أهم المدن التجارية في الدولة السنارية
(1504-1821م)
(الجزء الرابع)
إعداد
د. حاتم الصديق محمد أحمد
أستاذ مشارك
قسم التاريخ – كلية التربية
جامعة الزعيم الأزهري
الصناعات في الدولة السنارية وأثرها في التجارة:
قامت في الدولة السنارية العديد من الصناعات التي أسهمت في حركة التجارة الداخلية والخارجية، ومن هذه الصناعات صناعة الغزل والنسيج وتعد سنار المدينة الأولى في هذه الصناعة فالدمور السناري انتشر استعماله في معظم مناطق السودان، وكان يصدر منه إلى خارج السودان عبر التجارة الخارجية إلى الحبشة ومصر، وبالإضافة إلى صناعة النسيج ظهرت صناعة الحصر والبروش والسلال، كما ظهرت الصناعات التي تعتمد على الاخشاب في كل من بربر وسنار ([1]).
الصناعات الجلدية:
استخدم الانسان السوداني منذ القدم الجلود حيث وجدت بعض الاثار التي تدل على استخدامه ككفن في حضارة المجموعة (ج) (3000-2000 ق.م)، وقد استمر استخدامه في دفن الموتى حتى الحضارة المروية واستخدم كذلك في صناعة الصنادل في عهد حضارة كرمة والممالك المسيحية واستمر هذا الإرث الصناعي إلى يومنا هذا ([2]).
شكلت الصناعات الجلدية مصدراً مهماً من مصادر الدخل في الدولة السنارية، كما أن مدينة سنار كانت تعتبر أهم المدن السنارية من حيث صناعة الجلود وتصدر المصنوعات الجلدية السنارية للخارج والسوق المحلي ومن المصنوعات الجلدية التي برع فيها أهل سنار (رحال الإبل، والصنادل، والزمزميات، والدرق، والكرابيج) وغيرها من المصنوعات الجلدية ([3]).
الخاتمة:
وجدت التجارة في الدولة السنارية حظها من الرعاية والاهتمام من قبل السلاطين وحكام الاقاليم، وذلك لأهميتها في زيادة دخل الدولة ورفد خزينة السلاطين بالأموال، والمتتبع لوضع التجارة السنارية يجد سيطرة السلاطين الواضحة على تجارة الذهب العنصر الأهم في التجارة الداخلية والخارجية، كما أن سنار أصبحت جاذبه لعدد كبير من التجار من مصر والحجاز والشام والحبشة وبلاد المغرب وغرب أفريقيا ساعدها موقعها الجغرافي المميز وروح التسامح التي كانت سائدة بين سكان المملكة، بالإضافة إلى الحماية التي وفرها السلاطين لطبقة التجار. أدت التجارة الداخلية والخارجية إلى انتعاش المدن الواقعة عبر مسار القوافل مثل دنقلا، وبربر، والدامر، وشندي، والحلفايا، واربجي، وسنار، وفاز غلي وغيرها من المدن. وبعد انتعاش الأسوق والمدن الداخلية توافد الناس نحو الدولة السنارية يطلبون الثراء والاكتشاف والمغامرة، وعبر التجارة والرواق وطلاب العلم اشتُهرت سنار، واصبحت واحدة من الممالك والسلطنات الاسلامية التي قامت في سودان وادي النيل.
النتائج:
خلصت الدراسة إلى عدد من النتائج منها:
- أسهمت التجارة في ازدهار وقيام عدد من المدن التجارية في الدولة السنارية.
- عملت التجارة على ربط سنار بالعالم الخارجي والمدن التجارية الخارجية.
- نجحت التجارة في تلبية احتياجات الدولة المتزايدة من الاسلحة والعطور وأدوات الزينة وغيرها من الاحتياجات.
- ارتبطت المدن التجارية في الدولة السنارية بشبكة من المواصلات الداخلية أسهمت في حرية الحركة بين مدن الدولة.
- الاهتمام بدراسة تاريخ المدن بشكل خاص والتاريخ الاجتماعي بشكل عام.
التوصيات:
من التوصيات التي خرجت بها الدراسة:
دراسة المدينة في الدولة السنارية بصورة مفصلة تسهم في دراسة البناء المجتمعي والمادي للمدينة في العهد السناري.
التوثيق للمدن السودانية والعمل على المحافظة عليها للأجيال القادمة.
المصادر والمراجع:
أولاً :المصادر العربية:
- أحمد بن الحاج أبو على، كاتب الشونة، مخطوطة كاتب الشونة في تاريخ السلطنة السنارية والادارة المصرية، (تحقيق) الشاطر بصيلي عبد الجليل، الدار السودانية للكتب، الخرطوم، 2009م.
- نعوم شقير، جغرافية وتاريخ السودان، دار عزة للطباعة والنشر والتوزيع، الخرطوم، 2007م.
ثانياً: المصادر المعربة:
- جون لويس بوركهارت، رحلات بوركهارت في بلاد النوبة والسودان (1784-1817م)، كنوز للنشر والتوزيع، القاهرة، 2012م.
ثالثاً الكتب العربية:
- أبو البشر عبدالرحمن يوسف، العلاقات التجارية بين دارفور والعالم الخارجي، (1640-1874م)، شركة مطابع السودان للعملة، الخرطوم، 2016م.
- الشاطر بصيلي عبد الجليل، من معالم تاريخ سودان وادي النيل من القرن العاشر الى القرن التاسع عشر الميلادي، مكتبة الشريف الاكاديمية، الخرطوم، 2009م.
- أحمد أحمد سيد أحمد، تاريخ مدينة الخرطوم، تحت الحكم المصري، (1820-1885م)، مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000م.
- تاج السر عثمان الحاج، لمحات من تاريخ سلطنة الفونج الاجتماعي (1504-1823م)، مركز محمد عمر بشير، للدارسات السودانية، أم درمان، 2005م.
- جعفر حامد بشير، مملكة الجعليين الكبرى، (السودان في القرية والمدينة)، دار عزة للطباعة والنشر، الخرطوم، 2004م.
- صلاح عمر الصادق، الحضارات السودانية القديمة، الناشر، مكتبة الشريف الاكاديمية، الخرطوم، 2007م.
- ضرار صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، الدار السودانية للكتب، الخرطوم، 1981م.
- قيصر موسى الزين، فترة انتشار الاسلام والسلطنات (641-1821م)، مطبعة الحرم للمنتجات الورقية، أم درمان، 1998م.
- عوض أحمد حسين شبة، دنقلا والدناقلة، (ب . د)، الخرطوم، ط3، 2014م.
- عمر عدلان المك حسن، سلطنة الفونج (السلطنة الزرقاء)، (راجعه) محمد أحمد الأحدب، شركة التربية للطباعة والنشر، سنجة، السودان، 2014م.
- عبدالرحمن حسب الله الحاج، العلاقات بين بلاد العرب وشرق السودان، (911هـ/1505م)، المطبعة العسكرية، أم درمان، 2005م.
- صلاح محى الدين، وقفات في تاريخ السودان، دار ومكتبة الهلال، القاهرة، ط3، 1995م.
- محمد الأمين سعيد، سياسة محمد على باشا في السودان، (1235-1264هـ) - (1820-1848م)، (ب ، د) ،2016م.
- محمد ابراهيم أبو سليم، بحوث في تاريخ السودان، (الأرض – العلماء – الخلافة – بربر- على الميرغني)، دار الجيل ،بيروت، 1992م.
- مكي شبيكة، السودان عبر القرون، دار الجيل، بيروت، 1991م.
- عون الشريف قاسم، حلفاية الملوك، التاريخ والبشر، دار جامعة أم درمان الاسلامية للطباعة والنشر، الخرطوم، 1988م.
- نسيم مقار، الرحالة الأجانب في السودان، (1730-1851م)، مركز الدراسات السودانية، القاهرة، 1995م.
- يوسف فضل حسن، مقدمة في تاريخ الممالك الاسلامية في السودان الشرقي، (1450-1821م)، ط4، سوداتك، 2004م.
رابعاً: الكتب المعربة:
- الان مور هيد، النيل الأزرق، (تعريب) ابراهيم عباس أبوريش، دار الثقافة، بيروت، مكتبة النهضة السودانية، الخرطوم، (ب ، ت).
- جاي سبولدنق، عصر البطولة في سنار، (تعريب) أحمد المعتصم الشيخ ،كتاب الخرطوم، هيئة الخرطوم للصحافة والنشر، الخرطوم، ط2، 2014م.
خامساً: المجلات:
- خضر آدم عيسى، من مورثات الماضي في سودان اليوم، مجلة محاور، مجلة نصف سنوية تعنى بالدراسات السودانية، تصدر عن مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية العدد الثاني، فبراير 1999م.
[1])) محمد الأمين سعيد، مرجع سابق، ص 16-18.
[2])) خضر آدم عيسى، من مورثات الماضي في سودان اليوم، مجلة محاور، مجلة نصف سنوية تعنى بالدراسات السودانية، تصدر عن مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية العدد الثاني، فبراير 1999م، ص 22.
[3])) محمد الأمين سعيد، مرجع سابق، ص 19.