ثورة 14 أكتوبر ومدى تحقق الأهداف الوطنية (1)

ملتقى المؤرخين اليمنيين

الندوة السابعة بعنوان

ثورة 14 أكتوبر ومدى تحقق الأهداف الوطنية

18 ربيع أول 1444هـ / 14 أكتوبر 2022م

ضيف الحلقة: د. إسماعيل قحطان.

مدير الحلقة: د. أحمد المصري.

 القسم الأول

التقديم والمحاضرة

تقديم: مدير الندوة

الدكتور د. أحمد المصري

مقدمة الندوة:

بسم الله الرحمن الرحيم

بدايةً نرحّب بجميع الأساتذة والباحثين الأكارم الذين شرفونا بحضورهم هذه الندوة المتميّزة من فعاليات "ملتقى المؤرخين اليمنيين".

ففي مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٣م، انطلقت شرارة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة من جبال "ردفان" الشامخة لتعلن بداية الكفاح المسلح من أجل نيل الاستقلال وإجبار المستعمر البريطاني على الجلاء من أرض الوطن، وهو ما تمّ بالفعل في ٣٠ نوفمبر من عام ١٩٦٧م. 

بهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلوبنا جميعًا نستضيف الليلة الزميل الدكتور/ إسماعيل قحطان في حلقة خاصة بعنوان: - "ثورة ١٤ أكتوبر ومدى تحقيق الأهداف الوطنية".

ترجع أهمية الحلقة كونها تحاول الإجابة على سؤال مهم وكثيرًا ما يُطرح لتقييم أيّ تجربة إنسانية، أعني به هنا التحقق من مدى تحقيق هدف تلك التجربة وصدى أثرها على المدى القريب والبعيد.  

إنَّ تناول موضوع تاريخي بحجم ثورة ١٤ أكتوبر المجيدة في هذا التوقيت المهم له وقع خاص، إِذ نعيش الآن ظرفية تاريخية صعبة جدًا، فإلى جانب حالة التشرذم والتفكك والإحتراب وكذلك التدخلات الخارجية، نعاني من حالة يأس وانكسار وفقدنا الثقة بأنفسنا، كما أصبحنا عاجزين عن تغيير الواقع الذي نحن عليه.

ولعل إحياء المناسبات الوطنية والتذكير بأحداث الماضي المُشرق التي صنعت التحولات الجذرية في تاريخنا ومنها ثورتي ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر المجيدتين، قد تساعد في إنعاش الروح الوطنية في الذاكرة والجسد اليمني المنهك الممزق بفعل الصراعات السياسية.

 أتمنى أن يكون نقاش موضوع حلقة الليلة بكل موضوعية وإثرائها بـما سيُـطرح من قبلكم من تسـاؤلات ومداخلات. مرةً أخرى أُرحب بالضّيف الكريم دكتور/ إسماعيل والحضور جميعًا، وأتمنى للجميع التوفيق والسداد. 

موضوع الندوة

ثورة 14 أكتوبر ومدى تحقق الأهداف الوطنية

تقديم/ د. إسماعيل قحطان

بسم الله الرحمن الرحيم

بدايةً أهنئ الجميع بالذكرى التاسع والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، كما أوجه الشكر للدكتور أحمد المصري، ولإدارة وأعضاء الملتقى.

المقدمة:

عندما نتحدث عن ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر 1962م أو الرابع عشر من أكتوبر 1963م اليمنيتين كثيرًا ما نتطرق للأحداث والتفاصيل والجزئيات البسيطة أو حتى الجليلة. ونبتعد من غير قصد عن مناقشة الأهدّاف التي وضعت لهما والانجازات التي تحققت، وأيضًا التغيرات الجذرية (العملاقة) وأضع كلمة العملاقة بين قوسين عن قصدٍ حتى أظهر تلّك الإنجازات التي تحققت في اليمن الأرض والتاريخ نتيجة هاتين الثورتين.

ما يلفت الانتباه في الوقت الحالي ظهور كمية العداء المستفحش ضّد هاتين الثورتين وإدعاء ضرورة إعادة قراءة مسيرتهما ومناقشة الأخطاء والهفوات لهاتين الثورتين. والمؤسف أنَّ هذا العداء ليس من قبلِ بقايا الإمامة أو بقايا الاستعمار إنمّا من مجموعة ممن يصنفون أنفسهم بالمثقفين وهم لا يشكلون سوى الأطراف الميتة في الأمة اليمنية. الأمر الذي يجعلنا كمؤرخين تحت مسئولية إظهار القيمة العظمى لهاتين الثورتين، وضرورة مناقشة مدى تحقق أهدافهما وتحقق تلّك الإنجازات، مهما كانت الأخطاء؛ لأن الإنجازات كانت أكبر من الأخطاء.

علينا كمؤرخين إعادة التذكير بالإنجازات في مقابل من ينادون بإعادة قراءة مسار الثورتين ولم يتذكروا هذه القراءة إِلاَّ في الزمان غير المناسب، وأصبح يحلو لهم إعادة هذه القراءة في هذا التوقيت الذي تتكالب فيه النوائب على اليمن ولم تتم من قبل. ما يضع علامة استفهام كبيرة حول نواياهم.

حين قامت ثورة 26 سبتمبر توافد إليها الوطنيون اليمنيون من كل أنحاء اليمن شماله وجنوبه شرقه وغربه توافدوا إلى صنعاء بالمئات والآلاف وانتشروا في جبال اليمن ووديانها وسهولها لنصرة الثورة الوليدة، فكان لنضالهم وتضحياتهم إن جعلت من ثورة 26 سبتمبر قوة مؤثرة زلزلت التاج البريطاني القابع في جنوب اليمن لتنطلق على إثرها ثورة 14 أكتوبر 1963م، فامتّد تأثير هاتين الثورتين على محيطهما الإقليمي وغيرتا المعادلات السياسية التي كانت قائمة.

أولئك الشباب من أبناء المناطق الجنوبية والشرقية الذين رسخوا ثورة 26 سبتمبر عادوا إلى مناطقهم وهم عازمون على تحريرها من الاحتلال البريطاني، بل إنَّ الشرارة الأولى لثورة 14 أكتوبر 1963م، والتي انطلقت من جبال ردفان كانت على أيدي هؤلاء الشباب الذين اشتبكوا مع أول دورية بريطانية واجهتهم وهم عائدون إلى ديارهم بقيادة "راجح بن غالب لبوزة"، والعائدين من الشمال مع القوات البريطانية لتصبح تلّك الشرارة الأولى.

لم يكن اشتباك يوم 14 أكتوبر 1963م بين الشباب اليمني من أبناء "ردفان" مع قوات الاحتلال البريطاني هو الأول، بل كان تتويج لمرحلة طويلة من المقاومة الوطنية لأبناء تلّك المناطق ضد الاحتلال البريطاني منذ أول يوم وطأت قدمه ميناء عدن في يناير 1839م، ولم تتوقف أبدًا حتى يوم الاستقلال. بل إنَّ هذه المقاومة المستمرة والمتعاقبة تطورت لتصبح حركة وطنية تقدمية كبرى مقرها في عدن وصداها في كل اليمن. هذه الحركة الوطنية هي التي صنعت ما اسميته في أحد أبحاثي (عصر النهضة العدنية) ولم يصنعه الاحتلال كما قد يعتقد البعض، بل تّم صناعته بأيدي التنظيمات السياسية اليمنية الحديثة كالحركة العمالية وحزب البعث وحركة القوميين العرب.

يحاول البعض أن يعطي للإمامة دور في انتفاضات بعض القبائل ضّد الاحتلال البريطاني، ويلبسها لباس الفضل والمنة من الإمامة على هذه القبائل فهو مخطئ؛ لأنّ هذه القبائل كانت ثائرة لذاتها ولم تتوقف في يومٍ ما، وكانت الإمامة تسعى لتحقيق مصالحها الذاتية من خلال تقديم فتات المساعدات لهذه القبائل أو تجير أّعمال تلك القبائل لصالحها لكن الواقع أنّه لم يكن هناك هدف (وطني) وراء هذا الدعم بقدر ما هو هدف ذاتي.

وبتجاوز كل تلك التفاصيل لننتقل إلى مناقشة تحقق الأهدّاف أو بالأصح تحقق المنجزات. فهل حققت ثورة 14 أكتوبر الأهدّاف والطموحات التي كانت تسعى إليها الحركة الوطنية اليمنية في تلّك الفترة، وهل أيضًا تحققت الأهدّاف أو الطموحات التي سعت إليها قبل ذلك ثورة 26 سبتمبر.

بالتأكيد؛ حققت ثورتي اليمن منجزات عظيمة وجليلة في كافة المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية.

- كانت اليمن عبارة عن أرض فيها شعب لا توجد سلطة سياسية حقيقية تحكمه حسب النظم والقوانين الدستورية المتماشية مع العصر الحديث. إنّما كانت إما سلطة جباية في الشمال أو سلطة تلقي المساعدات البريطانية في المحميات.

- كانت اليمن من أقصاها إلى أقصاها ليس فيها مدينة رئيسية تزخر بمظاهر الحياة الحديثة، وكانت عدن فقط تمتلك ذلك ولكنها لم تكن لأصحاب الأرض وإنمّا لفئة يتم استقدامها من خارج اليمن لخدمة المحتل. وعليه فقد انعدمت كافة النظم التعليمية المتطورة في جميع المحافظات أو السلطنات والمشيخات اليمنية.

- كما انعدمت النظم الصحية المتطورة وكانت أعداد الوفيات كبيرة نتيجة الأمراض القاتلة والوضع الصحي البائس. والامر نفسه ينسحب على بقية القطاعات.

- لم تكن هذه الأرض تعرف شوارع الإسفلت ولا مدرجات المطارات ولا المطارات ولا وسائل المواصلات الحديثة - نستثني عدن لما أوضحناه سابقًا - وكانت إما شوارع ترابية أو تستخدم الحيوانات كوسائل مواصلات، ومع قيام الثورتين كان أول ما قامت به الثورتين تحويل الأرض اليمنية من أرض فيها أشباه دول إلى دولتين دستوريتين ذات أنظمة وقوانين دستورية حديثة.

وفي سنوات معدودة أصبّحت المدن اليمنية عبارة عن مدن تنمو وتكبر بشكلٍ سريع ومتطور يحوي كل مظاهر الرخاء والتقدم في المجتمع اليمني، وتشكّلت الطبقة الوسطى التي كانت في السابق هي الطبقة المعدمة، وتنوعت المؤسسات التعليمية التي ننتمي اليوم إليها كـ "أكاديميين" أو التي تلقينا فيها العلوم والمعرفة ونحن طلبة، فكانت جميعها مؤسسات تعليمية نشأت بعد الثورتين وهذا بحد ذاته إنجاز لا يمكن تجاهله أو إخفاءه.

لكّن الأهم - من وجهة نظري البحتة - في كل هذه الإنجازات مدى تأثير هاتين الثورتين في السياسة الدولية، وكيف أنهّما غيرتا خريطة العالم لتصْنّعا خريطة جديدة ولا أبالغ إن قلت إنهّا غيرت خريطة العالم السياسية تمثلّت هذه الإنجازات في الآتي: -

        مسحت الثورتين اليمنيتين من خريطة العالم رقعة من رقاع التاج البريطاني المنتشرة في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية. ففي حين أسهمت ثورة 26 سبتمبر في دعم ثوار 14 أكتوبر لإزاحة الاحتلال البريطاني عن جنوب اليمن فإن ثورة 14 أكتوبر ساهمت في إزاحة الاحتلال البريطاني عن الجزيرة العربية والخليج العربي.

        أعادت الثورتين اليمنيتين لليمن هويتها الأصلية التي كانت قد فقدتها تحت مسميات إما (الدولة المتوكلية) أو (الجنوب العربي)، وأصبحت الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية هما: الهوية الجديدة وأصّبح اسم (اليمن) هو الأصل في التسميتين، بل حتى التسمية الدارجة التي أصبحت مستخدمة - اليمن الشمالي واليمن الجنوبي - هي تسميات تؤكّد هذه الهوية وإنَّ الأرض واحدةً والشعب واحد والجذور هي تلّك الجذور العميقة في التاريخ. 

        أعادت الثورتين اليمنيتين لليمن وحدتها وإن كانت الوحدة الأسمية قد تحققت في 1990م؛ إِلاَّ إِنَّ الوحدة الفعلية تحققت في عامي 1962م و1963م بالدماء اليمنية التي سالت وهي تحارب نظم العصور الوسطى الإمامة وبريطانيا وحرّرت اليمن منهما.

        جعلت دول الجوار تقوم بانقلابات بيضاء واستبدال الحكام السابقين بحكام "جدد" يواكبون التطور الذي تسير فيه اليمن.

        وجعلّتا "بريطانيا" تحمل عصاها وترحل.

        بل إِنَّ كل هذا الحشد العالمي لإعادة مخلفات الماضي إلى اليمن يؤكد أنهما ثورتان ما يزال تأثيرهما قائمًا حتى وقتنا الحالي.

يمكننا القول - أنَّ كل المشاريع التي استهدفت إخفاء الهوية اليمنية وتمزيق وحدة هذه الأرض، قد ذهبت أدرّاج الرياح بقيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وبهما دخل اليمن العصور الحديثة وهو البلد الوحيد الذي ما تزال ثورتاه حيّتان رغم تغير كل الظروف الدولية.

وإن لم يكن لثورة 14 أكتوبر أي حسنة تذكر؛ فيكفيها أنّها حققت استقلال جنوب اليمن وحررّته من عبودية المحتل وهذا أعظم إنجاز حققته الثورة.

والله الموفق

القسم الثاني

(الأسئلة والمداخلات(

أولاً: الأسئلة والإجابة عنها

أ. فيصل علي سعيد:

مرحبًا بأستاذتي الأعزاء. هل هناك فوائد من المستعمر في اليمن؟

ذكرّت أستاذنا الفاضل أنَّ "عدن" لا سواها هي، مدينة زخرت بمظاهر الحياة الحديثة، لماذا هي دون غيرها؟

د. إسماعيل قحطان:

إنَّ المحتل لا يقدم فوائد للبلد التي يحتلها، فهو حين يدخلها بقواته العسكرية ويقتل أبناءها إنمّا هدفه السيطرة على ثرواتها ومقدراتها أو موقعها.

في وضع "عدن" كانت بريطانيا قد عملت على تطوير بعض الجوانب، ولكن ليست الجوانب التي تمس ابن البلد الأصلي، إنمّا تقوم بها ليستفيد منها المواطنون البريطانيون ومن سار في كنفهم من أبناء الجنسيات الأخرى التي يتم استقدامها لتوفير الدعم للمحتل، فكانت الجنسية الهندية والباكستانية والصومالية والإيرانية هي أكثر الجنسيات المستفيدة من مظاهر المدنية الموجودة في عدن.

بل؛ إِنَّ الطبقة العدنية التي كانت تعمل على توازن الأمور داخل عدن لم تجد نفس الرعاية لذلّك وجدناها تكتب في صحفها الخاصة مطالبة بحقوق العدنيين من أبناء البلاد الأصليين وإيقاف باب الهجرة؛ لأنَّ المهاجر الذي لم يعش طويلًا في عدن يتمتع بمميزات أفضل من إبن "عدن".

د. أحمد المصري:

هل تمَّ صياغة أهدّاف واضحة لثورة ١٤ أكتوبر كما هو حال ثورة ٢٦ سبتمبر؟

د. إسماعيل قحطان:

في الواقع اختلفت عملية النشأة لدى التنظيمين الذين فجرا الثورتين سبتمبر "تنظيم الضباط الاحرار" وأكتوبر "الجبهة القومية".

ففي حين كان تنظيم الضباط في الشمال من العسكريين ولم يكن هناك وجود لأي مدني فقد كان العكس في الجبهة القومية أنّها تأسست من غالبية مدنية، وفي الواقع كانت الكتابات النظرية لكل من قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف هي المحرك للجبهة القومية. فقد وضع قحطان الشعبي في عام 1961 كُتيّب "اتحاد الامارات المزيف"، والذي ركز فيه على هدفين يجب العمل عليهما:

الأول: تأسيس جبهة من مختلف القوى السياسية تقود النضال ضّد المحتل.

الثاني: إعلان الكفاح المسلح.

وقد تمكّن الرجلان قحطان وفيصل من تحقيق الهدفين والذي على أساسه تشكّلت الجبهة القومية ثمَّ إعلان الكفاح المسلح.

د. أحمد المصري:

جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ... هل كانت هذه هي التسمية الأولى للشطر الجنوبي بعد الاستقلال؟ ومتى تمَّ تعديل التسمية لتصبح: جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية؟

د. إسماعيل قحطان:

بالفعل، كانت التسمية الأولى التي أعلنها الرئيس قحطان الشعبي في بيان الاستقلال عام 1967م؛ هي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بقيادة الجبهة القومية، ثمَّ بعد الانقلاب على الرئيس قحطان سعت السلطة الجديدة إلى تغيير اسم الدولة فكان ذلك عام 1970م، ثمَّ إلى تغيير التنظيم الحاكم فيما بعد.

أ. فيصل علي سعيد:

تحدثت عن الطبقة المدنية أستاذي الفاضل، وهو مصطلح يشير إلى شرائح معينه أتمنى التوضيح (من خلال ملاحظة الفترة الزمنية التي مكّثت عدن فيها تحت الاحتلال الإنجليزي ما يقارب القرن والنصف). هل حدثت تحولات اجتماعية في تركيبة المجتمع؟

د. إسماعيل قحطان:

حَوت مدينة "عدن" عدد من الطبقات الاجتماعية وهي كالآتي: -

        المحتلون البريطانيون.

        المهاجرين من مختلف الجنسيات.

        أبناء عدن الأصليين مواليد عدن.

        أبناء المحميات وأبناء الشمال.

كان التحول داخل مدينة "عدن" فقط. حيث زاد عدد المهاجرون إليها وتمتعوا بأفضل سبل العيش.

أ. فيصل علي سعيد:

من الذي صاغ أهدّاف ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وهل كانت صياغة أهدّاف ثورتي سبتمبر وأكتوبر ذات أيديولوجيات معينه من أشخاص كانت لهم توجهات معينه.

د. إسماعيل قحطان:

سبق إن أشرْت في إجابتي على سؤال من الدكتور/ أحمد المصري حول أهدّاف الثورتين ومن الذي صاغهما. أما التوجهات الأيديولوجية للتنظيمين فقد كان البعث يغلب على تنظيم الضباط الأحرار. بينما القوميون العرب الرئيسيون في الجبهة القومية.

أ. أروى ثابت:

كل التقدير لكم دكتور/ إسماعيل على العرض المميز، وكعادتك في التألق بعناوين لمواضيع مميزة، وأيضًا الشكر والتقدير لمدير الندوة دكتور/ أحمد المصري لجهده الدؤوب في التنسيق لفعاليات الملتقى، وإدارة ندوة اليوم.

سؤالي: -

 تذْكُر بعض المراجع. أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر انطلقت أول شراره لها من ردفان وهي (ثورة شعبية قبلية)، إِلاَّ أنَّ الجبهة القومية" تدعي مسؤوليتها عن ثورة ردفان. ما رأيك فيمّا يذكّر؟

د. إسماعيل قحطان:

 التقدير لكِ أستاذة/ أروى.

كان أول اشتباك كما أشرت في المتن بين مجموعة من المقاتلين من أبناء "ردفان" العائدين من الشمال والمقاتلين في صفوف ثورة سبتمبر بسلاحهم لقضاء الإجازة، وعَلِمَت السلطات البريطانية بذلك فأرادت تجريدهم من أسلحتهم حتى يكونوا عبرة لمن غيرهم، إِلاَّ إِنَّ تلّك المجموعة قررت القتال والمواجهة.

بالطبع كان "لبوزة" شخصية قبلية بارزة، وكان ممن حضر مؤتمر صنعاء أغسطس 1963م الذي بموجبه تأسست الجبهة القومية. بمعنى أنَّ قائد هذه المجموعة هو عضو في الجبهة القومية؛ لذلك اتخذت الجبهة من هذه الحادثة منطلق ثورتها.

 د. حنان المرقشي:

أشكرك دكتور/ إسماعيل على طرحك الرائع.

لا أحد ينكر أهمية ثورة 26 سبتمبر وما مثلّته من خلفية ثورية لإنطلاق ثورة 14 أكتوبر؛ إِلاَّ إنَّ هذا لا يعني أنَّ ثورة  14 أكتوبر لم تكن لها امتداد ثورات قبيلة في مختلف أراضي الجنوب.!؟

(الإنتقال إلى الجزء الثاني)

المرفقات
العنوان تحميل
ثورة 14 أكتوبر ومدى تحقق الأهداف الوطنية تحميل
التعليقات (0)