ورقة علمية بعنوان :
التنظيمات القتالية في الدولة السنارية
(1504-1821م)
(الجزء الثالث)
الجيش في مشيخة العبدلاب:
من المعروف بأن السلطنة الزقاء أو سلطنة الفونج قامت نتيجة للتحالف الذى تم بين الفونج وعرب القواسمة العبدلاب ولأن هذه الورقة تتحدث عن التنظيمات القتالية في الدولة السنارية أو الجيش في الدولة السنارية كان لأبد من تسليط الضوء على الجيش في مشيخة العبدلاب الشريك الفعلي للفونج في الشطر الشمالي من المملكة .
عرفت مشيخة العبدلاب نوعاً من الجيش النظامي حيث أنها امتلكت عدداً من المقاتلين شكلوا العمود الفقري للمشيخة كما دعموا الدولة السنارية في عدد من معاركها وقد كانت قوات المشيخة مستقرة ودائمة وقد كان لشيخ العبدلاب حرس خاص يتكون من ثلاث مائة فارس يمثلون مختلف القبائل المتحالفة معهم ([1]).
ولجيش العبدلاب تنظيمه وتسليحه الذى يشبه جيش المركز في سنار وعليه قادة ثابتون يحملون رتب عسكرية منها .
- سيد العدة:
العدة هي الآت الحرب وسيد العدة والمسئول عن شئون الاسلحة يشبه في المصطلح العسكري الحديث (سلاح الاسلحة).
- مقدم السلطية:
يعد مقدم السلطية من المناصب المهمة في المشيخة وهو لقب عسكري والسلطية تعني (الحراب) ومن الذين تولا هذا المنصب شخص يدعى عبدالله ود مكاوي وخلفه شخص اخر يدعى عسيلي ومقدم السلطية يتقدم حملة الحراب وتعاقب القادة على هذا المنصب يدل على أنه كان عرضة للتغير باستمرار .
3- مقدم الخيل:
خضع سلاح الفرسان في مشيخة العبدلاب الى ثلاث قيادات ووجد هذا السلاح عناية فايقة من شيخ العبدلاب ومقدم الخيل هو رئيس سلاح الفرسان في العاصمة قري ويليه مقدم خيل الحلفايا وهي عبارة عن حامية ويسمي المسئول عنها بقائد الحامية او قائد الموقع ثم يليهم مقدم خيل الشيخ الداخلي يشبه في العصر الحديث (الحرس الملكي). ومن اشهر من لقب بسيد الخيل في قري شخص يدعى عسيري ولد حمد ولد نايل وشقيقه الشيخ عجيب بن عبدالله ثم حسب الله ولد نايل (مقدم الخيل ) في وثيقة الشيخ محمد الامين مسمار ثم يأتي سيد الخيل في وثيقة الشيخ ناصر بن محمد الامين و من مقدمي خيل الحلفايا شخص يدعى المبارك ومن قادة سلاح الفرسان شخص يسمى عاصي القيد الذي تولى رتبة مقدم خيل الشيخ الداخلي والمقصود به مقدم فرسان الحلفايا .
3- مقدم القواويد:
هم قادة عسكريون يتولون قيادة الجيش في المعارك واطُلق لقب القواويد على اثنين من الاشخاص في قري الاول يدعى بلال والثاني حمد بن شاور([2])
مراسم الاستقبال في قري:
ذكر الحالة كرمب أن الاهالي عندما يزورون شيخ العبدلاب في قري يتقدمهم رجل يحمل عصى طويلة ويتبعه الأخرون في صف واحد يحي كل واحد منهم الشيخ بقوله (يا مانجل) انا فلان ويرد عليه الشيخ مكرراً الاسم وبعد الانتهاء من مراسم الاستقبال يقوم الشيخ باستعراض جنوده ويقومون بخوض معركة صورية تدق خلالها الطبول ويستمر الحال لنصف ساعة ينصرف بعدها الناس الى منازلهم ([3]).
نجد أن المشيخات داخل الدولة السنارية تمتعت بسلطات واسعة على اراضيها كما أنها تقوم في نفس الوقت بحماية المصالح التجارية والطرق التي تمر عبر المشيخات وصولاً الى سنار أو خارج حدودها كما أن هذه المشيخات كانت تعتمد على جيش قبلي بالإضافة الى قوات الرقيق ومن الصلاحيات التي حققتها هذه السلطنات إعلان الحرب على المشيخات المجاورة دون الرجوع الى السلطان في سنار.
كانت مشيخة العبدلاب في قري تقوم باستعراض قواتها مثلها مثل سنار الأمر لذي يضفي عليها نوعا من الاستقلالية، ويمكن القول بأن هذا الاستعراض الذى ذكره كرمب الغرض منه استعراض القوة من قبل المشايخ الخاضعين لسنار والتي منها مشيخة قري وأنهم قادرين على خوض الحرب وقادرين على النصر والدفاع عن مشيختهم ويمكن أن يكون هذا الاستعراض وغيره في المشيخة عبارة عن رسائل موجهه الى سلاطين سنار وزعماء القبائل المجاورة فحواها أن العبدلاب قوة لاستهان بها.
الحروبات الداخلية والخارجية للسلطنة :
الحروبات الداخلية:
خاضت سلطنة الفونج العديد من المعارك الداخلية والخارجية فنشأة السلطنة نفسها كانت نتاج معاركة حربية خاضها الفونج والعبدلاب ضد علوة المسيحية ثم معارك الفونج ضد العبدلاب الحليف الاستراتيجي للسلطنة، فالمعارك كانت مهمه للسلطنة وضرورية لبقائها كما ان الاسباب الاقتصادية كانت تمثل دافع من دوافع القيام بالغزوات والعمليات الحربية فالسلطنة كانت تعتمد على التجارة الداخلية والسيطرة على طرقها لذلك كانت تشن الغزوات لضم الاراضي والسيطرة على الطرق التجارية وفرض الضرائب على المجموعات السكانية الداخلة تحت إدارة السلطنة، كما أن الحصول على الرقيق مثل أحد العوامل المهمة لشن الحروبات من قبل السلطنة وقد استخدموا كسلعة تجارية وفي جيش الرقيق كما وضحنا سابقاً ([4]).
محاولة الفونج السيطرة على بلاد النوبة:
بعد أن أخضع الفونج والعبدلاب اجزاء واسعة من شمال السودان عام 1505م حاولوا السيطرة على المنطقة الواقعة بين الشلالين الاول والثالث والتي كانت تحت سيطرة العثمانيين وكان يحمها شخص من الغز ويدعى ابن جنبلان وعند سماعه بقدوم الجيش السناري جهز جيشه ووقف لهم بالقرب من بلدة حنك و التقي الجيشان ودارت معركة كبيرة انتصر فيها جيش الغز وقد مثلت هذه المعركة خسارة كبيرة للفونج وسمي المكان الذى دارت فيه المعركة بحوض الدم وذلك كثرة الدماء التي سالت فيها ([5]).
حرب الفونج والعبدلاب:
دارت الحرب بين حلفاء الامس اعداء اليوم في عهد السلطان عبد القادر الثاني الذي حكم في الفترة من 1599-1605م والسبب أن الفونج قد حسوا بقوة العبدلاب وتوسعهم على حساب القبائل المجاورة لها . ويذكر أن الفونج قاموا بفرض الضرائب على القبائل الواقعة تحت سيطرة العبدلاب ونتيجة لذلك قام الشيخ عجيب المانجلك باستنفار جميع القبائل القاطنة في اقليم الجزيرة وقري والتحم الطرفان وهزم الجيش السناري الذي تراجع الى جبال (لولو) بالقرب من الرصيرص وتعقبهم الشيخ عجيب وأعلن أن حدود مشيخته حتى الحبشة شرقاً كم قام بتعين مشيخات من قبله وايدهم بطواقي (رمز الأربابية) أي الرئاسة عند العبدلاب ثم رجع الى قري واستقبل أحسن استقبال ([6]).
اشتد الصراع بين الفونج والعبدلاب في عهد السلطان عدلان ولد أية 1600-1612م ولأنه كان مصمماً على الانتقام لهزيمة جيوشهم في عهد السلطان عبدالقادر الثاني قاد سلسلة من المعارك المتواصلة استطاع من خلالها أن ينهك العبدلاب وفي عام 1611م قرر السلطان عدلان القضاء على العبدلاب ولذلك جهز جيشه الذى امتاز بالإعداد والتسليح الجيد وكثرة العدد في ذلك الوقت وعندما وصلت أخبار هذه الحملة للشيخ عجيب شيخ العبدلاب قام باستشارة القبائل المتحالفة معه في أمر الحرب فأكدوا له بأنهم جاهزين لخوضها معه ، فجمع قواته كما قام بضرب النحاس الذى غنمه من العنج واخذ يستعد للمعركة دارت المعركة بين الطرفين يقال له كركوج في موضع بلدة الجريف الحالية جنوب الخرطوم وهزم العبدلاب في هذه المعركة كما استطاع الفونج دخول قري العاصمة وقتل الشيخ عجيب في هذه المعركة ايضاً واكتسحت جيوش الملك عدلان قري والسيطرة على مشيخة العبدلاب ونجح في ضمها لنفوذه كما فر ابناء الشيخ عجيب الى ديار الشايقية واستقروا في بلدة حفير مشو([7]).
بعد فرار ابناء الشيخ عجيب المانجلك الى ديار الشايقية او دنقلا تدخل الشيخ ادريس ود الارباب الذى اجتهد في أن يوقع صلح بين الطرفين كما قام بالذهاب الى دنقلا ومعه عقد اتفاق من السلطان وطلب من ابناء الشيخ عجيب العودة الى قري كما قام السلطان السناري بإسناد أمر قري الى (العجيل) أكبر ابناء الشيخ عجيب ([8]).
حرب الفونج ضد مملكة تقلي:
مثلت ممالك كردفان تقلي والمسبعات مناطق نفوذ لسلطنات الفونج والفور وذلك على حسب قوة كل طرف وقد كانت هذه الممالك تدين بالسيادة للفونج تارةً ومرة أخرى للفور ويمكن القول بأن ممالك كردفان كانت تحت نيران المملكتين –الفونج والفور- القويتين في ذلك الوقت.
في عام 1554م قام السلطان السناري عبدالقادر (رباط) بقيادة حملة كبيرة قاصدا بها كردفان حيث تمكن من السيطرة على جبل مويه وسقدي واستطاع إخضاع سكانهم لسلطنة سنار وقد حدث التوسع الكبير في مناطق كردفان واعالي النيل في عهد السلطان بادي ابودقن الذي قاد حملة كبيرة الى الغرب تمكن عبرها من هزيمة الشلك الذين كان يسببون للملكة الكثير من المشاكل نتيجة لغاراتهم المستمرة اراضي السلطنة السنارية وقد نجح السلطان بادي من السيطرة على معبر (ألس) الكوة الحالية وبذلك نجاح في تأمين تحركات جيوشه وقوافل السلطنة التجارية ([9]) .
تطورت العلاقة بين تقلي وسنار حتى وصلت درجة المصاهرة حيث تذكر الروايات أن ملك تقلي الملك قيلي أبوقرون الذي حكم في الفترة من 1640-1668 قد تزوج من (عجايب) ابنة السلطان رباط ويرجح أن سبب تلك المصاهرة أن ملك سنار سعى الى كسب ود ملك تقلي وذلك بغرض العمل سوياً للحد من نفوذ الفور وخاصة أن تقلي بحكم موقعها الجغرافي بين سنار والفور تعتبر هذه محطة امامية امام التجار العابرين بين دارفور وسنار. لكن هذه المحاولة الساعية الى التقارب بين الفونج وتقلي قد فشلت وذلك بسبب أن نفوذ الفور أخذ في التمدد حتى وصل الى ديار قبيلة الشايقية ([10]).
بعد وفاة السلطان رباط انتقل العرش الى ابنه بادي ابو دقن الذى استمر في الحكم لفترة طويلة بلغت فيها السلطنة عصرها الذهبي واشتد التنافس التجاري في عهده بين الفونج والفور ولأن الفور كانوا أشد بأسا واقوى نفوذا من سنار اتجهت تقلي نحو الفور كما عملت على تحسين علاقتها معهم ولم تشفع مصاهرة الفونج مع تقلي في التقريب بينهما .التقارب الذي حدث بين تقلي والفور أغضب مجموعة من الحلف السناري ولذلك انتظر السلطان بادي حسب الروايات المحلية حادثة تعرض ملك تقلي لتجارة خاصة بصديق له فارسل حملة للانتقام من ملك تقلي واستمر القتال لعدة ايام انتهت بتوقيع صلح بين الطرفين يقوم بموجبه ملك تقلي بدفع ضريبة سنوية لملك سنار ، كما ان الفور لم يمدوا يد العون لتقلي في حربها ضد الفونج وذلك لأن تفكيرهم كان منصباً في تمتين علاقتهم مع قبيلة الشايقية وفتح الطريق التجاري مع حوض النيل بعيداً عن المرور بتقلي([11] ).
حرب الفونج ضد مملكة المسبعات:
بعد الانتصار الفونج على الاحباش قرر السلطان بادي غزو كردفان ويعتقد أن سبب هذا الغزو من قبل السلطان بادي التخلص من نبلاء الفونج وجنود (لولو) الذين كانوا يسببون له الكثير من المشاكل في تشير بعض المصادر الى أن السبب الرئيس لغزو المسبعات قد تم بإيعاز من خميس جنقل الذى كان ناقماً على الفور والمسبعات لطرده من العرش (47). في العام 1747م تحرك تحت قيادة الوزير ولد تومه و الشيخ محمد ابوالكيلك وانضم اليه الشيخ عبدالله ود عجيب (ملك قري) ومعه أخوه شمام ومعهم جنودهم وأصبح الشيخ عبدالله القائد العام للجيش والتقى الجيشان في موقع يقال له القحيف غرب كردفان وهزم الجيش السناري وقتل الشيخ عبدالله والوزير ولد تومه عندها قام الشيخ محمد ابوالكيلك بتنظيم الجيش وترتيبه وشجن هجوم خاطف على المسبعات واستطاع هزيمتهم وبعد وصول اخبار هذه الانتصارات للسلطان بادي أصدر أمراً بتولية الشيخ محمد ابوالكيلك قائدا عاماً للجيش وان يقوم بمطارة المسبعات وابعاد خطرهم عن السلطنة ([12]).
بعد انتصار ابوالكيلك على المسبعات كانت الاحوال في سنار متدهورة في سنار واخُذ على السلطان بادي انصرافه لحياة اللهو والترف عندها قرر عدد من الزعماء ارسال وفد للشيخ محمد ابوالكيلك في كردفان يخبروه بالأوضاع في العاصمة ويطلبون منه ان يعمل على تصحيح تلك الاوضاع عندها استجاب لهم الشيخ محمد ابوالكيلك وعاد الى سنار كما قام بعزل السلطان بادي بعد مفاوضات بين الطرفين وخرج الى سواكن ويقال بأنه لجأ الى الحبشة وتم استقباله من قبل الرأس سهيل مخائيل الذى وعده بارتجاع ملكه اذا وافق النجاشي على غزو سنار وذهب بادي والراس سهيل الى النجاشي الذى وعده ايضاً باستعادة ملكه في سنار كما قام بإقطاعه مقاطعة راس الفيل لكن بادي تعرض الى مؤامرة دبرها له بعض المهاجرين من سنار وزينوا له السفر الى حوض نهر عطبرة واعداد جيش من الأهالي سكان تلك المنطقة والهجوم به على سنار بغرض استراد عرشه لكنه وقع في الفخ الذى نصب له وذلك عند دخوله للأراضي السودانية حيث انقض عليه الشيخ ود حسن حاكم (تبوه) التي تقع بين القضارف والرهد حيث قبض عليه وقتله وبذلك انتقلت السلطة القبلية من زعماء الفونج الى الشيخ محمد ابوالكيلك الذى تولى منصب الوزارة ([13]) .
بعد عزل السلطان نصب ابوالكيلك ابن السلطان المخلوع ناصر بن السلطان بادي حاكماً على سنار كما احتفظ لنفسه بجميع سلطات الملك الذي أصبح رمزياً فقط وتوقف بقاؤه في الحكم على رضاء الوزير وبهذا التغير اصيب الدولة السنارية بضربة قاسية تحولت معها نظم الحكم الى شيء يشبه نظام الاقطاع . وكان هذا التحول سبباً مباشر في تزمر الزعماء في المناطق المتحالفة مع سنار وخاصة عندما أصبح الشيخ محمد ابوالكيلك يعزل ويعين وفق رغابته ([14]).
سيطرة الهمج على مقاليد الحكم في سنار:
بعد سيطرة الشيخ محمد ابوالكيلك على مقاليد الحكم في الدولة السنارية عمت البلاد موجه من الغلاء وفاض النيل وانتشرت الامراض لكن نجح رغم ذلك في ادارة السلطنة بصورة جيدة كما اتصف بشخصية قوية وبعد وفاته خلفة في الوزارة ابن أخيه بادي ود رجب الذى حاول الفونج التخلص منه الا أن مؤامراتهم انكشفت ونتيجة لذلك قام الوزير بادي بعزل السلطان اسماعيل بن بادي ونفيه الى سواكن كما عمل الوزير بادي ودرجب على التخلص من اعوان السلطان وعمت الفتنة الداخلية سنار وانتشر الصراع الداخلي بين القبائل وقتل في هزه الفتنه الشيخ الوزير بادي ود رجب وتولى الوزارة من بعده رجب بن الشيخ محمد ابوالكيلك وفي اثناء غيابه في كردفان حاول الفونج القضاء الهمج الموجودين في سنار ولتحقيق ذلك استنجد السلطان عدلان بن اسماعيل بن بادي بالقائل المتحالفة معه وعندما وصلت الاخبار الى الشيخ رجب تحرك بجيشة من كردفان نحو سنار والتقي الجيشان في مكان يقال له (انطرحنا) في منطقة الجزيرة وهزم جيش السلطان ومات مقهوراً نتيجة لهزيمته ، بعد ذلك تدهورت الاوضاع في الدولة السنارية وانقسمت الى معسكرات وأصبحت مقاليد الحكم تنتقل من شخص الى أخر في فترات متقاربه كما أخذ الزعماء المحليين ينادون بسلطان والبعض الأخر ينادي بسلطان أخر واستمر هذا الوضع حتى سقوط السلطنة ([15]).
حرب مملكة الفونج ضد مشيخة الشايقية :
لأهمية موقع قبيلة الشايقية الاستراتيجي كنقطة عبور للطرق التجارية سعي الفور الى التمدد حتي يصلوا الى مناطقهم وقد هدف الفور من هذا التواصل مع الشايقية أن يضمنوا طريق أمن لقوافلهم من دارفور عبوراً بديار الشايقية حتى البحر الاحمر بعيداً عن سيطرة الفونج وقد استمر هذه العلاقة بين الفور والشايقية حتى السنوات الاولى من القرن التاسع عشر الميلادي ، وقد ارسل السلطان محمد الفضل أحد سلاطين الفور الذى حكم في الفترة من 1800-1831م عدداً من الهدايا والاموال لكي يستعين بها الفكي محمد في اقامة مسجد وعمارته واطعام المساكين في ديار الشايقية ([16]) .
ساهم التقارب بين الشايقية والفور في تقوية نفوذ الشايقية الأمر الذى دفعهم الى شق عصا الطاعة على السلطة في سنار ودخلوا في حرب مع العبدلاب وقد كانت هذه الحرب في السنوات الاخيرة من حكم السلطان بادي([17] ).
وذكر أوليا شلبي وهو رحالة عثماني في سنة 1672م أنه شاهد في ديار الشايقية حرباً وقعت في منطقة دنقلا ويرجح أن الحرب التي شاهدها هى التي حدثت بين الشايقية والشيخ الامين ود عجيب شيخ العبدلاب ومن اسباب هذه الحرب
- امتداد نفوذ سلطنة الفور الى منطقة الشايقية .
- تحالف الفور مع الشايقية مما ادي الى تقوية شوكتهم.
- محاولة الشايقية الانفصال عن الحلف السناري.
([1] ) محمود عبدالقادر نصر ، مرجع سابق ، ص 61.
([2]) محمد صالح محي الدين ، مرجع ساق ، ص 406-407.
(([3] الشاطر بصيلي عبد الجليل ، مرجع سابق، ص 142.
[4]) ) محمود عبدالقادر نصر ، مرجع سابق ، ص 68-69.
[5]) ) نعوم شقير ، مصدر سابق ، ص 433.
([6] ) صلاح محي الدين ، عجيب المانجلك من ملوك العبدلاب ، دار الطابع العربي، الخرطوم ، 1975م، ص 41-42.
([7]) صلاح محي الدين، مرجع سابق ، ص 44-46.
([8] ) الشاطر بصيلي عبد الجليل ، مصدر سابق ، ص 100.
([9]) محمد عبدالقادر نصر ، مرجع سابق ، ص 69.
[10])) الشاطر بصيلي عبد الجليل ، مرجع سابق ، ص 102-103.
[11])) نفسه ، 104.
[12])) الشاطر بصيلي عبد الجليل ، مرجع سابق ، ص 113-114.
[13])) نفسه ، ص 114-115.
[14])) الشاطر بصيلي عبد الجليل ، مرجع سابق ، ص 115-116.
[15])) الشاطر بصيلي عبد الجليل ن، 116-117.
[16])) ، نفسه ، ص 102-103.
[17])) نفسه ، ص 104.