد الشعب اليمني والتفنن في إذلاله. وأمام حالة الخوف الشديدة لم يكن هناك صوت عالٍ للمعارضة بل إنَّ المعارضة التي كانت تسعى للتخلص من الإمام من قبل سكنّت وتحوّلت الأصوات إلى همسٍ يطالب بإصلاح الأوضاع بدرجةٍ عالية من التزلف للإمام كي يقبل منهم ما يقولون. فكانت حالة القمع الشديدة سبًبا لانتقال همس المطالب بالإصلاح من الداخل إلى الخارج ليصبح صوتًا مسموعًا عبر وسائل الإعلام المتاحة، وتشكلّت ما عرفت بحركة الأحرار في عدن والتي ظلت فقط تطالب بالإصلاح وليس إبعاد الإمام عن السلطة كما كان من قبل.

يمكن القول - أنَّ المعارضة القوية التي وجدت منذ عام 1918م اختفت بعد 1934م، ولم تعد هناك مطالب بالتخلص من الإمام أو بخلع طاعته وإنمّا ساد نوع من الهدوء حتى على مستوى الشباب المستنير الذي تحول البعض منهم إلى العمل السري مثل حركة الإصلاح في "إب" بقيادة القاضي محمد بن علي الأكوع عام 1936م وأخوه القاضي إسماعيل. أو هيئة النضال بقيادة أحمد المطاع أو بالحديث عن الإصلاح الأسلوب الأدبي كما هو في مجلة الحكمة 1938 – 1941م.

عام 1934م: (الحرب السعودية اليمنية).

تعود خلفيتها التاريخية إلى حرب وقعت بين المملكة المتوكلية اليمنية والأدارسة على فترات متقطعة بدأت منذ 1924م حتى أكتوبر 1926م عندما تحوّلت الإمارة الإدريسية في عسير إلى حكم ذاتي تحت حماية السعودية وسيادتها بناء على إتفاقية مكة عام 1926م، وبعدها تحولّت اتفاقية الحماية من حكم ذاتي إلى اتفاق سيطرة كاملة بعد ضم المنطقة في أكتوبر 1930م. بعدها (بعامين) تمّرد الأدارسة على الملك عبد العزيز ما بين (نوفمبر 1932 - فبراير 1933م)، وعندما فشل التمرد أصبحوا لاجئين في اليمن عند الإمام يحيى حميد الدين، وعام 1934م نشبت الحرب بين المملكة العربية السعودية والإمام يحيى (فقط في جبهة نجران) ومعه الأدارسة (في بقية الجبهات الأخرى) وانتهت بمعاهدة الطائف 1934م حيث قام الجيش السعودي بموجبها بالانسحاب من الحديدة وحجة وتراجع جيش المملكة المتوكلية اليمنية من نجران عام 1934م (كان جيش إمام اليمن يحيى حميد الدين بدأ بالسيطرة  لـ "نجران" في إبريل 1933م، ولم تكتمل سيطرته عليها إِلاَّ في أكتوبر 1933م باحتلال مدينة البدر بعد مواجهات مع قبائل يام والمكارمة).

في تاريخ 3 مايو 1924م، زحف جيش الإمام يحيى بقيادة "عبد الله بن أحمد الوزير" لحرب الأدارسة، وكانت تهامة ساحة الحرب، وهزم الأدارسة واستولى اليمنيون على ميناء الحديدة وغيره من موانئ تهامة ومدنها، وعين الإمام ولاته عليها، ثمّ واصل جيش الإمام تقدمه صوب عسير، وحاصر مدينتي "صبيا" و "جازان"، واضطر السيد الحسن الإدريسي إلى أن يعرض على الإمام يحيى حميد الدين صلحاً يقضي بكف الإمام عن محاولة الاستيلاء على المدينتين المذكورتين مقابل اعتراف الأدارسة بولائهم للإمام يحيى حميد الدين وحكمه لـ "عسير"، على أن يمنح الإمام الأدارسة نفوذاً محلياً عليها، لكّن الإمام يحيى رفض العرض، وأصّر على مواصلة محاولة الاستيلاء على منطقة عسير؛ مما حمّل حسن الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبدالعزيز آل سعود، وكان ذلك عام 1345هـ / 1925م.

- قوات الطرفين:

كان محمد بن علي الإدريسي في عسير يود الاتحاد مع الإمام يحيى وينهي النزاع بينهما على الحديدة شريطة اعتراف الإمام يحيى بالإدريسي حاكمًا على عسير لكن الإمام الزيدي كان متعنتًا ويرغب بإخراج الإدريسي من اليمن كلِها بحجة أنه "دخيل عليها" لأصوله المغربية، فقاتل الإمام يحيى حميد الدين الأدارسة وسيطر على الحديدة وفرض حصاراً على "صبيا" مما اضطر حسن الإدريسي إلى التحالف مع عبد العزيز آل سعود، وكان قد عقد معاهدة مع الإنجليز عام 1915م، كان الإمام مهتماً بالسيطرة على عدن من الإنجليز ولكن محاولاته باءت بالفشل فقد فرض الإنجليز حصاراً على المملكة المتوكلية اليمنية لمنعهم من شراء الأسلحة من إيطاليا في نوفمبر 1933م، نقض الأدارسة حلفهم مع البريطانيين وابن سعود والتحقوا بالإمام. سيطرت قوات المملكة المتوكلية على نجران وأجزاء من عسير وطالب الإمام يحيى باستعادة حكم الأدارسة في جيزان وعسير فلجأ ابن سعود للبريطانيين طلباً للأسلحة. خطط الإمام يحيى و "المكرمي في نجران" لتجهيز جيش قوامه مائتي ألف مقاتل لقتال ابن سعود ولكن خطتهم تلك لم ترَ النور.

كانت المملكة المتوكلية اليمنية وعسير وجيزان الهدف الأسهل لابن سعود لأنها لم تكن محميات بريطانية وكان ابن سعود واثقًا أن الإمام يحيى لن يُدعم من الإنجليز. قامت حرب خاطفة بين مارس ومايو عام 1934م وانتهت بتوقيع معاهدة "الطائف" عقب سيطرة ابن سعود على مئة كيلو متر بعد ساحل "صبيا" على أن يتم تجديدها كل عشرين عام، وأن تضم عسير للحماية السعودية عقب وفاة الإدريسي.

عدة أسباب دفعت ابن سعود للتوقيع على المعاهدة - بالرغم من أن البريطانيين توقعوا أن يحتل المملكة المتوكلية مثَّل مملكة الحجاز - كانت سلطة الإمام هزيلة على ساحل تهامة لكّن أدرك ابن سعود أن الإمام يحاول استدراجه نحو المرتفعات الجبلية الزيدية، ولخشيته أن توغله قد يتيح الفرصة لتمرد جديد من الإخوان عليه، ولافي تقارب قواته للخبرة في المعارك الجبلية، وخوفه من دعم إيطالي مرتقب للإمام. 

- معاهدة الطائف بين المملكة المتوكلية اليمنية والمملكة العربية السعودية (6 صفر عام 1353 ه/ 19 مايو عام 1934م).

(1)

الملحق الأول

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نحن الإمام يحيى بن محمد حميد الدين ملك المملكة اليمانية، بما إنه قد عقدت بيننا وبين حضرة صاحب الجلالة الملك الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة السعودية، معاهدة صداقة إسلامية وأخوة عربية لإنهاء حالة الحرب الواقعة لسوء الحظ بيننا وبين جلالته ولتأسيس علاقات الصداقة الإسلامية بين بلاديهما، ووقعها مندوب مفوض من قبلنا ومندوب مفوض من قبل جلالته وكلاهما حائزان للصلاحية التامة المتقابلة وذلك في مدينة جدة في اليوم السادس من شهر صفر سنة ثلاث وخمسين بعد الثلاثمائة والألف وهي مدرجة مع عهد التحكيم والكتب الملحقة بها فيما يلي: -

- معاهدة صداقة إسلامية وأخوة عربية بين المملكة اليمانية وبين المملكة العربية السعودية.

- حضرة صاحب الجلالة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين ملك اليمن من جهة.

- حضرة صاحب الجلالة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.

- رغبة منهما في إنهاء حالة الحرب التي كانت قائمة لسوء الحظ فيما بينهما وبين حكومتيهما وشعبيهما، ورغبة في جمع كلمة الأمة الإسلامية العربية ورفع شأنها وحفظ كرامتها واستقلالها.

ونظرًا لضرورة تأسيس علاقات عهدية ثابتة بينهما وبين حكومتيهما وبلاديهما على أساس المنافع المشتركة والمصالح المتبادلة.

- وحبًا في تثبيت الحدود بين بلاديهما وإنشاء علاقات حسن الجوار وربط الصداقة الإسلامية فيما بينهما وتقوية دعائم السلم والسكينة بين بلاديهما وشعبيهما.

- ورغبة في أن يكون عضوًا واحدًا أمام الملمات المفاجئة وبنيانًا متراصًا للمحافظة على سلامة الجزيرة العربية قررا عقد معاهدة صداقة إسلامية وأخوة عربية فيما بينهما، وانتدبا لذلك الغرض مندوبين مفوضين عنهما وهما: -

عن حضرة صاحب الجلالة ملك اليمن حضرة صاحب السيادة السيد عبد الله بن أحمد الوزير.

وعن حضرة صاحب الجلالة ملك المملكة العربية السعودية حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد العزيز نجل جلالته ونائب رئيس مجلس الوكلاء.

وقد منح جلالة الملكين لمندوبيهما - الآنفي الذكر - الصلاحية التامة والتفويض المطلق. وبعد أن أطلع المندوبان المذكوران على أوراق التفويض التي بيد كل منهما فوجداها موافقة للأصول، قررا باسم ملكيهما الاتفاق على المواد الآتية: -

المادة الأولى: تنتهي حالة الحرب القائمة بين مملكة اليمن والمملكة العربية السعودية بمجرد التوقيع على هذه المعاهدة، وتنشأ فورًا بين جلالة الملكين وبلاديهما وشعبيهما حالة سلم دائم وصداقة وطيدة، وأخوة إسلامية عربية دائمة لا يمكن الإخلال بها جميعها أو بعضها. ويتعهد الفريقان الساميان المتعاقدان بأن يتحلا بروح الود والصداقة جميع المنازعات والاختلافات التي قد تقع بينهما، وبأن يسود علاقتهما روح الإخاء الإسلامي العربي في سائر المواقف والحالات، ويشهدان الله على حسن نواياهما ورغبتهما الصادقة في الوفاق، والاتفاق سرًا وعلنًا، ويرجوان منه سبحانه وتعالى أن يوفقهما وخلفاءهما وورثاءهما وحكومتيهما إلى السير على هذه الخطة القويمة التي فيها رضا الخالق وعز قومهما ودينهما.

المادة الثانية: يعترف كل من الفريقين الساميين المتعاقدين للآخر باستقلال كل من المملكتين استقلالًا تامًا مطلقًا وبملكيته عليها، فيعترف حضرة صاحب الجلالة الإمام يحيى بن محمد حميد الدين ملك اليمن لحضرة صاحب الجلالة الإمام عبد العزيز ولخلفائه الشرعيين، باستقلال المملكة العربية السعودية استقلالًا  تامًا مطلقًا، وبالملكية على المملكة العربية السعودية، ويعترف حضرة صاحب الجلالة الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية لحضرة صاحب الجلالة الإمام يحيى ولخلفائه الشرعيين باستقلال مملكة اليمن استقلالا ًتامًا مطلقًا، وبالملكية على مملكة اليمن. ويسقط كل منهما أي حق يدعيه في قسم أو أقسام من بلاد آخر خارج الحدود القطعية المبينة في صلب هذه المعاهدة. إن جلالة الإمام الملك يحيى يتنازل بهذه المعاهدة عن أي حق يدعيه باسم الوحدة اليمانية أو غيرها في البلاد التي هي بموجب هذه المعاهدة تابعة للمملكة العربية السعودية من البلاد التي كانت بيد الأدارسة أو آل عايض أو في نجران وبلاد يام، كما أن جلالة الإمام عبد العزيز يتنازل بهذه المعاهدة عن أي حق يدعيه من حماية واحتلال أو غيرهما في البلاد التي هي بموجب هذه المعاهدة تابعة لليمن من البلاد التي كانت بيد الأدارسة أو غيرها.

(الإنتقال إلى الجزء الثاني)

التعليقات (0)