إدارة مدينة سواكن في العهد العثماني
(1520-1866)
(الجزء الثالث)
- العلاقات التجارية:
كان لتجار سواكن علاقات تجارية جيدة مع مدينة جدة، وقد كانوا يشترون من جدة كل إحتياجات المدن الأفريقية، التي تتمثل في البضائع الهندية مثل الثياب والبخور، والأواني المنزلية، والبصل والبن والبلح مختلف الأطعمة والسكر الهندي، والحراب ومعدات الحرب التي كانت ترد من الهند إلى جدة ([1]).
ذكر الرحالة ابن بطوطة الذي زار المدينة في القرن الرابع عشر الميلادي قادماً من جدة، أن سواكن تشتهر بالألبان والسمن والذرة ولا تغادر سفينة ميناء سواكن إلا وبها قدر من محصول الذرة التي كانت تزرع في منطقة التاكا، وأن أهلها يقومون بتصدير هذه المنتجات إلى مكة عبر ميناء جدة ([2]).
كما ذكر ابن بطوطة أن (الحصر) المصنوعة من شجر الدوم تصدر إلى جدة وجميع مناطق الحجاز، واليمن، وقد كانت المساجد في تلك المناطق تفرش بهذا الحصير، ويذكر أنه مما من حاج يغاد مكة إلا ومعه حصيرة سواكنية صغيرة، مصنوعة من في هيئة سجادة صغير للصلاة ([3]).
علاقة سواكن بمصوع:
تحول ميناء مصوع لمحل صراع بين الدولة العثمانية والحبشة المدعومة من قبل الدول الأوربية، ونتيجة لهذا الصراع الذي أثر على حركة التجارة النقل عدد من التجار من مصوع للعمل في سواكن، التي أصبحت بعد ذلك تقوم باحتكار الخدمات المقدمة للسفن، كما أصبحت سواكن عروس موانئ البحر الأحمر، كما قفزت في القرن السادس عشر إلى صدارة الموانئ العثمانية في البحر الأحمر ([4]).
انطباعات ومشاهدات الرحالة عن سواكن:
- ابن بطوطة
ذكر إبن بطوطة أنه عندما زار سواكن وجد جزيرة كبيرة، بها لحوم النعام وحمر الوحش والماعز، يكثر عندهم الكثير من الألبان والسمن الذي يرد منه الكثير إلى مكة، وكان على سواكن عند زيارته لها الشريف زيد بن أبي بكر وأبوه أمير مكة، وأهل سواكن لهم معرفة كبيرة بالبحر والسفن منذ أقدم العصور ([5]).
زار الرحالة اليهودي داود روبيني مدينة سواكن التي وصل إليها من مدينة جدة، ومكث بها بعض الأيام ثم وأصل مسيرة نحو سنار ([6]).
وفي عام (1672م) زار سواكن الرحالة التركي أوليا جلبي الذي نشرت رحلته باللغة التركية تحت عنوان (سياحة عالم) في عشرة أجزاء في إسطنبول عام (1938م)، وفي الجزء العاشر تحدث عن سواكن وسنار، كما زار سواكن صموئيل بيكر عام (1865م) في طريقه لخط الإستواء، وزاها مرة أخرى في العام (1869م) في طريقه لصيد الأفيال في نهر عطبرة وسهل البطانة، وزارها أيضا المستر(دي كسون)، الذي ذكر أن سواكن مدينة تجارية تفد إليها السفن بغرض شحن القطن الذي شاهده بكميات كبيرة، ليشحن إلى السويس ([7]).
وصف الرحالة البرتغالي (دي كسترو- Decastro)، عند مروره بسواكن في العام (1541م) بأنها من أغنى المدن وذلك بعد سيطرة العثمانيين عليها وإدارتهم لها، وقد كان دي كسترو عند مروره بسواكن برفقة إحدى الحملات البرتغالية في البحر الأحمر، وقد وصف سواكن بأنها تشبه مدينة لشبونة البرتغالية، وعند وصفه لكيفية الدخول للميناء قال: أنها عملية تحتاج إلى قدر من المهارة والتدريب ودراية عالية بالبحار وتوجيه السفن، وأما مرفئ المدينة فقد ذكر بأنه يمتاز بالاتساع ويمكنه أن يستقبل (200 سفينة)، وعدد لا يحصي من القوارب الصغيرة، وذكر أن سواكن أكتسبت شهرتها من خلال عدد من العوامل والتي تتمثل في:
- وجود مرفأ طبيعي لرسو السفن وحمايتها من الأعاصير البحرية.
- سهولة عملية الشحن والتفريغ من السفن؛ لأن المربط لا يبعد كثيراً عن مواقع السكن والتخزين.
- أتصالها بالمناطق البعيدة مثل: الهند، والصين، وملقا، ومواني البحر الأحمر الأخرى.
- التحصينات الطبيعية لموقعها والتي تعيق عملية السيطرة عليها من البحر.
- سهولة وصول البضائع غليها من داخل السودان.
- تنوع وتعدد السلع والموارد السودانية مما يوفر أستمرارية وصول المنتجات المختلفة إلى الميناء على مدار العام ([8]).
وعندما زار الرحالة الأوربي (فلانشيا) مدينة سواكن في بدايات ضعفها وإنهيارها من البحر في العام (1805م)، ذكر أن هناك اضطراب واضح في وصول التجارة والتجار إلى سواكن من داخل العمق السوداني، وأن المدينة عند زيارته لها لم يجد بها السفن الكبيرة التي كانت ترسو داخل الميناء ([9]).
وقد زار سواكن الرحالة جون لويس بوركهارت، الذي ذكر أن المدينة مبنية على نسق الطراز المعماري في جدة، والمباني رغم جمالها بدأت آثار الزمن تظهر عليها، والمباني بدأت في الازدهار بالقرب من شاطئ المدينة، كما توجد بالمدينة العديد من الحصون، وقد حدد بروكهارد عدد المنازل عند زيارته لها ب600 منزل تهد ثلثها بسبب عدم الترميم والعناية بها، وعلى بعد مسافة نصف ساعة من الشاطئ يوجد عدد اثنتا عشر بئر لري المدينة، كما أقيمت عدد من الصهاريج داخل المدينة لحفظ ماء المطر لنها تهدمت ولم تجد حظها من الاهتمام ([10]).
الأهمية الاستراتيجية لمدينة سواكن:
كان عدد الجنود الأتراك الموجودين في حامية سواكن يبلغ مائة جندي، بغرض حفظ الأمن وتأمين البحر، وأما تأمين المناطق الداخلية من سواكن فقد كانت مهمة زعيم الارتيقة حيث صدر فرمان من السلطان العثماني يوضح فيه مهام كل طرف، وتم الإتفاق بين الأمير والمحافظ على أن تكون إقامة الأمير والحامية داخل الجزيرة، وأما الأمير فيقيم في المدينة وهو المسؤول عنها وضواحيها، وأول من تولى مهمة الإمارة من الارتيقة الشريف علم الدين ثم البوشاب ثم الديشاب ثم الكرباب، وهم أمراء سواكن، وأول محافظ تركي أشتهر بالعدل والتقوي نورالدين باشا ([11]).
أصبحت سواكن قاعدة حربية في العهد العثماني، وتم إهمال المدينة من الناحية التجارية والعمرانية، كما كانت تتبع للسلطان العثماني مباشرة، كما أن العلم العثماني كان يخفق فوق سماء سواكن وبقيت على هذا الوضع حتى إندلاع الحرب بين اليمنيين والأتراك، وتحولت سواكن لإستراحة للجنود الأتراك القادمين أو الذاهبين للقتال في اليمن، كما أن نظام التجنيد الجندرمة (البوليس) في تركيا أعتمد على إرسال الشباب الأتراك وإرسالهم للمناطق التي يسيطر عليها العثمانيين، فوصلت أعداد منهم لسواكن واستقروا فيها بصورة نهائية، وكان كل واحد منهم يدعو صاحبه بكلمة (همشري) التي تعني ابن بلدي أو بلدينا ([12]).
كان الغرض من السيطرة على سواكن وغيرها من موانئ البحر الأحمر من قبل الأتراك، منع وقوع تلك الموانئ في يد الأوربيين ليتخذوها قواعد لغزو البلاد العربية عموماً وبلاد الحرميين على وجه التحديد ([13]).
المتتبع للحامية التركية التي وصلت إلى سواكن يجد أن عناصر هذه الحامية قد تزاوجوا مع العناصر المحلية بالجزيرة، وظهرت بعد ذلك عدد من الأسر ذات الأصول التركية والسودانية في نفس الوقت، ومن الأسر السودانية ذات الأصول التركية في سواكن أسرة ميشلى نسبة لمدينة ميش، وموصلي نسبة للموصل، وأسطنبولي نسبة لمدينة أسطنبول، وكور كتلي نسبة لمدينة كركوت ([14] ).
شهدت سواكن خلال الفترة من القرن الخامس عشر الميلادي وحتى القرن التاسع عشر الميلادي تذبذب في مكانتها كميناء بين الصعود والهبوط، فهي تارة ميناء ضخم يمتلئ بالسفن من شتى بقاع المعمورة، وتارة يتقلص دور الميناء ليصبح مرفأ للسفن الصغيرة؛ الأمر الذي أنطبق على معظم موانئ البحر الأحمر([15]).
تحكمت عدد من العوامل في عملية الصعود والهبوط لمدينة سواكن، حيث كان الظهير بالنسبة لسواكن يتأثر بعوامل القوة والضعف الاقتصادي والعوامل السياسية ومما أثر بصورة كبيرة في ضعف ميناء سواكن.
- إكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي.
- ضعف الوجود المملوكي في ساحل البحر الأحمر بسبب تدهور هذه لدولة.
- ضعف ثم إنهيار مملكة علوة المسيحية؛ مما كان له الأثر السلبي على عملية تدفق التجارة عبر سواكن والبحر الأحمر([16]).
المتتبع للدولتين المملوكية والعثمانية يجد أن الدولة المملوكية فضلت الحصول على اليابسة لتوسيع سلطانها بينما الدولة العثمانية سعت إلى السيطرة البحرية لتحقيق أكبر قدر من السيادة البحرية وقد نجحت في ذلك بصورة كبيرة، وهي بذلك تشبه دولة لبطالمة التي سعت أيضاً للحصول على قدر من الموانئ البحرية([17] ).
أسباب تدهور المدينة في العهد العثماني:
رغم الإزدهار والتطور الذي عاشته سواكن إلا انها تراجعت بعد ذلك، وأصبحت ميناء صغير وذلك بسبب محاربة العثمانيين للتجار الأوربيين عبر البحر الأحمر ونتيجة للضرائب الباهظة التي فرضت من قبل العثمانيين على المراكز التجارية على البحر الأحمر، ثم تحويل التجارة عبر رأس الرجاء الصالح بواسطة الأوربيين كردة فعل للسيطرة العثمانية على البحر الأحمر، فبدأت سواكن في فقدان مكانتها التجارية وأهميتها بسبب تزايد الهجمات من قبل قطاع لطرق الذين استهدفوا القوافل التي ترد إلى المدينة من داخل العمق السوداني وهي محملة بالبضائع ([18]).
كما ساعد ضعف الدولة العثمانية في أن تفقد السيطرة على موانيها، وأصبحت بعد ذلك السيطرة العثمانية سيطرة اسميه، كما أن اتساع الدولة العثمانية أدي إلى اهتمامها ببعض المناطق على حساب مناطق أخرى بعيدة، أما على المستوى الداخلي فقد أدى ضعف دولة الفونج والصراعات الداخلية إلى اضطراب حركة التجارة وكثرة عمليات السلب والنهب وقطع طرق القوافل التجارية ([19]).
على الرغم من حالة الخراب التي ظهرت على سواكن في القرن التاسع عشر إلا أن هناك عدد من العوامل التي ساعدت على بقائها واستمراريتها منها:
- إستمرار وصول القوافل التجارية إليها من داخل العمق السوداني رغم قلتها.
- وصول قوافل الحجاج من غرب افريقيا ومناطق السودان المختلفة كل عام في مواعيدها.
ولما سبق يمكن القول إن تدهور سواكن بدأ منذ القرن الثامن عشر الميلادي وذلك بعد أن تم منع السفن الأوربية من الرسو في الميناء ([20]).
سواكن في عهد محمد على باشا وخلفاه:
طلب محمد على باشا من السلطان العثماني في العام ( 1263هـ/ 1846م) أن يضم سواكن ومصوع إلى أملاكه فوافق السلطان العثماني على شرط أن تعود إلى الحجاز بعد وفاة محمد على باشا، وقد عادت المدينة إلى ولاية الحجاز بعد وفاة محمد على في العام (1849م)، وقد اتخذ محمد على باشا من سواكن قاعدة حربية واقتصادية لتصدير المنتجات السودانية، كما قام بتعيين محافظ من قبله على سواكن([21]).
استعادت سواكن قدراً من بريقها ولمعانها في عهد محمد على باشا وخلفاه، وقد عمل الخديوي اسماعيل في العام (1836م) على ضم سواكن بصورة نهائية إلى إدارة السودان من السلطان العثماني مقابل جزية سنوية تدفع للباب العالي في تركيا، فشهدت سواكن بعد ذلك تطوراً ملحوظاً في المرافق والخدامات فظهرت الإدارات المهمة مثل الشرطة، والجمارك، والقضاء، والبريد، كما أقيمت المخازن لحفظ السلع، وتمت إقامة سكنات للجيش، وقام السكان ببناء منازلهم من الحجارة البيضاء، ورصفت الطرق، وتم ربط الميناء بالساحل من خلال كبري خشبي، وتم بناء رصيف حول الميناء لرسو السفن، وزادت أهمية المدينة بعد إنشاء قناة السويس وتزايدت أعداد السفن القاصدة للميناء، وتطورت الخدامات المقدمة لهذه السفن، وأصبحت بعد ذلك مركزاً هاماً للقوافل التجارية وقوافل الحجاج، وهكذا حجزت المدينة والميناء مكانتهم بين الموانئ المهمة على ساحل البحر الأحمر وأصبحت من أفضل الموانئ في المنطقة حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ([22]).
محاولة ربط سواكن بنهر عطبرة:
لمد سواكن بالمياه الصالحة للشرب قام محمد على باشا بإرسال المسيو (لينان) وذلك بغرض تحديد أفضل مسار لوصول مياه نهر عطبرة لسواكن، وقد كان المسيو يرى أنه من السهل القيام بهذه المهمة، وتحويل مجرى نهر عطبرة ليصب في البحر الأحمر وقد برر ذلك أن نهر عطبرة يمر عبر سهول وأراضي رملية، وقد دلت الآثار على شواهد تؤكد أن هناك محاولات لربط سواكن بنهر النيل عطبرة ([23]).
بعد تولية الخديوي إسماعيل للسلطة في مصر، طلب من السلطان العثماني تأجير مصوع وسواكن وقد صدر الفرمان السلطاني في يوم 17 مايو (1866م)، وذلك مقابل دفع سبعة آلاف كيس وهي تعادل سبعة وثلاثين ألفاً وخمسمائة جنيه مصري في ذلك الوقت، وقد كانت هذه الأموال تدفع لصندوق ولاية جدة بغرض تعمير طريق بيت الله الحرام والقيام بشئونه، بالإضافة للجزية التي كانت تدفعها مصر للسلطان العثماني، واستلم أحمد ممتاز باشا زمام الأمور في سواكن من الحاكم التركي، وقد خير ممتاز باشا الموظفين بين العمل تحت الإدارة المصرية أو تقديم الإستقالة وإستلام معاشهم ومكافأتهم، فاستقال كل الأتراك وبعض العمانيين من العرب، وتم إستبدالهم بسودانيين ومصريين، وبعد ذلك عمل ممتاز باشا على تحديث المدينة من خلال بناء المنازل الجديدة، ومبنى المحافظة، والجمارك، والكريتينة (الحجر الصحي)، والبريد والبرق، ومبنى الشرطة، وثكنات الجيش، كما قام ممتاز باشا ببناء محلجين في سواكن ([24]).
في مجال التجارة عمل ممتاز باشا على جلب التجار المصريين للمدينة، كما قام بالإتفاق مع شركة بواخر إبراهيم بك فهمي على تسيير بواخرها في البحر الأحمر، وكذلك الشركة الخديوية، وشركة روباتينو الإيطالية، كما أمرهم بشراء الأراضي الفضاء بغرض إقامة مبانيهم ومكاتبهم التجارية، ونتيجة لهذا الإهتمام من قبل ممتاز باشا بسواكن وفد إليها التجار والموظفين من مصر والحجاز، كما وصلت السفن البريطانية إلى سواكن بعد إفتتاح قناة السويس في العام (1869م) ([25]).
[1])) عبدالرحمن حسب الله الحاج، مرجع سابق، ص 56.
[2])) عبدالرحمن حسب الله الحاج، مرجع سابق، ص 77.
[3])) المرجع نفسه، ص 81.
[4])) صلاح الدين الشامي، مرجع سابق، ص123.
[5])) محمد صالح ضرار، تاريخ مدينة سواكن، مرجع سابق، ص 93.
[6])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص 50.
[7])) المرجع نفسه ص 103.
[8])) صلاح الدين الشامي، مرجع سابق، 123 - 124.
[9])) المرجع نفسه، ص 128.
[10])) جون لويس بوركهارت، مصدر سابق، ص 340.
[11])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص 53 - 54.
[12])) المرجع نفسه، ص 55.
[13])) المرجع نفسه، ص 64.
[14])) المرجع نفسه، ص 55.
[15])) صلاح الدين الشامي، مرجع سابق، ص 117.
[16])) المرجع نفسه، ص 118 - 119.
[17])) المرجع نفسه، 119.
[18])) نعيمة شديد، مرجع سابق، ص 65 - 66.
[19])) صلاح الدين الشامي، مرجع سابق، ص 125 - 126.
[20])) المرجع نفسه، ص 129 - 130.
[21])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص 58.
[22])) نعيمة شديد، مرجع سابق، ص 64 - 65.
[23])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص، 61.
[24])) عبد الرحمن حسب الله، مرجع سابق، ص 82 - 83.
[25])) محمد صالح ضرار، تاريخ سواكن والبحر الأحمر، مرجع سابق، ص 84.