إدارة مدينة سواكن في العهد العثماني
(1520-1866)
(الجزء الثاني)
سواكن في العهد المملوكي:
تتطلع المماليك في مصر للسيطرة على ميناء سواكن، وذلك بعد استخدام ميناء سواكن من قبل الممالك النوبية المسيحية، ومساعدة ممالك النوبة المسيحية للصليبين لشن هجوم كبير على ميناء عيذاب شمال سواكن، حيث تمكن الصليبيون من تدمير عددٍ من السفن التي كانت رأسية في الميناء، ولخوف المماليك من تكرار الهجوم، قام السلطان الظاهر بيبرس بإرسال حملة حربية في العام (664هـ/ 1071م)، مما أدي إلى فرار حاكم المدينة وتمكنت القوات المملوكية من السيطرة عليها ([1]).
رغم السيطرة المملوكية على سواكن إلا أن الميناء واصل دوره في خدمة التجارة الداخلية بين الممالك المسيحية والساحل السوداني، والتجارة الخارجية بين سواكن والموانئ الخارجية، رأت الممالك المسيحية أن السيطرة المملوكية مهدداً لها ولمصالحها الاقتصادية، وهذه السيطرة سوف تعمل على عزلهم من العالم الخارجي، ولذلك هاجم الملك دواد ملك نوباتيا المسيحية مدينة عيذاب، وقام بتخريبها ونهبها وقتل عددا كبيراً من أهلها ([2]).
وفر المماليك الأمن للساحل السوداني عموما وسواكن على وجه الخصوص، الأمر الذي انعكس ايجاباً على حركة السفن التجارية وانسيابها بصورة جيدة إلى الميناء، وتواصلت الرحلات بين سواكن وجدة ومواني اليمن ([3]).
بعد عملية التخريب التي صاحبت ميناء عيذاب تحول النشاط التجاري وحركة السفن إلى ميناء سواكن، وازدهرت حركة السفن بصورة كبيرة، تحديداً تلك السفن القادمة من المحيط الهندي، كما وفد إليها التجار من الهند وحضرموت، وعدن، والصين، ومما ساعد على تطور ونمو مدينة سواكن، توفر الأمن في ساحل البحر الأحمر، وتدفق التجارة بصورة كبيرة بين سواكن والبلاد العربية، وكذلك ارتفاع قيمة الضرائب المفروضة على البضائع التي ترد إلى ميناء عدن، الأمر الذي دفع التجار إلى مواصلة المسير من باب المندب حتى سواكن تفادياً للرسو في ميناء عدن عالي الضرائب ([4]).
توسعت سواكن وزادت أهميتها التجارية والاقتصادية والعسكرية بعد السيطرة المملوكية عليها، وتحسنت نظم الإدارة فيها وبلغت قمة مجدها وازدهارها الاقتصادي في النصف الأول من القرن الرابع عشر الميلادي([5]).
بعد انتعاش التجارة بين الدولة المملوكية في مصر وأروبا، أهتم المماليك بميناء سواكن وعيذاب، كما علموا على اخضاع قبائل البجة بغرض تأمين الطرق التجارية وهذه الموانئ ([6]).
البرتغاليون في سواكن:
في العام (922هـ / 1516م) وصل الأسطول البرتغالي إلى ميناء سواكن وتمت محاصرتها من قبل الأميرال البرتغالي (ستيفانو دي جاما) أميرال الأسطول البرتغالي في البحر الأحمر، واستقر فيها عدداً من الأيام وقد كان الغرض من هذه الزيارة استطلاع الميناء، وهو يعد لمواجهة الأسطول المملوكي، وقد كانت القوات العثمانية في ذلك القوت تتقدم ناحية الشام للسيطرة على القدس ومصر ([7]).
كما أن البرتغاليين سعوا للسيطرة على سواكن لكي تصبح قاعدة إنطلاق نحو مكة وأرض الحرمين من جانب، والأراضي المصرية من جانب أخر، ولتحقيق الغرض نفسه وشن حملة صليبة جديدة على الممتلكات الإسلامية لجأت البرتغال إلى عقد اتفاق مع كل من الحبشة التي كانت تطمح في التخلص من الدولة العثمانية في سواكن ومصوع وفرنسا وأسبانيا للقيام بالاتي:
- سيطرة القوات الفرنسية على ميناء سواكن.
- أحتلال إسبانيا لميناء زيلع الذي يقع في الصومال.
- تقوم البرتغال باحتلال ميناء مصوع الذي يقع حاليا في أريتريا وقديماً في أثيوبيا.
لكن هذا الاتفاق قد مني بالفشل أمام قوة الدولة العثمانية وتبددت الآمال الحبشية والأوربية، وكإجراء عقابي حرمت الدولة العثمانية على الدول الأوربية الملاحة شمال جدة؛ الأمر الذي انعكس ايجاباً على ميناء سواكن حيث تحولت معظم لسفن للرسو فيه وتلقي الخدمات الحربية بكل سهولة ويسر([8]).
سواكن في عهد الفونج:
خضعت سواكن لسيطرة الفونج في عهد السلطان عمارة دنقس، بعد اشتبكت قوات الفونج مع أمير سواكن من قبيلة (الحدراب)، وقد انضمت قبيلة (الارتيقة) لقوات الفونج، وقد استطاعت قوات الفونج هزيمة الحدراب الذين رحلوا عن سواكن، وقام قائد جيش الفونج من العبدلاب بتعيين الأمير عبدالله بوش الارتيقي أميراً على سواكن، وتطورت سواكن في عهدة بصورة كبيرة كما بدأ العمران والحياة الاقتصادية يعمان المدينة ([9]).
كانت سواكن محل اهتمام الفونج الذين قاموا بحفر حفير لتجميع مياه الأمطار عرف باسم (حفير الفلاح) بالقرب من سواكن، بغرض تسهيل مهمة الحصول على المياه الصالحة للشرب، ويرجع اهتمام الفونج بسواكن إلى أهميتها التجارية والاستراتيجية والاقتصادية، وهي تمثل المنفذ المهم للسلطنة وانفتاحها على العالم الخارجي، ولأن سنار كانت ملتقى طرق للقوافل الوافدة من غرب السودان وبلاد المغرب، ومصر، والحبشة، لذلك وجدت هذه المدينة الاهتمام الواضح من قبل سلاطين الفونج، كما أن الفونج قد قاموا بتوقيع المعاهدات والاتفاقيات مع القبائل التي تمر عبر أراضيها القوافل التي تقصد سواكن([10]).
ومما يدل على مكانة المدينة عند ملوك الفونج والعبدلاب الزيارة التي قام بها الشيخ عجيب المانجلك بن الشيخ عبدالله جماع في حوالي (970هـ/ 1560م) وهو في طريقه للحج، وتصاهر مع أبناء عمار بن محمد كاهل، وبعد ذلك تفقد المدينة وأمر بحفر بئر بسواكن جنوب المدينة للمساهمة في حل مشكلة المياه التي كانت تشكل هاجساً للسكان([11]).
على الرغم من سيطرة الفونج على سواكن إلا أن المدينة وقعت تحت سيطرة العثمانيين بعد وقت قليل من سيادة الفونج عليها، مما أوجد وضعاً جديداً في المدينة وقد كانت لسلطنة الفونج علاقات جيدة مع نائب السلطان العثماني في سواكن، بعد السيطرة العثمانية على المدينة، وتحكم هذه العلاقات المصالح التجارية المشتركة حيث كانت سنار مركزاً تجارياً مهما يتعامل مع البحر الأحمر، ومصر، والحجاز، واثيوبيا ([12]).
بعد السيطرة العثمانية على سواكن في العام (910 هـ/ 1504م) تخوف سلطان الفونج عمارة دنقس من غزو السلطان سليم للدولة السنارية، فقام بإرسال خطاب وكتاب للسلطان سليم تحصل محمد صالح ضرار على نسخة منه ([13]).
تضمن قائمة بأنساب قبائل السودان وأنهم عرب ويدينون بالإسلام، ولا يوجد مبرر لغزوهم والسيطرة على بلادهم، ولذلك لم يفكر السلطان سليم في غزو سنار واكتفى بانسياب التجارة بين سواكن والمناطق الداخلية، كما ان إمكانيات الاقتصادية للدولة السنارية في ذلك الوقت لم تشجع السلطان على الدخل في مغامرة عالية التكاليف المادية ([14]).
سواكن في العهد العثماني:
بعد القضاء على الدولة المملوكية وهزيمتها في معركة مرج دابق قرب حلب في العام (922/1516م)، ثم معركة الريدانية في العام (922ه/1517م)، وتحولت بعد ذلك السيادة في البحر الأحمر إلى العثمانيين، كما تحولت الخلافة الاسلامية إليهم، وذلك بعد تنازل الخليفة المتوكل على الله عن الخلافة للسلطان سليم الأول، وقد ورث العثمانيين حماية الموانئ البحرية المطلة على البحر الأحمر مثل سواكن، وجدة، ومصوع، وغيرها من الموانئ، وقد تزايد إهتمام العثمانيين بسواكن بعد السيطرة عليها من قبل السلطان سليم الأول في الفترة من (1512-1520م) وعملوا على تعميرها وتخطيط مرساها، كما أسهم عدد من التجار والأعيان من سكان المدينة بإقامة القصور والوكالات الضخمة مثل قصر الشناوي، الذي بني في ثلاث طوابق بعدد 356 غرفة بعدد ايام السنة الهجرية ([15])، وصل الأتراك العثمانيون لساحل البحر الأحمر، ورغم وصلهم المتأخر إلا أنهم نجحوا في السيطرة على عدد من الموانئ الأفريقية الآسيوية مثل جدة وسواكن، ومصوع، وزيلع، وبربرة، وعدن ([16]).
لتأكيد السيطرة العثمانية على البحر الأحمر لجئ العثمانيين إلى اقامة عدد من الحاميات العسكرية في الموانئ الرئيسية مثل جدة وسواكن ومصوع والسويس، وقد تمت إقامة (سنجاق) في هذه المدن، ويعد السنجق واللواء من أهم الوحدات الادارية العسكرية في النظم العثمانية، ويمكن تطورت السنجقيه أو اللواء ليصبح (ايالة) وهي تشكل المستوى الإداري الأول بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، ويرأس الايالة بيكلربكي أو أمير الأمراء وتضم عدد من السناجق([17]).
سواكن وولاية الحبشة:
أسس العثمانيون في أول الأمر لواء باسم لواء سواكن في العام (960ه/1553م) وعينت عليه عبدالباقي بك، وقد كان أمير لواء سواكن وجدة على درجة وظيفية واحدة، وكذلك من حيث المرتب، وتم الحاقه بإيالة مصر، وقد يتبع لمصر من الناحية الإدارية ولم يستمر الأمر طويلاً حيث أنه وبعد عامين تم تأسيس إيالة الحبشة أو ولاية الحبشة ([18]).
ثم بعد ذلك تم تأسيس ولاية الحبشة في منتصف القرن السادس عشر الميلادي عام (962ه/1555م) التي ضمت سواكن، وجدة، ومصوع، ويرجع الفضل في تأسيس هذه الولاية إلى القائد (اوزدمير باشا) الذي قدم معلومات جيدة من الناحية الجغرافية والتاريخية والسكانية عن المنطقة مما شجع الإدارة العثمانية على تأسيس هذه الولاية وحاضرتها سواكن، كما لعب الصدر الاعظم كره أحمد باشا دوراً مهما في صدور الأمر السلطاني بتأسيس ولاية الحبشة، وقد نجح أوزدمير باشا في أن يحدث نقله كبيرة في سواكن من حيث التطور الإداري والخدمي، وقد أصبحت سواكن عاصمة للولاية العثمانية الوليدة، كما عين اوزدمير باشا الشيخ عبدالوهاب أفندي قاضياً على الولاية، وكان مقره في سواكن وقد ظل أمر القضاء في المدينة حتى بعد تحول مقر إدارة الولاية إلى مصوع ([19]).
بعد المجهودات الإدارية التي قام بها أوزدمير باشا في سواكن، تحولت سواكن من مجرد مركز لواء إلى مركز إيالة وأصبح هذا اللواء يعرف باسم (لواء الباشا) وذلك الأنَ العثمانيين يطقون هذا الأسم على اللواء الذي يقيم فيه أمير أمراء الايالة (بلكربكي) ([20]).
بعد وفاة القائد أوزدمير باشا تعاقب على الايالة عدد من الحكام والذين منهم، عثمان بن اوزدمير في العام (1516م)، وحسين باشا (1567م)، وأحمد بن اسكندر باشا ( 1570م)، ورضوان باشا (1573م)، وقد تمتعت الايالة بعلاقات جيدة بمحيطها الداخلي الذي يتمثل في الإمارات الداخلية مثل، أمارة هرر، وسلطنة الفونج، وسلطنة الفور وغيرها من الإمارات والسلطنات الإسلامية في شرق أفريقيا، بعد تدهور الدولة العثمانية تم ضم ايالة الحبشة إلى ايالة جدة، وتم الاكتفاء بتعيين قائمقام في المدن الساحلية المهمة مثل مصوع وسواكن ([21]).
شكل وصول العثمانيين لساحل البحر الأحمر نقطة تحول مهمة في تاريخ الصراع العثماني البرتغالي في منطقة البحر الأحمر وشرق أفريقيا، وقد نجح العثمانيون في كسب هذا الصراع من خلال هزيمتهم للأسطول البرتغالي ثم السيطرة على الموانئ العربية الأفريقية المطلة على الساحل.
العلاقات السنارية العثمانية في سواكن:
تعرضت سوكن في عام (971هـ/1569م) لهجوم من قبل الفونج، وقد قتل في هذا الهجوم عدد كبير من الأشخاص، كما قاموا بمنع الأهالي من الوصول إلى مصادر المياه، وتطور الأمر إلى بيع المياه من قبل الفونج للسكان، لذلك كتب أمير الأمراء الذي كان يقيم بالمدينة في ذلك الوقت إلى السلطان العثماني يطلب منه، القيام بعمل قلعة لتأمين مصادر المياه، وتعيين أمير جديد للواء سواكن يمكنه وقف الهجمات المتكررة من قبل الفونج على المدينة، وبعد ذلك صدر الأمر السلطاني بتعيين يعقوب بك أميراً على لواء سواكن([22]).
تطورت بعد ذلك العلاقات العثمانية السنارية وقد أسهم تطور العلاقة بين الطرفين في ازدهار سواكن، وقد كان هذا الازدهار نتيجة للاتفاق الذي تم بين الطرفين، والذي ينص على تنظيم التجارة ومرورها عبر سواكن إلى الأسواق العالمية، وقد كان نصيب الفونج من الاتفاق العمل على تسيير القوافل إلى سنار وحمياتها، ويقوم العثمانيين بتسويق وترحيل السلع التي ترد إلى سواكن من داخل العمق السنار، وما يميز العلاقة بين الطرفين في سواكن أنه لم تشهد المدينة أي صراع بين الطرفين العثماني والسناري طوال القرن السادس عشر، كما ان الوجود العثماني في البحر الأحمر ساعد على تطور المدينة من الناحية التجارية والاقتصادية ([23]).
ساعد التعاون الإيجابي بين العثمانيين والدولة السنارية في تطور سواكن وارتفاع مكانتها، وسهل انسياب التجارة من داخل الأراضي السودانية في رفد الميناء بالعديد من السلع المهمة مثل الذرة، والجلود، والمنسوجات القطنية، والسلال، والسياط السنارية.
علاقة سواكن بمواني البحر الأحمر:
ميناء جدة:
- العلاقات الإدارية:
تمت تبعية سواكن لإيالة جدة بعد التدهور الذي صاحب الدولة العثمانية، ثم استقلت عنها في عهد محمد على باشا الذي نجح أن يتحصل على سواكن ومصوع طوال فترة حياته، ثم رجعت مرة أخرى إلى السيادة العثمانية وتحولت إدارتها إلى ايالة جدة، وقد تم ترتيب الإدارة الداخلية فيها على النحو التالي:
- بعد عودة سواكن لإيالة جدة أصبح يعين عليها قائمقام من العاصمة الاستانة وكان يراعي في هذا التعيين اجادة اللغة العربية لمن يتولى أمر سواكن.
- أعتمدت سواكن في نظامها المالي على الأموال المرسلة من الاستانة والرسوم التي تفرض على بضائع الصادر أو الوارد في الميناء.
- تميزت سواكن بنظام القضاء والدفترداريه، والنظم العسكرية([24]).
[1])) عبد الرحمن حسب الله الحاج، مرجع سابق، ص 76.
[2])) المرجع نفسه، ص 76 - 77.
[3])) عبدالرحمن حسب الله الحاج، مرجع سابق، ص 76.
[4])) المرجع نفسه، ص 77 - 78.
[5])) نعيمة شديد، مرجع سابق، ص 63.
[6])) جمال زكريا قاسم، الأصول التاريخية للعلاقات العربية الأفريقية، دار الفكر العربي، القاهرة، 1996م، ص 140.
[7])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، الدار السودانية للكتب، الخرطوم،1991م، ص 42.
[8])) صلاح الدين الشامي، مرجع سابق، ص 121.
[9])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص 46.
[10])) صلاح الدين الشامي، مرجع سابق، ص120.
[11])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص 46 - 47.
[12])) خضر آدم عيسى، تاريخ السودان الوسيط وآثاره، مطبعة جامعة الخرطوم، الخرطوم، 2011م، ص 40.
[13])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص 48-49.
[14])) مكي شبيكة، مملكة الفونج الإسلامية، معهد الدراسات العربية العالمية، القاهرة، 1963م، ص 43.
[15])) نعيمة شديد، مرجع سابق، ص 64.
[16])) جمال زكريا قاسم، مرجع سابق، ص، 126.
[17])) طارق محمد نور، إضاءة على جانب من تاريخ السودان على ضوء الوثائق العثمانية (1840-1864م)، المؤتمر السنوي للدراسات العليا والبحث العلمي، جامعة الخرطوم، فبراير 2013م، مج2، ص3.
[18])) أنعم محمد عثمان، تأسيس لواء سواكن في العهد العثماني، مجلة الدارة، مجلة فصلية محكمة، جامعة الملك عبد العزيز، العدد الرابع ،شوال 1433هـ، السنة الثامنة والثلاثون، ص 201.
[19])) طارق محمد نور، مرجع سابق، ص4.
[20])) انعم محمد عثمان الكباشى، مرجع سابق، ص 204.
[21])) طارق محمد نور مرجع سابق، ص 5.
[22])) انعم محمد عثمان، مرجع سابق، ص206-207.
[23])) صلاح الدين الشامي، مرجع سابق، ص 120.
[24])) طارق محمد عثمان، مرجع سابق، ص6.